حرية ـ (24/5/2025)
اللواء الدكتور سعد معن الموسوي
بغداد تستعيد نبضها في مشهد غير مسبوق استضافت
العاصمة العراقية خلال فترة وجيزة ثلاثة مؤتمرات دولية مهمة بدأت بقمة القادة العرب
مرورًا بمؤتمر الإعلام العربي وانتهاءً اليوم مؤتمر المياه الدولي ….هذا التتابع السريع للمناسبات الرفيعة المستوى يعكس تحولًا جوهريًا في موقع بغداد على خارطة السياسة والدبلوماسية في المنطقة حيث لم تعد بغداد مجرد هامش للأحداث بل أصبحت مركزًا فاعلًا ومحورًا لصياغة المواقف والرؤى …..في كلمته خلال مؤتمر المياه وجّه دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دعوة واضحة لحماية نهري دجلة والفرات مؤكدًا أن الأمن المائي يمثل قضية سيادية لا تقل أهمية عن أي ملف استراتيجي آخر هذا النداء لم يكن مجرد تحذير بيئي بل كان إعلانًا سياسيًا بأن العراق عاد إلى الواجهة يتحدث بصوته الكامل ويعبّر عن مصالحه بوضوح من على منبر دولي ….حضور القادة والزخم الإعلامي
وتنظيم المؤتمرات في بغداد دفع العديد من المراقبين إلى وصف المدينة بأنها تنفض عن نفسها غبار السنوات وتتحول إلى وجهة للحوار ومركز للاستقرار ……عادت بغداد
إلى المشهد لا باعتبارها نقطة نزاع بل بوصفها منصة حلول هذا الحراك لم يكن ليتحقق لولا وجود عمل حكومي منظم يعتمد على التحرك الذكي
والانفتاح الدبلوماسي والقدرة على بناء الثقة مع المحيطين العربي والدولي
لقد نجحت الحكومة في كسر جدار العزلة وفي إطلاق رسائل إيجابية إلى الداخل والخارج فاستعادت بغداد بعضًا من مكانتها التاريخية والسياسية
هذه المؤتمرات ليست مجرد فعاليات بل هي شواهد حية على عودة بغداد إلى دورها الطبيعي كعاصمة قرار عربي ومركز تفاعل إقليمي ودولي……… التحديات ما زالت حاضرة دون شك لكن ما يحدث الآن في بغداد هو بداية تحول استراتيجي لا يمكن إنكاره فقد بدأت الروح تعود إلى هذه المدينة
لا عبر وعود مؤقتة بل من خلال وقائع ملموسة تثبت أن العراق قادر على النهوض.