حرية ـ (15/5/2025)
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن العراق يتابع عن كثب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، وما تتضمنه من لقاءات ثنائية مع قادة مجلس التعاون الخليجي، مشدداً على أهمية هذه الزيارة في ظل الظروف الإقليمية المتوترة.
وقال السوداني في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، إن “مخرجات الزيارة الأميركية – الخليجية ستكون مؤثرة، ونأمل أن تسهم في دعم الاستقرار، خصوصًا في ما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة، والاعتداءات على لبنان وسوريا واليمن”.
القمة العربية وتأثير التحركات الدولية
ورداً على سؤال حول تأثير زيارة ترامب على القمة العربية المرتقبة في بغداد، أشار السوداني إلى أن “من الممكن أن يكون لهذه الزيارة تأثير في بعض الملفات الإقليمية، لكن العراق يركز على إنجاح القمة بوصفها منصة لتوحيد المواقف العربية”.
وأكد السوداني أن القضية الفلسطينية تبقى جوهر أزمات المنطقة، قائلاً: “لن يتحقق استقرار حقيقي دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس”.
التنمية بوابة الأمن والتكامل
أوضح رئيس الوزراء العراقي أن التنمية هي المفتاح الحقيقي للأمن في المنطقة، وهي القاعدة التي تتيح فرص التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط. وأشار إلى أن “مشروع طريق التنمية الذي يطرحه العراق يُعد ممرًا اقتصاديًا استراتيجيًا يخدم مصالح المنطقة بأكملها”.
وأضاف أن “هناك اهتمامًا إيرانيًا كبيرًا بالمشروع، كونه يتكامل مع مشاريع مثل شمال–جنوب والحزام والطريق، ما يفتح آفاقًا للتعاون مع دول مثل السعودية وإيران على حد سواء”.
العراق وسيط نزيه بين واشنطن وطهران
وفي ملف العلاقات الأميركية – الإيرانية، كشف السوداني عن استضافة بغداد لجولات تفاوض سرية بين الطرفين بشأن الملف النووي الإيراني، مشددًا على أن “الحوار هو السبيل الوحيد لمنع التصعيد وضمان استقرار المنطقة”.
وأكد أن العراق، نظراً لعلاقاته المتوازنة مع كل من واشنطن وطهران، يبادر دائمًا إلى دفع الأمور نحو التفاوض والحلول السلمية، محذرًا من أن غياب الاتفاق النووي سيقود إلى مواجهة خطيرة في منطقة تعاني أصلًا من الأزمات المتراكمة.
سياسة توازن وحياد فعّال
في حديثه عن توازن العلاقات الإقليمية للعراق، أوضح السوداني أن بلاده تتبنى سياسة الانفتاح على الجميع وفق قاعدة المصالح المشتركة واحترام السيادة، مشيرًا إلى أن العراق يملك روابط مهمة مع إيران باعتبارها “دولة جارة ساندت العراق في مراحل حرجة”، وكذلك مع الولايات المتحدة “التي أسهمت في التغيير عام 2003 ودعمت الحرب ضد داعش”.
وأكد السوداني أن هذه الخصوصية تجعل العراق مؤهلًا للعب دور الوسيط النزيه في المنطقة، وقال:
“نمتلك علاقات طيبة مع الأطراف المتخاصمة، ونؤمن بعدم التدخل واحترام السيادة… وهذا يجعلنا قادرين على أداء دور محوري في حل الخلافات الإقليمية.”
وختم رئيس الوزراء حديثه بالتشديد على أن التوسط ليس خيارًا بل واجب وطني، مضيفًا:
“لا يمكن للعراق أن يقف متفرجًا على تصاعد الأزمات، لأن غياب المبادرة العربية يفتح المجال لتدخلات خارجية لا تخدم مصالح المنطقة.”