حرية ـ (25/5/2025)
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تجاهل فيتنام قوانينها لتسريع مشروع مجمع غولف عائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة إن “المسؤولين الفيتناميين، سمحوا مع تكثيف المفاوضات التجارية، لمشروع ترامب بالانطلاق دون إكمال ست خطوات قانونية على الأقل، بدءًا من تأمين جميع الأراضي والتمويل، وصولًا إلى إجراء المراجعات البيئية”.
وأضافت: “في الوقت الذي يطمس فيه الرئيس الأمريكي الخطوط الفاصلة بين السياسة والأعمال، ويهدد بفرض تعريفات جمركية باهظة على الشركاء التجاريين، تشعر الحكومات بأنها مضطرة إلى تفضيل المشاريع المرتبطة بدونالد ترامب”.
وأردفت: يُعد مجمع الغولف، الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار، خارج العاصمة هانوي، بالإضافة إلى خطط بناء ناطحة سحاب تحمل اسم ترامب في مدينة هو تشي منه، أول مشاريع عائلة ترامب في فيتنام، وهي جزء من مشروع عالمي لكسب المال لم يسبق لأي عائلة رئيس أمريكي في السلطة أن حاولت تنفيذه بهذا الحجم”.
وبينت الصحيفة أنه مع مساهمة هذه الحملة في إثراء عائلة ترامب، فإنها تعمل على تشويه كيفية تفاعل البلدان مع الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أنه لتسريع مشروع ترامب، تجاهلت فيتنام قوانينها، وفقًا لخبراء قانونيين، مانحةً امتيازاتٍ أكثر سخاءً مما يحصل عليه حتى أكثر السكان المحليين نفوذًا.
وفي رسالةٍ حصلت عليها الصحيفة، صرّح مسؤولون فيتناميون صراحةً بأن المشروع يتطلب دعمًا خاصًا من أعلى مستويات الحكومة الفيتنامية؛ لأنه “يحظى باهتمامٍ خاص من إدارة ترامب والرئيس دونالد ترامب شخصيًا”.
واستطردت: “في حين وافق المسؤولون الفيتناميون على هذا المشروع في لحظةٍ دبلوماسيةٍ بالغة الخطورة، ها هم يواجهون ضغوطًا شديدةً لإبرام اتفاقٍ تجاريٍّ من شأنه أن يجنّبهم تهديد الرئيس ترامب بفرض رسومٍ جمركيةٍ باهظة ستؤثر على حوالي 30% من صادرات فيتنام”.
وتابعت الصحيفة أن إريك ترامب، الابن الثاني للرئيس، يقف في قلب الأحداث، حيث وضع في فيتنام حجر الأساس لمشروع الغولف يوم الأربعاء، بعد أقل من عام من لقائه بشريك البناء المحلي، دانج ثانه تام.
وأعلن البيت الأبيض، في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني، أن “جميع مناقشات الرئيس التجارية لا علاقة لها على الإطلاق بمؤسسة ترامب”.
وقالت “نيويورك تايمز”: “رغم تأكيد البيت الأبيض أنه لا توجد أي مشاكل أخلاقية في ظل تطوير عائلة الرئيس حوالي 20 عقارًا يحمل علامة ترامب التجارية حول العالم، لأن أبناء الرئيس يديرون هذه الأعمال”.
لكن مع ذلك، يُظهر تقرير الإفصاح المالي للرئيس ترامب أنه لا يزال يستفيد ماليًا شخصيًا من معظم هذه المشاريع، وفق الصحيفة أيضًا.
وأردفت أنه “مع تسارع وتيرة إبرام الصفقات واصطدامها بالتهديدات الأمريكية للتجارة الحرة، أصبح الخط الفاصل بين ترامب الرئيس وترامب الملياردير، في نظر الدبلوماسيين ومسؤولي التجارة والشركات حول العالم، ضبابيًا للغاية، لدرجة أن الحكومات تشعر بأنها مُجبرة أكثر من أي وقت مضى على تفضيل أي شيء يتعلق بترامب”.
وفي حين تُعقد صفقات أخرى لترامب في صربيا وإندونيسيا وغيرها، أصبحت فيتنام مثالًا يُحتذى به لكيفية تأثير علامة ترامب التجارية واكتسابها ميزة تنافسية، متحديةً الأعراف المحلية ومشجعةً القادة على الإسراع في الحصول على الموافقات، إرضاءً لعائلة ترامب، وفقا للصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إريك ترامب، الذي لم يستجب لطلبات المقابلة، يُصر على أنه يؤدي عمله فحسب، أي تطوير العقارات.
فيما يقول المسؤولون الفيتناميون إن إعطاء الأولوية لمشاريع ترامب يُسهم في النهوض الاقتصادي للبلاد.