حرية ـ (15/5/2025)
يختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية اليوم الخميس بالتوجه إلى الإمارات، بعد محطتي السعودية وقطر، حيث أبرم صفقات وحصل على تعهدات بمليارات الدولارات.
وعلى رغم أن رحلته الرسمية الأولى في ولايته الثانية، بمعزل عن مشاركته في جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، كانت محصورة بالخليج، فإن ترامب المستعد دائماً للمفاجآت، لم يستبعد مواصلة رحلته إلى تركيا في حال حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مرتقبة مع أوكرانيا.
ويتوجه ترامب إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد توقف في قطر، إذ أشاد الرئيس الأميركي بما وصفه “صفقة قياسية” بقيمة 200 مليار دولار لشراء طائرات بوينغ.
بدأ ترامب رحلته في المملكة العربية السعودية التي وعدت باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار، من ضمنها صفقة أسلحة أميركية قال عنها البيت الأبيض إنها “الأكبر في التاريخ”.
وفي خطاب ألقاه في الرياض، لم يهاجم ترامب الديمقراطيين فحسب، بل هاجم أيضاً الجناح التقليدي لحزبه الجمهوري الذي دافع عن التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق.
وأشاد ترامب بأفق العاصمة السعودية، قائلاً “لم يصنع ما يسمى بـ’بناة الأمم‘ أو ’المحافظين الجدد‘ أو ’المنظمات الليبرالية غير الربحية‘ روائع الرياض وأبو ظبي، مثل أولئك الذين أنفقوا تريليونات الدولارات من دون أن يطوروا كابول وبغداد”.
وأضاف “بل إن شعوب المنطقة نفسها هي التي أسهمت في ولادة شرق أوسط حديث، في النهاية دمر ما يسمى بـ’بناة الأمم‘ دولاً أكثر بكثير مما بنوها”.
وأشاد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باعتباره صاحب رؤية، نظراً إلى الاستثمارات الاقتصادية السريعة في المملكة.
كما لبى ترمب طلباً رئيساً للأمير محمد بن سلمان بإعلانه رفع العقوبات عن سوريا، بعد إطاحة حكم بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفرضت الولايات المتحدة قيوداً شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار ما دام بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.
ولم يشر ترمب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ويعيق الاستثمار بشدة.
بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطاً لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات.
والتقى ترمب في الرياض بالرئيس السوري أحمد الشرع، الذي كان قائداً لهيئة تحرير الشام ومدرجاً في القائمة الأميركية للمطلوبين، وقال عنه لصحافيين إنه “شاب جذاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جداً. مقاتل”.
وشارك في اللقاء بين ترامب والشرع ولي العهد السعودي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الإنترنت، وهو الذي يعد من أبرز الداعمين للشرع.
وقال ترامب الأربعاء إنه مستعد للسفر إلى تركيا، إذا قبل بوتين عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد لقاء حول إنهاء الحرب.
لكن اسم الرئيس فلاديمير بوتين غاب عن الوفد الروسي الذي سيتوجه إلى إسطنبول لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، بحسب القائمة التي نشرها الكرملين ليل الأربعاء.
وقال ترامب إن وزير الخارجية ماركو روبيو سيسافر على أية حال إلى إسطنبول، لإجراء المحادثات المحتملة.