الاعلانات
  • 06/06/2025وكالة حرية الاخبارية تبث التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • 20/06/2024أنت عراقي انت أقوى من المخدرات ساهم واتصل بالرقم 104 لمكافحة المخدرات
الأحد, يونيو 8, 2025
احمد الحمداني رئيس مجلس الادارة و رئيس التحرير
الحرية للاخبار
  • الرئيسية
  • عاجل
    بغداد تســـتعد لانطلاق القمة العربية الـ34 وسط تحديات إقليمية كبرى

    بغداد تســـتعد لانطلاق القمة العربية الـ34 وسط تحديات إقليمية كبرى

  • الاخبار
    فرنسا.. اعتداء على حاخام يثير إدانات وإحالة المتهم إلى التقييم النفسي

    فرنسا.. اعتداء على حاخام يثير إدانات وإحالة المتهم إلى التقييم النفسي

    الصدر يدعو إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع أنحاء العراق

    الصدر يدعو إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع أنحاء العراق

    إيران تتحول من القنبلة النووية إلى المرونة التفاوضية

    إيران تتحول من القنبلة النووية إلى المرونة التفاوضية

    السعودية.. اعلان نجاح موسم الحج

    السعودية.. اعلان نجاح موسم الحج

    البابا ليو الرابع عشر.. أتمنى أن يفتح الله الحدود ويهدم الجدران

    البابا ليو الرابع عشر.. أتمنى أن يفتح الله الحدود ويهدم الجدران

    ترامب ينشر ألفي جندي في لوس أنجليس,,, تهديد بتعبئة المارينز

    ترامب ينشر ألفي جندي في لوس أنجليس,,, تهديد بتعبئة المارينز

  • اقلام حرة
  • الاعلانات
  • الاقتصاد العالمي
  • الاقتصاد العراقي
  • الاقتصاد العربي
  • تصاميم
  • برامج
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • عاجل
    بغداد تســـتعد لانطلاق القمة العربية الـ34 وسط تحديات إقليمية كبرى

    بغداد تســـتعد لانطلاق القمة العربية الـ34 وسط تحديات إقليمية كبرى

  • الاخبار
    فرنسا.. اعتداء على حاخام يثير إدانات وإحالة المتهم إلى التقييم النفسي

    فرنسا.. اعتداء على حاخام يثير إدانات وإحالة المتهم إلى التقييم النفسي

    الصدر يدعو إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع أنحاء العراق

    الصدر يدعو إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع أنحاء العراق

    إيران تتحول من القنبلة النووية إلى المرونة التفاوضية

    إيران تتحول من القنبلة النووية إلى المرونة التفاوضية

    السعودية.. اعلان نجاح موسم الحج

    السعودية.. اعلان نجاح موسم الحج

    البابا ليو الرابع عشر.. أتمنى أن يفتح الله الحدود ويهدم الجدران

    البابا ليو الرابع عشر.. أتمنى أن يفتح الله الحدود ويهدم الجدران

    ترامب ينشر ألفي جندي في لوس أنجليس,,, تهديد بتعبئة المارينز

    ترامب ينشر ألفي جندي في لوس أنجليس,,, تهديد بتعبئة المارينز

  • اقلام حرة
  • الاعلانات
  • الاقتصاد العالمي
  • الاقتصاد العراقي
  • الاقتصاد العربي
  • تصاميم
  • برامج
No Result
View All Result
الحرية للاخبار
No Result
View All Result
Home الاخبار

مفاوضات إسطنبول بادرة سلام أم مناورة روسية لهز وئام “الناتو”؟

huria_admin by huria_admin
19 مايو، 2025
in الاخبار, تقارير
0
مفاوضات إسطنبول بادرة سلام أم مناورة روسية لهز وئام “الناتو”؟
0
SHARES
Share on FacebookShare on Twitter

حرية ـ (19/5/2025)

الأحد الماضي في الـ11 من مايو (أيار) أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين براعته ليس فقط في الرياضة وألعاب الجودو فحسب، بل وفي السياسة أيضاً، وذلك عندما اقترح استئناف المحادثات المباشرة من دون شروط مسبقة مع أوكرانيا في إسطنبول، كاشفاً بذلك عن تهافت مجموعة من زعماء أوروبا الذين حاولوا إعطاء الزعيم الروسي إنذاراً نهائياً.

وعلى رغم أن المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا تأخر انعقادها يوماً كاملاً، فإن الرئيس الروسي تحدث بهدوء ولطف، فقال إن “حسن النية لدى روسيا، الذي تجاهلته كييف وحلف الناتو مراراً وتكراراً، منتهكين بذلك كل مبادرات السلام، قد استنفد ويكاد يصبح أثراً بعد عين، لذلك لا يستطيع أحد أن يلوم موسكو بعد الآن لا في كييف ولا في بروكسل”، حيث مقر حلف شمال الأطلسي، لكن احتراماً لجهود الجانب الأميركي لإنهاء الصراع وحسن نيته الشخصية تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اتخذ بوتين خطوة كبيرة ووافق على التفاوض مع أوكرانيا التي كانت قد وضعت حظراً مزمناً على التفاوض مع الرئيس الروسي.
ومع أن بوتين لا يقول أي كلمة ولا يطلق أي تصريح من دون سبب، إلا أنه أكد بشكل خاص أن بلاده جادة للغاية في بحثها عن فرصة سلام واستراحة محارب، وهذا لا يمكن ترجمته إلا بأنه “حتى في القصص الخيالية، لا تتكرر الأشياء مرتين”. وعلاوة على ذلك، وعلى رغم أن الجميع يعلم جيداً أن كل المقترحات اللاحقة التي يقدمها بوتين تكون دائماً أكثر تعقيداً من سابقاتها، فقد اقترح الزعيم الروسي حتى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ومواصلة العمل بالضبط من النقطة التي تعطلت عندها المفاوضات التي كادت تكتمل في إسطنبول عام 2022 على يد كييف بتحريض من الغرب الجماعي.
لقد أدرك الجميع تقريباً، بمن فيهم كييف وحلف الناتو وأنصاره أن هذه هي لحظة الحقيقة، وأن بوتين هو المسؤول عن هذه اللحظة، وكل شيء يعتمد عليه الآن.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة في الـ15 من مايو الحالي الذي كان من المفترض أن تبدأ فيه المفاوضات، إن فريق التفاوض الأوكراني سيكون في إسطنبول الجمعة (16 مايو). وأضاف، “مجموعتنا التي سأرسلها إلى إسطنبول ستكون هناك غداً”، على رغم أنه كان من المتوقع إجراء المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا الخميس في المكان نفسه كما عام 2022.
ووصل الوفد الروسي إلى إسطنبول الخميس (15 مايو)، إلا أن المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا لم تبدأ بسبب تخلف الوفد الأوكراني عن الحضور في الموعد المحدد.

وكان زيلينسكي قال إنه سينتظر شخصياً بوتين في إسطنبول في الـ15 من مايو، ولكن بشرط واحد – إذا وافقت روسيا على وقف كامل لإطلاق النار.
وأعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايل بودولياك أن زيلينسكي سيقرر ما إذا كان سيجري مفاوضات مع الوفد الروسي في إسطنبول في حال عدم حضور بوتين شخصياً، وبحسب ما نقلته صحيفة “سترانا” عن بودولياك، فإنه “لن يكون هناك أي معنى للمفاوضات” إذا لم يشارك بوتين شخصياً في اللقاء بتركيا.

لكن الكرملين أفاد بأن الرئيس الروسي لن يتجه إلى تركيا للمشاركة في المفاوضات مع أوكرانيا، وهو صادق على تشكيل الوفد الروسي للمحادثات المرتقبة مع الجانب الأوكراني في إسطنبول.
وسيمثل روسيا، مساعد الرئيس الروسي، فلاديمير ميدينسكي (رئيس الوفد)، ونائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس المديرية العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.
كما أعلن الكرملين قائمة بأسماء المتخصصين المرافقين للوفد الروسي إلى إسطنبول وتضم “ألكسندر زورين، النائب الأول لرئيس إدارة المعلومات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، وإيلينا بودوبريفسكايا نائبة رئيس إدارة شؤون السياسة الإنسانية في الإدارة الرئاسية الروسية، وأليكسي بوليشوك، مدير الإدارة الثانية لشؤون رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، وفيكتور شيفتسوف نائب رئيس الإدارة العامة للتعاون العسكري الدولي في وزارة الدفاع الروسية”.

ونقلت وكالات أنباء عن مصادر متابعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يتوجه إلى تركيا للمشاركة في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.

روسيا تسخر من الإنذار الأوروبي

من جهة أخرى أدركت قناة “سي أن أن” الأميركية أن بوتين رد بسخرية على الإنذار النهائي الذي وجهته له دول أوروبية في ما يعرف بـ”تحالف الراغبين”، فكتبت أن “فلاديمير بوتين أصبح الآن أقوى بثلاث مرات. أولاً، تجاهل تماماً إنذار ومطالب أوروبا وأوكرانيا بوقف إطلاق النار، ولم يذكره صراحة. ثانياً، لم يواجه بعد أي عقوبات واسعة النطاق ضد روسيا وزيادة في المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وهو ما بدا لأوروبا أن ترمب يدعمه في حال رفض وقف إطلاق النار. ثالثاً، أصبح اقتراحه إجراء مفاوضات مباشرة في إسطنبول فجأة أساس موقف ترمب”.
وعبر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، عن الأمر بمزيد من التحديد، قائلاً إنه “من دون حوار مع الرئيس الروسي يستحيل إحلال السلام في أوكرانيا، فهو اللاعب الرئيس في هذا الصراع”.

45293598886764974.jpg

جانب من جولة المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول، الجمعة 16 مايو الحالي


استمالة أميركا وشق “الناتو”

بطريقة ما، تراجعت اللهجة القاسية التي اعتمدها بعض القادة الأوروبيين والأطلسيين وحليفهم زيلينسكي إلى الخلفية بعد مبادرة بوتين السلمية، ولم يبق في المقدمة سوى شيء واحد: مد بوتين يده إلى ترمب، الذي يريد بصدق الخروج من الصراع في أقرب وقت ممكن. والأميركيون يقدرون ذلك، وقد نقل ويتكوف نفسه (الذي يعد صديقاً شخصياً لترمب وأحد أكثر الأشخاص الذين يثق بهم) رسالة ترمب بصورة مستترة، قائلاً “أعتقد أن الروس يريدون حقاً حلاً سلمياً (ولهذا السبب) يصدر ترمب إنذاراً نهائياً لإجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا”. وبعبارة أخرى، يدرك جزء في الأقل من فريق ترمب، بما في ذلك هو نفسه، أن الروس عازمون على تسوية القضية مرة واحدة وإلى الأبد، لكن حجر العثرة هو من يصفونهم بـ”الرؤوس الحامية في الناتو وزيلينسكي وأصدقائه الأوروبيين”، ويتوافق هذا الفهم بالكامل مع تصريح المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف وقوله “إن نهج أوروبا تجاه قضية أوكرانيا يهدف إلى استمرار الحرب ويتناقض مع نهج موسكو وواشنطن”.

نعم، بدأ أحد كبار الممثلين الأميركيين في محادثات إسطنبول، المبعوث الخاص لترمب، كيث كيلوغ، يؤدي دور “الشرطي السيئ” بصورة معتادة، وقال “إذا لم يكن هناك تقدم في محادثات أوكرانيا، فهناك احتمال فرض عقوبات كبيرة وأشد من كل العقوبات الأميركية السابقة ضد روسيا”، وأضاف أنه بشكل عام فإن “الولايات المتحدة، كجزء من التسوية الأوكرانية، تناقش نشر قوات من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا إلى الغرب من نهر دنيبر”.

وأفاد ويتكوف، الذي توجه أيضاً إلى إسطنبول، مسبقاً بأنه إضافة إلى قضية الأراضي، فإن “الموضوعات الرئيسة للمفاوضات المحتملة بين موسكو وكييف ستكون وضع محطة زابوروجيا للطاقة النووية، واستخدام أوكرانيا لنهر دنيبر ووصولها إلى البحر الأسود”.

من جهتها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه “بسبب الهستيريا التي يتسبب بها الغربيون، فهم يخافون من التحدث مع الجانب الروسي”، مؤكدة أن وفد موسكو جاهز للعمل في إسطنبول. وجاءت تصريحات زاخاروفا رداً على وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول الذي قال “يجب على روسيا أن ترسل وفداً يتناسب مع خطورة الوضع الحالي”.

وشددت المتحدثة باسم الخارجية على أن “روسيا أرسلت بالفعل وفداً، لكن بسبب الصراع الذي يسببه الغربيون، فهم ببساطة يخافون من التحدث مع موسكو”، وأضافت، “لقد وصل المحترفون، وهم مستعدون للعمل، وهذا ما يدلي به (رئيس الوفد الروسي فلاديمير) ميدينسكي باستمرار. على الغربيين فقط أن يوقفوا هذه الهستيريا، ويستعيدوا رباطة جأشهم، ويأخذوا رعاياهم من نظام كييف ويجلسوهم إلى طاولة المفاوضات التي يتحدثون عنها منذ أسابيع”.

وفي لهجة تهكمية لاذعة قالت زاخاروفا إن “وفدنا لا يتألف من ممثلين نصف متعلمين، أو مهرجين مدمني المخدرات، أو أطباء أمراض نساء يرقصون على الترمبولين ويتظاهرون بأنهم دبلوماسيون، بل يتألف من أعلى مستوى من المهنيين ذوي فهم عميق للوضع من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والمديرية العامة لهيئة الأركان العامة ومتخصصين قانونيين دوليين”.

عود على بدء مع الاعتراف بالوقائع

من جهته أكد رئيس الوفد الروسي ميدينسكي أن الوفد يعتبر المفاوضات استمراراً لعملية السلام التي توقفت مع سلطات كييف عام 2022، وقال إن “الوفد الروسي عازم على أن تكون المفاوضات بناءة ويبحث عن طرق للتسوية، ومهمة الوفد هي إرساء السلام الدائم والقضاء على أسباب النزاع”، وأضاف رداً على أسئلة الصحافيين، “نحن مستعدون لاستئناف مفاوضات إسطنبول، ومستعدون لمناقشة أي تسويات محتملة… لدينا موقف عملي، وقيادات جميع الجهات المعنية حاضرة هنا كجزء من الوفد”.
إلى ذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف قبل يومين من محادثات إسطنبول بشكل واضح ومباشر، “في سياق الصراع في أوكرانيا، من الضروري التوصل إلى الاعتراف بالحقائق على الأرض، بما في ذلك ضم أراض جديدة إلى روسيا”، وأضاف، “في الوقت نفسه كل ما كان ضمن إطار إسطنبول 1.0 (أي الجولة الأولى من التفاوض التي جرت في 2022) يبقى على الطاولة في كل الأحوال”، وبحسب وزيرة الخارجية النمسوية السابقة كارين كنايسل، فإن “استئناف المفاوضات في إسطنبول، التي توقفت عام 2022، كما قال الرئيس بوتين، يبدو بمثابة عودة إلى نقطة البداية، لكن الظروف تغيرت جذرياً”.
والثلاثاء الـ13 من مايو الحالي، وخلال اجتماع مع أعضاء مجموعة “روسيا للأعمال”، قال بوتين في كلمة موجهة ضمناً إلى حلف الناتو والصقور الأوروبيين، “علينا أن نكون مستعدين لأي تصرفات قد يقوم بها من ينوي لنا الشر في المستقبل، يجب ألا نخاف، من يبدأ بالخوف سيخسر فوراً”.

ردود فعل مرحبة بمبادرة بوتين

وأعرب كثير من الزعماء وقادة الرأي الدوليين بالفعل عن رد فعلهم إزاء إمكان عقد المفاوضات. وحض بعض المتخصصين لمصلحة البدء بهذه المحادثات في أقرب وقت ممكن، واتفقوا على أن الحوار المباشر أهم من وقف إطلاق النار الموقت. وقال الرئيس الأميركي إن التقدم في حل الصراع في أوكرانيا يعتمد على إمكان عقد لقاء بينه وبين بوتين، وأضاف ترمب في حديث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من قطر إلى الإمارات، “لن يحدث شيء حتى نلتقي بوتين”.

ومع ذلك دعا الرئيس الأميركي أوكرانيا إلى البدء فوراً بمحادثات السلام مع روسيا، وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، “يجب على أوكرانيا أن توافق على هذا الأمر فوراً”، وقال تعليقاً على اقتراح بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، “إن هذا يوم عظيم محتمل للبلدين المتنازعين”.
وكان بوتين صرح بأن موسكو مستعدة للحوار وتنتظر رد فعل كييف وشركائها الغربيين. وجاءت كلمة الرئيس الروسي على خلفية احتفالات الذكرى الـ80 للنصر في الحرب العالمية الثانية في موسكو، التي شاركت فيها وفود من أكثر من 30 دولة.
من جهته اعتبر ضابط الاستخبارات العسكرية الأميركية المتقاعد، سكوت ريتر، أن اقتراح بوتين بدء المحادثات المباشرة في شأن أوكرانيا “كان بمثابة مناورة رائعة”، وأضاف “إنه يعيد زمام المبادرة إلى روسيا”.
وبحسب ريتر، فإن مثل هذه الخطوة من جانب موسكو ستسمح لها بإملاء شروطها على أوكرانيا وحلفائها في الغرب وفي حلف شمال الأطلسي.
وبحسب هذا المتخصص الأميركي فإن غالب الدول تتفق مع روسيا في موقفها حول ضرورة القضاء على الأسباب الجذرية للصراع من أجل حله نهائياً، وأشار ريتر إلى أن المقترحات المقدمة من أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا لا تحل هذه المشكلة.
وفي محادثة هاتفية مع زيلينسكي، أكد أردوغان أيضاً أنه لا يمكن تفويت الفرصة المتاحة للمفاوضات.

وأصبح معلوماً أيضاً أن الاتحاد الأوروبي الذي أعلن في وقت سابق عن فرض عقوبات جديدة على روسيا، مستعد للانتظار حتى انتهاء المفاوضات في شأن أوكرانيا قبل الإصرار على فرضها.
وفي أعقاب اقتراح إجراء محادثات في إسطنبول، اتصل بوتين بأردوغان لمناقشة التفاصيل، وأعلن الرئيس التركي بالفعل أن بلاده مستعدة للمساهمة في تحقيق تسوية سلمية في أوكرانيا، وقال إن “تركيا مستعدة لتقديم أي مساهمة، بما في ذلك تنظيم المفاوضات، لضمان وقف إطلاق النار والسلام الدائم”.
وأكد الرئيس التركي أيضاً أهمية التعاون في المفاوضات، وقال إنه توصل إلى “نقطة تحول تاريخية” في التسوية السلمية للصراع الأوكراني.
ويشير متخصصو السياسة إلى أن بوتين اغتنم المبادرة باقتراح استئناف المفاوضات المباشرة في إسطنبول في الـ15 من مايو، وبحسب المحللين تسمح هذه الخطوة لموسكو بتحديد لهجة الحوار المقبل.
في السياق اعتبر المتخصص السياسي فيودور لوكيانوف أن اقتراح الرئيس الروسي هو “خطوة أنيقة رداً على ما وصفته كييف وأوروبا بالإنذار النهائي”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “اللعبة الكبرى والحرب مستمرة كالمعتاد”، وقال إن “استئناف محادثات إسطنبول – بشكل مباشر ومن دون شروط مسبقة – يجعلنا نستكمل ما توقفنا عنده عام 2022، وستعتمد الهدنة على نتائج هذه المفاوضات، لكن المعارك ستستمر حتى التوصل إلى اتفاقات، وهو ما كان واضحاً منذ البداية”.
أما العالم في مجال السياسة إيرل راسموسن، فرأى أن “بوتين اتخذ خطوة قوية ومنفتحة وبناءة، لكن أوكرانيا قد لا تقبل شروط روسيا لأنها لا تريد السلام على المدى الطويل”، وأضاف “إنهم سيطيلون الوقت، ومن المرجح أنهم سيستغلون هذه الفرصة لإدخال قوات فرنسية وبريطانية تحت غطاء ’قوات حفظ سلام‘، أي لإدخال قوات حلف شمال الأطلسي مباشرة إلى أوكرانيا. وعلى رغم أننا جميعاً ندرك أن أعضاء حلف الأطلسي موجودون هناك بالفعل، فإن أنظمة الأسلحة الخاصة بهم ببساطة لا تعمل من دون المشاركة المباشرة للتحالف”.
ويشير عالم السياسة، المقدم المتقاعد في الجيش الأميركي، كوي هينغ، الباحث حالياً في المعهد الوطني للتعاون (مقره شنغهاي)، إلى أن “روسيا استولت على زمام المبادرة لحل الصراع الأوكراني”، ويعتبر أن “العائق الرئيس هو الشروط المسبقة”، ويرى المتخصص أن “موسكو قد تدخل في مفاوضات من دون شروط مسبقة، لكن كييف ليست مستعدة للتنازل عن الأراضي”. ويعتقد أن “وقف إطلاق النار قصير الأمد يمكن أن يوفر مساحة للتنفس يحتاج إليها كلا الجانبين، ويمكن لكل الأطراف استخدام هذه الفترة للتحضير لمزيد من الحوار وتحليل الوضع السياسي الداخلي في بلدانهم”.

ترمب يغير موقفه في شأن أوكرانيا

في الأثناء، ذكرت صحيفة “فايننشيال تايمز” في الـ14 من مايو، أن ترمب يعيد النظر بسياسته في شأن الصراع في أوكرانيا. ويمكن رؤية ذلك، على وجه الخصوص، في ظهوره العلني. ونقلت “فايننشيال تايمز” عن السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل ماكفول قوله إن “هناك مؤشرات إلى خيبة الأمل في خطابات ترمب”، ويطرح ماكفول رواية مفادها أن الرئيس الأميركي أعطى كثيراً ولم يلق شيئاً في المقابل. 
وكان ترمب يتحدث بطريقة مختلفة، لكن الآن، كما تشير صحيفة “فايننشيال تايمز”، أصبح أكثر انتقاداً لموسكو. وتشير الصحيفة أيضاً إلى تصريحات نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس حول “المطالب المفرطة” لروسيا، تشير إلى “تغيير في نبرة السياسة الأميركية تجاه الكرملين”.
العامل الرئيس الذي يسبب استياء ترمب هو عدم قدرته على تحقيق الهدف الأهم في الوقت الراهن، والوفاء بوعده الانتخابي “بإنهاء الأزمة الأوكرانية خلال 24 ساعة”، وكذلك تثبيت وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن ينتج الظروف المواتية لبدء مفاوضات السلام والحل النهائي للصراع.

وأشار الرئيس الأميركي في وقت سابق إلى أن واشنطن تؤدي دوراً نشطاً في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني، وأعرب عن أمله في أن تشكل مفاوضات إسطنبول خطوة مهمة نحو حله.
في السياق صرح قائد القيادة الشمالية للقوات المسلحة الأميركية (نورثكوم) غريغوري غيلوت، أن “احتمال المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب النزاع في أوكرانيا لا يزال قائماً”. وقال الجنرال غيلوت خلال جلسة استماع في الكونغرس الأميركي، الثلاثاء الماضي، إنه “لا تزال هناك طرق عدة لتحول النزاع (في أوكرانيا) إلى نزاع عسكري مباشر مع الولايات المتحدة”.
واعتبر أن روسيا وإيران والصين تسعيان إلى تجنب نزاع مسلح مباشر مع الولايات المتحدة، لكن رؤيتهما في شأن “تدهور الغرب” قد تسهم في “استعدادهما المتنامي لتحدي الولايات المتحدة على الساحة العالمية”، وأضاف أن ذلك “يزيد من أخطار حدوث خطأ في حال تأزم الوضع”، لكن روسيا نفت في وقت سابق وجود أي خطط لديها لشن أي هجوم على دول “الناتو”، لكنها أكدت أنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لضمان مصالحها.

اجتماع لـ”الأطلسي” في تركيا

إضافة إلى المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، التي تجري الخميس في تركيا، سيعقد هناك أيضاً اجتماع لوزراء خارجية حلف الأطلسي، وكما قال مصدر في الهياكل الأوروبية الأطلسية، فإن الحلف قد يحاول استغلال “التزامن العرضي” للتواريخ لإجراء “مشاورات داعمة” لأوكرانيا.

وكان بعض قادة دول الأطلسي قد أسروا لكييف بالتراجع عن النتائج التي توصلت إليها المفاوضات التي جرت في إسطنبول خلال فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2022. وتضمنت حزمة الاتفاقات التي توصل إليها آنذاك، تخلي كييف عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ورفض نشر قوات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية (بما في ذلك القواعد العسكرية)، فضلاً عن امتناعها عن تطوير أسلحة نووية، وكذلك ضرورة الاتفاق مع الدول الضامنة على إجراء التدريبات العسكرية. وكان من المقرر أن تشمل قائمة الأخيرة أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، الصين)، إضافة إلى ألمانيا وإيطاليا وبولندا وتركيا وإسرائيل وكندا.
كما تعهدت كييف بتعديل التشريعات، وإنهاء التمييز ضد اللغة الروسية وإعادتها إلى وضعها كلغة الدولة. وطالبت روسيا الاتحادية أيضاً بحظر جميع المنظمات التي تصفها بـ”النازية الجديدة” في أوكرانيا، قانونياً، وإضافة إلى ذلك تعهدت أوكرانيا بعدم محاولة حل قضية القرم بالوسائل العسكرية لمدة 15 سنة، وأنها ستجري مفاوضات في شأن وضع شبه الجزيرة مع روسيا، وفي الوقت نفسه أكد مفاوضو كييف رغبة بلادهم في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخميا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إن انهيار مفاوضات إسطنبول في 2022 حدث بنصيحة من رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون، وأضاف “كان الروس مستعدون لإنهاء الحرب إذا التزمنا الحياد، مثل فنلندا، والتزمنا عدم الانضمام إلى حلف الأطلسي”.

وأوضح أراخميا “كانت هذه نقطة محورية”، ووفقاً له، قال جونسون خلال زيارة إلى كييف في التاسع من أبريل (نيسان) 2022، “لن نوقع أي اتفاق معهم على الإطلاق، ولنقاتل فحسب”.
كذلك، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس أوكرانيا إلى عدم الموافقة على محادثات السلام حتى يُتوصل إلى وقف إطلاق نار كامل.

روسيا تسعى إلى إبعاد أوكرانيا عن نفوذ “الناتو” وأوروبا

نائب رئيس مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) كونستانتين كوساتشيف قال إن “روسيا وأوكرانيا يمكنهما تحقيق تقدم في التسوية في الاجتماع في إسطنبول”، وأوضح “كانت هناك تجربة إسطنبول الأولى، وقد تقدمت هذه المفاوضات حتى نقطة معينة. من المعروف أنه توصل إلى تفاهم متبادل حول عدد كبير من المواقف، ووقع رئيس الوفد الأوكراني على الوثيقة بالأحرف الأولى قبل سحبها، وإذا حضر الوفد الأوكراني هذه المفاوضات بتفويض بالتخلي عن أي إنذارات نهائية والبحث عن أرضية مشتركة، فأنا واثق من قدرتنا على المضي قدماً أكثر مما حققناه في مارس 2022”.
من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه “لا يمكن للأوروبيين المطالبة بالوجود على طاولة مفاوضات التسوية الأوكرانية لأنهم يدعمون كييف بصورة كاملة، بما في ذلك بالأسلحة”، وأضافت في مؤتمر صحافي تعليقاً على إمكان مشاركة هذه الدول في المفاوضات، “هناك تناقض واضح وصارخ بين تصريحات السلطات البريطانية والفرنسية والألمانية وخطواتها العملية. انظروا: يقولون إنهم يريدون مكاناً على طاولة المفاوضات، ويقولون إنهم يريدون تسوية سياسية ودبلوماسية، ولكن ماذا نراهم فاعلين خلال كل ذلك؟ يخصصون الأسلحة باستمرار لنظام كييف، ويحفزونه من خلال تخصيص مبالغ مالية غير واقعية بالنسبة إلى الحال الحالية لاقتصادات الاتحاد الأوروبي، وبعد كل ذلك هل يحق لهم المطالبة بأي شيء؟”، كذلك استذكرت زاخاروفا مفاوضات إسطنبول قبل ثلاثة أعوام، وقالت “في عام 2022، صرحت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بأن لا أحد يخطط لتنفيذ اتفاقات مينسك، وأن الاتفاقات نفسها كانت ضرورية لكسب الوقت لأوكرانيا للاستعداد لحل مشكلة دونباس بالقوة. بالنسبة إلى كييف وأوروبا، فإن بدء المفاوضات من دون وقف إطلاق النار هو، كما يقول لاعبو الشطرنج: خسارة للجودة”.
ونجح بوتين في تحويل التركيز من المطالبة بوقف إطلاق النار إلى المطالبة بالمفاوضات، بالنسبة إلى موسكو فإن البدء بالمفاوضات قبل انتهاء القتال يعني الحفاظ على موقف تفاوضي قوي.
في المقابل، ومن خلال محاولتها دمج موضوع المفاوضات والهدنة في حزمة واحدة، ضربت أوروبا عصفورين بحجر واحد، إذ أرسلت قواتها إلى أوكرانيا ووضعت موسكو في موقف ضعيف، لكن البدء بالمفاوضات من دون شرط وقف إطلاق النار يغير كل شيء. بهذه الطريقة تجبر روسيا أوروبا على الاختيار بين ثلاثة: إما رفض التفاوض، أو البدء بالمفاوضات وتسليم المبادرة لروسيا مع ضمان مواصلة اللعب وفق السيناريو الذي وضعته، أو بعد بدء المفاوضات، تعطيلها واتهام بوتين بالعجز عن التفاوض، والعودة إلى لعبة تبادل الأدوار.
بالنسبة إلى أوكرانيا فإن الانتظام في المفاوضات ثم تعطيلها على غرار “إسطنبول 1” أمر خطر للغاية بالفعل، لأن ترمب، حتى من دون التوصل إلى نهاية للحرب، يستخدم بالفعل حقيقة بدء المفاوضات باعتبارها “انتصاره الموعود”، لقد جمع الأطراف على طاولة المفاوضات وسيبذل كل ما في وسعه لكي يبدو منتصراً، وإذا سرق منه هذا النصر فلن يكون ذلك خطأه بعد الآن.
هذا السيناريو مفيد لبوتين، لكن هذا لا يعني أنه يناسبه فقط، وتكمن قوة موقف روسيا التفاوضي في امتلاكها بدائل ووضع أوروبا وأوكرانيا في موقف المخرب المذنب في حال رفض التفاوض، إضافة إلى إغراق “تحالف الراغبين” في مستنقع التفاوض تحت تهديد اتهامات بتعطيل السلام الوشيك، واستمرار العمليات العسكرية التي تجري حالياً لمصلحة روسيا نسبياً، ونتيجة لهذا، يصبح لدى ترمب وبوتين مرة أخرى “عدو مشترك” يتمثل في أوروبا، التي تمنع الرئيس الأميركي من أن يصبح “صانع سلام”.
ويرى مراقبون أن مبادرة بوتين للمفاوضات هي بمثابة لعب على الصراع والمصالح بين أوروبا والولايات المتحدة في عملية إعادة تقسيم العالم، وفرض تغيير في الأولويات، ووضع أوروبا في موقف ضعف، عندما تؤدي أي خطوة تقوم بها إلى تدهور وضعها، وتمنح مبادرة بوتين ترمب فرصة فريدة لإظهار نجاحه وكفاءته على المسار الأوكراني. وبعد سلسلة من الإخفاقات، أصبح هذا الأمر الآن ذا أهمية قصوى بالنسبة إلى ترمب.
لكن ترمب ليس مسيطراً على الوضع بشكل كامل، فقد تنسحب أوكرانيا بسهولة من المفاوضات، وتلقي باللوم على روسيا، وتواصل الأعمال الحربية. في هذه الحال الفائز سيكون أوروبا والخاسر سيكون ترمب شخصياً، ومن الواضح إذاً أن أوروبا ستبذل كل ما في وسعها لتعطيل المفاوضات في مرحلة مبكرة.
إن أفضل استراتيجية بالنسبة إلى روسيا هي منع النخبة الأوروبية، إلى جانب زيلينسكي، من القيام بذلك، من خلال إجبارهم على المشاركة في المناقشة. في هذه الحال سيكشفون عن نياتهم بمواصلة الحرب، وسيضطرون إلى إثارة قطيعة علنية – من خلال الإنذارات النهائية، ورفض اتخاذ مواقف متفق عليها، والهجمات الشخصية الهجومية، وما إلى ذلك. لا يمكن لأوروبا أن تسمح للمفاوضات بالنجاح، لأن هذا سيخرجها من قائمة المساهمين في أوكرانيا، وهذا سيكون بمثابة صفعة للاتحاد الأوروبي مع بدء تراجع تأثير الدومينو.

فروسيا عندما تدخل في مفاوضات مع زيلينسكي تأخذ في الاعتبار بوضوح أن “الناتو” لن يسمح بسيناريو يؤدي إلى السلام، وأن هدفه هو تعطيل المفاوضات وإلقاء اللوم على روسيا في هذا الأمر. هل يتمكن ترمب من عرقلة نيات الرؤوس الحامية في “الناتو”؟ وهل ترمب مستعد حقاً للانسحاب من “التحكيم” في شأن أوكرانيا؟ الجواب عن السؤالين هو “لا”. بحلول نهاية مايو سنتلقى إجابة وما إذا كانت المفاوضات ستمثل نهاية أو ستكون انتقالاً إلى مرحلة أكثر سخونة في المعارك.

صراع جيوسياسي أبعد من أوكرانيا

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، أشار الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون إلى أن الولايات المتحدة انتصرت في الحرب الباردة، لكنها لم تحقق السلام بعد. ومنذ ذلك الحين، تولى ثلاثة رؤساء من كلا الحزبين رئاسة البيت الأبيض، ولم يتمكن أي منهم من إكمال المهمة. على العكس من ذلك، يبدو الأمر كما لو أن الحل بعيد جداً، لقد تزايدت التهديدات لأمن الولايات المتحدة وازدهارها بصورة كبيرة، سواء على المستوى النظامي، بسبب استياء القوى الكبرى التي تعمل على تقويض النظام العالمي، أو على مستوى الدولة ومستوى ما دون الدولة، إذ تعمل مجموعات عرقية وقبلية وعشائرية وغيرها من المجموعات على زعزعة استقرار بلدان رئيسة ومناطق بأكملها.
إن الخطر الأعظم يأتي من الخلافات حول النظام العالمي وصلاحيات القوى المختلفة في مناطقها، وقد يكون لهذه الاختلافات القدرة على إثارة صراعات واسعة النطاق، وهذه هي أسباب التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الغربية مع روسيا، والأخطر من ذلك، مع الصين. المشكلة الرئيسة في الوقت الراهن هي أزمة أوكرانيا، هناك يمكن سماع الأصداء الرهيبة للأحداث التي وقعت قبل 100 عام التي أدت إلى الكارثة الوحشية التي تسمى الحرب العالمية الأولى. في الوقت الحاضر لا تزال اتفاقات مينسك الثانية الغامضة والضيقة وغير المكتملة صامدة، ويمكننا أن نأمل في أن تؤدي إلى اتفاقات جديدة وتمنع استئناف الحرب، ولكن ما حدث بالفعل أظهر عمق التناقضات، التي لا تستطيع الولايات المتحدة حلها إلا بشرط واحد: إذا اعترفت بها علانية وبصراحة.

وفي الولايات المتحدة وأوروبا، يعتقد كثر أن أفضل طريقة لوقف الطموحات الروسية المتنامية هي ضمان استقلال أوكرانيا. ويقول أنصار هذا الرأي إن الغرب يجب أن يبذل كل ما في وسعه لمنع الكرملين من فرض سيطرته المباشرة أو غير المباشرة على البلاد، وإلا فإنهم يقولون إن روسيا ستعيد بناء الإمبراطورية السوفياتية وتهدد أوروبا بأكملها.

من ناحية أخرى يقول كثر في روسيا إنهم مستعدون لاحترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها (باستثناء شبه جزيرة القرم)، ولكن في الوقت نفسه تطالب موسكو بالشيء نفسه تماماً مثل أي قوة عالمية في ما يتعلق بحدودها، ويتطلب أمن الحدود الغربية إقامة علاقات خاصة مع أوكرانيا وموقف محترم تجاه مجال نفوذ القوة العظمى، وتقول روسيا إنها لن تكون آمنة إذا انضمت أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أو المجتمع الأوروبي الأطلسي المعادي، ومن ثم فإن وضع أوكرانيا المحايد لا يمكن أن يكون موضوعاً للنقاش من وجهة نظر أي زعيم روسي راغب وقادر على الدفاع عن مصالح بلاده الوطنية.

عام 1991 انهار الاتحاد السوفياتي وأصبحت روسيا تعتمد على المساعدات الغربية وكانت غارقة في مشكلات داخلية، وليس مستغرباً أن يسمح الزعماء الغربيون لأنفسهم بتجاهل المصالح الروسية، لكن بوتين، الذي تولى السلطة عام 1999 بدأ في استعادة ما يمكن استعادته من “مجد روسيا” كقوة عظمى، وأسهم في ذلك تطور صناعة النفط وارتفاع أسعاره بسرعة، مما ضاعف الناتج المحلي الإجمالي لروسيا خلال حكمه، وأعربت روسيا بصورة متزايدة عن سخطها إزاء مثل هذه المواقف من الغرب.
ومع ذلك فإن روسيا تختلف كثيراً عن البلدان الأخرى التي دعمت الولايات المتحدة تغيير النظام فيها. أولاً، إن ترسانتها النووية قادرة على التسبب بدمار كبير جداً للولايات للمتحدة. وبينما يعتقد غالب الأميركيين أن الأسلحة النووية لم تعد تؤدي دوراً مهماً في السياسة الدولية، ولكن القادة الروس لديهم وجهة نظر مختلفة. ثانياً، بغض النظر عما يعتقده الأميركيون في شأن روسيا، فإن الروس يعتبرون بلادهم قوة عظمى، ونادراً ما تتفق القوى العظمى على لعب أدوار سياسة يحددها طرف آخر، وعندما تتاح لهم الفرصة، فإنهم يأخذون مصيرهم بأيديهم، للأفضل أو للأسوأ.
هناك ثلاثة عوامل رئيسة يمكن أن تحول الصراع الحالي إلى حرب حقيقية: نظام صنع القرار في روسيا والسياسة الروسية وديناميكيات العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وفي ما يتعلق باتخاذ القرارات ينبغي القول إنه سواء داخل روسيا أو خارجها من المعتاد اعتبار بوتين الحاكم الوحيد الذي يقرر كل شيء بشكل مستقل، وتشير كل الأدلة المتاحة إلى أنه يعتمد على دائرة ضيقة للغاية من المستشارين، ولا يستطيع أي منهم أن يتحدى مقترحاته، إن هذا الإجراء يحرم بوتين من فرصة اتخاذ قرارات مدروسة ومراعاة جميع الأخطار والفوائد المترتبة على أفعاله.
وعلاوة على ذلك، فإن البيئة السياسية في روسيا، على المستويين النخبوي والعام، تدفع بوتين إلى زيادة المطالب بدلاً من تقديم التنازلات. وعلى مستوى النخبة تنقسم المؤسسة الروسية إلى معسكرين: المعسكر البراغماتي، الذي أصبح الآن في السلطة بفضل دعم بوتين، والمعسكر “غير المساوم”. إن الرأي العام الروسي يدعم على وجه التحديد أنصار الخط المتشدد، الذين يصفهم بوتين بـ”المتهورين”، ويجب أن نفهم أن السبب الوحيد لعدم اتخاذ السياسة الانتقامية الروسية أشكالاً أكثر عدوانية هو بوتين، لأن سيد الكرملين الحالي ليس الزعيم الأكثر تطرفاً في روسيا، ولا ينتقد أي من هؤلاء “المتهورين” بوتين حتى في المحادثات الخاصة، وفي الوقت نفسه يؤيد عدد متزايد من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية، ويتجلى ذلك في انتقاداتهم السياسيين المعتدلين مثل نائب رئيس الوزراء إيغور شوفالوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف. ويقول المنتقدون إن السياسيين المعتدلين فشلوا في إدراك خطورة التحدي الذي تفرضه الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا، ويعتقدون أن الوضع يمكن أن يتغير للأفضل من دون خضوع روسيا الكامل للإملاءات الأجنبية غير المقبولة، ويؤمن المتشددون بنقل اللعبة إلى حيث تكون روسيا قوية، واستخدام القوة العسكرية لتعزيز المصالح الروسية، كما فعل بوتين في شبه جزيرة القرم، وفرض شروطهم على الغرب.

وتدعم المشاعر القومية المتنامية في المجتمع الروسي أيضاً نهج “تحدي العدو الرئيس”، الذي يرتكز على سياسات الزعيم السوفياتي السابق يوري أندروبوف. لقد أسهم بوتين نفسه بصورة كبيرة في نمو هذه المشاعر القومية، وذلك باستخدام الخطاب الوطني وانتقاد سلوك الغرب بشكل حاد، ولكنه كان يطرق باباً مفتوحاً، ذلك أن خيبة الأمل في الغرب كانت سائدة بالفعل في روسيا، حيث تعاملت الدول الغربية مع روسيا باعتبارها عدواً خسر الحرب الباردة، وليس باعتبارها شريكاً في بناء النظام العالمي الجديد، وعلاوة على ذلك كان لدى المواطنين الروس العاديين آراء أكثر تشدداً من تلك التي كانت لدى بوتين.
ضرب نيكيتا خروشوف بحذائه على منصة الأمم المتحدة، وفكر العالم أجمع، وبخاصة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أنه “من الأفضل أن نتركه وشأنه، وإلا سيطلق صاروخاً”. من الأفضل أن نظهر له بعض الاحترام، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي لم يعد “الناتو” يتوقف كثيراً عند رأي روسيا ولا يأخذ مواقفها على محمل الجد، فالغرب يعتبر أن كل شيء تغير، وأنه يمكنه أن يفعل ما يشاء، وأن يتجاهل القواعد واللوائح.

في المحصلة، لا يمكن لحلفاء الولايات المتحدة أن يفوزوا، ولا يمكن لروسيا أن تخسر، إلا إذا دخلت أميركا الحرب بشكل مباشر.
الجمهور الرئيس لهذه الدراما، بطبيعة الحال، هم الأوروبيون، تريد روسيا أن يفهم الوعي ما بعد الحداثي للأوروبيين جيداً أنه لا الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي ولا الولايات المتحدة قادرون على إنقاذ أوكرانيا. وبهذا المنطق، عندما يحدث هذا، ستتمكن روسيا من إثارة الخلاف بين أوروبا والولايات المتحدة من خلال الترهيب والوعود، والتخلص من أشد العقوبات واستعادة القدرة على الوصول إلى السوق المالية الأوروبية.
إن الأهداف المحدودة نسبياً التي يسعى الرئيس الروسي إلى تحقيقها في أوكرانيا قد تتوسع إذا لم يواجه مقاومة جدية. وفي نهاية المطاف، أثار الضم السلس لشبه جزيرة القرم موجة من الحماسة في موسكو ومناقشات حول إنشاء “نوفو-روسيا” في المناطق الشرقية والجنوبية في أوكرانيا من الحدود الروسية إلى الحدود مع رومانيا.

Previous Post

17 مايو 1983… اتفاق سلام منســـي فهل ظلم التاريخ أمين الجميل؟

Next Post

ديانا… سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

Next Post
ديانا… سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

ديانا… سلعة لا نتوقف عن استهلاكها

No Result
View All Result

اخر الاخبار

  • فرنسا.. اعتداء على حاخام يثير إدانات وإحالة المتهم إلى التقييم النفسي
  • الصدر يدعو إلى إقامة صلاة جمعة موحدة في جميع أنحاء العراق
  • إيران تتحول من القنبلة النووية إلى المرونة التفاوضية
  • السعودية.. اعلان نجاح موسم الحج
  • البابا ليو الرابع عشر.. أتمنى أن يفتح الله الحدود ويهدم الجدران

احدث التعليقات

    الحرية للاخبار

    © 2020 الحرية نيوز - صنعت بواسطة - شركة مشاريع ابداعية

    صفحات تهمك

    • الرئيسية
    • عاجل
    • الاخبار
    • اقلام حرة
    • الاعلانات
    • الاقتصاد العالمي
    • الاقتصاد العراقي
    • الاقتصاد العربي
    • تصاميم
    • برامج

    تابعنا على مواقع التواصل

    No Result
    View All Result
    • الرئيسية
    • عاجل
    • الاخبار
    • اقلام حرة
    • الاعلانات
    • الاقتصاد العالمي
    • الاقتصاد العراقي
    • الاقتصاد العربي
    • تصاميم
    • برامج

    © 2020 الحرية نيوز - صنعت بواسطة - شركة مشاريع ابداعية