حرية – (28/3/2023)
لا تكمن قيمة الجواهر بسعرها وتصميمها الاستثنائي فحسب، بل تلعب مجموعة من العوامل دوراً في جعل بعض الجواهر أكثر قيمة من غيرها، مثل القصة التاريخية الكامنة وراء هذه الجوهرة أو مدى أهمية وشهرة الشخصيات التي امتلكت تلك الجوهرة من قبل. في هذا التقرير سنستعرض عليكم 10 من أشهر الجواهر على مر التاريخ.
أشهر الجواهر في التاريخ.. صليب عطا الله
صمَّمت دار الجواهر اللندنية “غيرارد” القلادة المرصعة بالجمشت المربَّع والمزينة بألماس وزنه 5.2 قيراط، في عشرينيات القرن الماضي. وكانت تلك الدار من دور الجواهر المحببة للأميرة الراحلة ديانا، أميرة ويلز، حتى إنها صممت لها أيضاً خاتم خطوبتها.
ومع ذلك، فإن ديانا لم تملك قلادة عطا الله قط، بل اقترضتها في عدة مناسبات من نعيم عطا الله، صديق الأميرة المقرب والمدير الإداري بشركة “آسبري آند غيرارد” في ذلك الوقت. ويقول نجله إن والده نعيم لم يبع القطعة إلى الأميرة ديانا، وإنما سمح لها باستعارتها فقط.
انتهى المطاف بهذه القلادة بين يدي نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان التي اشترتها مؤخراً؛ في محاولة منها لجمع الجواهر التي ارتدتها نساء تأثرت كارداشيان بهن، مثل الأميرة ديانا.
وقال كريستيان سبوفروث، رئيس قسم الجواهر في دار سوذبيز للمزادات في لندن، عن القطعة قبل المزاد الذي فازت به كارداشيان، إن “هذه القلادة غير العادية ترمز بدرجة كبيرة إلى تزايد ثقة الأميرة باختياراتها من الملابس والجواهر، في تلك اللحظة بالذات من حياتها”.
ألماسة أورلوف السوداء “الملعونة”
الألماسات البلورية السوداء بديعة في حد ذاتها، غير أن ألماسة أورلوف السوداء بشكلها المربع وحوافها الحادة، ووزنها البالغ 67.49 قيراط، ولونها الرمادي الغامق، وأسطورتها التي تقشعر لها الأبدان، كلها عوامل تجعلها قطعة فريدة من نوعها.
تقول الحكاية إن الألماسة الأصلية الخام التي يبلغ وزنها 195 قيراطاً سُرقت من معبد للإله الهندوسي براهما في الهند خلال القرن التاسع عشر. ويُقال إنها تسببت بعد ذلك في وفاة اللص، وانتحار ثلاثة من مالكيها: أميرة روسية تُدعى ناديا فَيجين أورلوف، وقريبة لها، وجي دبليو باريس، تاجر الأبماس الذي جلب القطعة إلى الولايات المتحدة.
لكن الدراسات الحديثة أضفت قدراً من الريبة على التاريخ المزعوم للألماسة، فاستبعد بعض الخبراء انتساب القطعة في الأصل إلى الهند، وشكك آخرون في وجود ناديا فَيجين أورلوف. لكن المعروف لنا أن الألماسة قُطِّعت مرة أخرى إلى ثلاث قطع؛ على أمل كسر اللعنة المصاحبة لها، ويبدو أن المالكين الذين حازوا ألماسة أورلوف بعد ذلك قد سلِموا من لعنتها طويلة الأمد بهذه الحيلة.
لؤلؤة بيريغرينا
عُثر على اللؤلؤة المذهلة التي تشبه ثمرة الكمثرى قبالة سواحل بنما في عام 1576، وتوصف بأنها من أجمل اللآلئ في العالم، إن لم تكن أجملها. وهي تحمل تاريخاً عظيماً وقصة رومانسية.
يبلغ وزن اللؤلؤة 50.56 قيراط، وقد بدأت رحلتها بعد أن اشتراها فيليب الثاني، ملك إسبانيا، لعروسه ماري الأولى ملكة إنجلترا، ثم توارثها ملوك إسبانيا، حتى وقعت في أيدي شقيق نابليون الأكبر، جوزيف نابليون بونابرت.
بعد ذلك بوقت طويل، وبالتحديد في عام 1969، اشتراها ريتشارد بيرتون لإليزابيث تايلور، وأُعيد تركيبها في قلادة من تصميم دار “كارتييه”، ليبدأ فصل رومانسي في قصة اللؤلؤة التي أصبحت تجسيداً لقصة الحب التي جمعت تايلور وبيرتون.
في عام 2011، بيعت اللؤلؤة في مزاد نظمته دار مزادات “كريستيز” بولاية نيويورك، مقابل 11.842.500 دولار، فكانت أغلى لؤلؤة طبيعية في العالم آنذاك.
ألماسة الأمل “الملعونة”
على الرغم من أن ألماسة الأمل درة تاج الأحجار الكريمة في متحف “سميثسونيان للفنون الأمريكية” ألماسة ذات جمال أخاذ يفتن الناظر إليها، فإنها أيضاً لديها ماض مشؤوم. يبلغ وزن هذه الألماسة 45.52 قيراط، وهي أكبر ألماسة معروفة من نوعها، وتتميز بلونها الأزرق الغامق، ويُنسب اسمها إلى أحد مالكيها، وإذا تعرضت للأشعة فوق البنفسجية، فإنها تلمع بضوء أحمر، يزيد من غموضها.
يسرد كارل شوكر الخرافات المنسوبة إلى ألماسة الأمل في كتابه The Unexplained الصادر عام 1996، فيقول إنها “انتُزعت من جبهة تمثال في معبد هندي”. ثم اشتراها ملك فرنسا لويس الرابع عشر في عام 1668، وسُرقت خلال الثورة الفرنسية، فزُعم أن لويس السادس عشر وماري أنطوانيت لحقت بهما لعنة الألماسة.
تولى المصمم بيير كارتييه تركيب ألماسة الأمل في العقد الأبيض المذهل الذي اشتهر بها. وقالت هيسكوكس إنه بيع إلى إيفالين والش ماكلين، وريثة شركة تعدين أمريكية، في عام 1912. وقيل بعد ذلك إن لعنة الألماسة قد أصابتها، “فقد تُوفي طفلان لها وهي ترتديه”.
وفي عام 1958، تبرع الصائغ هاري وينستون، مالك العقد آنذاك، به إلى متحف سميثسونيان، في خطوة تصفها هيسكوكس بأنها “طريقة ذكية للتخلص من الضرائب”. ويبدو أن لعنة الألماسة قد تبددت بعد ذلك.
سوار كارتييه بانتر
يمكننا أن نتتبع مراحل كثيرة من علاقة الحب الشهيرة بين الأمريكية واليس سيمبسون والأمير إدوارد الثامن ملك بريطانيا، الذي تنازل عن العرش ليتزوجها في عام 1936، إذا تعقَّبنا المجموعة المذهلة من جواهر كارتييه المصممة حسب الطلب، والتي تبادلها الحبيبان على مدار حياتهما. وتولت دار مزادات “سوذبيز” بيع كثير منها في مزاد أقيم عام 2010.
كان أبرز قطع المزاد سوار سيمبسون المرصع بالعقيق والألماس، والمزين بحبات الزمرد الآسرة، والذي أهداها إياه إدوارد في منفاهما بباريس عام 1952.
ألماسة كوه نور
ألماسة كوه نور من أكبر الألماسات في العالم، وهي أيضاً من أشد جواهر التاج البريطاني إثارة للجدل. ويُعتقد أنها استخرجت من جنوب الهند في العصور الوسطى، أما تاريخ المنشأ المكتوب فيعود إلى عام 1628، عندما كانت تزين عرش الحاكم المغولي شاه جهان. لكن الألماسة نُهبت مع العرش لما غزا نادر شاه الأفشاري، حاكم فارس، دلهي في عام 1739، ونُقلت إلى البلد الذي صار يُعرف الآن بأفغانستان. وذكرت مجلة Smithsonian أن الألماسة “تناقلتها بعد ذلك أيدي حكام مختلفين في صراعات مليئة بسفكِ الدماء”، إلى أن ظهرت مرة أخرى في الهند، وانتهت إلى أيدي رانغيت سينغ، زعيم إمبراطورية السيخ في عام 1813”.
وفقاً لما ورد في موقع BBC البريطاني، كانت شركة الهند الشرقية قد بدأت آنذاك استعمارها الممتد لشبه القارة الآسيوية، وتناهى إليها شهرة الألماسة ومكانتها الأسطورية، فعقدت العزم على الاستيلاء عليها، وتمكنت من ذلك في عام 1829، إذ أجبر الإنجليز وريث عرش البنجاب البالغ من العمر 10 سنوات، على التخلي عن الألماس والسيادة، وقدَّموا كوه نور إلى فيكتوريا ملكة بريطانيا.
ثم ظهرت الألماسة في “معرض المصنوعات الكبير” عام 1961، لكن الحضور استخفوا بها لضعفِ لمعانها، فأعيد قطعها وصقلها. ووردت أيضاً شائعات بأنها تحمل لعنة. وتزين كوه نار حالياً تاج الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية، لكن حكومات الهند وباكستان وإيران وأفغانستان جميعها طالبت باسترداد الألماسة الفريدة.
خاتم خنصر ماري أنطوانيت
تعتبر جواهر ماري أنطوانيت في صدارة المقتنيات التي يحرص جامعو الجواهر على اقتنائها، والدليل على ذلك: مجموعة الملكة الفرنسية المكونة من 10 قطع من الجواهر، التي اشتراها آل بوربون، وبيعت في عام 2018 بمزاد لدار سوذبيز حطم الأرقام القياسية في ذلك الوقت.
كانت أغلى القطع ثمناً في المجموعة قلادة من اللؤلؤ الطبيعي غلَّفتها ماري أنطوانيت بنفسها ووضعتها في صندوق خشبي، وأمرت بإرسالها إلى بروكسل قبل وقت قصير من أسرها. لكن المجموعة شملت قطعة أخرى عدَّتها خبيرة الجواهر ماجالي تيسير من أكبر القطع تميزاً، وهي خاتم خنصر صغير مزخرف بحروف دقيقة، و”قد نحت فيه الحرفان MA، وداخله خصلة شعر ماري أنطوانيت. إنها قطعة أثيرة لديها، وكثيراً ما ارتدت هذا الخاتم”.
وقالت تيسير: “إنها سألت متخصصاً في تثمين الجواهر عن الثمن المتوقع لهذه القطعة النادرة بالمزاد، فأجاب: (الكثير، بين 9 آلاف و11 ألف فرنك سويسري)، لكننا بعناها بعد ذلك بخمسين ضعف هذا الثمن”.
ألماسة فيلم “الإفطار عند تيفاني”
اشتراها تشارلز لويس تيفاني، مؤسس شركة “تيفاني آند كومباني” للذهب والجواهر، في سبعينيات القرن التاسع عشر، واشتهرت بها الممثلة أودري هيبورن التي تقلدتها في الصور الدعائية لفيلم “الإفطار عند تيفاني” من إنتاج عام 1961. لكن، وعلى الرغم من أن هذه الألماسة الصفراء الفريدة من نوعها مذهلة بصرياً ومحبوبة ثقافياً، فإن ماضيها مثير للجدل.
يبلغ وزن الألماسة 128.54 قيراط، ولم يتقلدها سوى أربع نساء: الناشطة الاجتماعية البريطانية ماري وايتهاوس، والممثلة أودري هيبورن، والمغنية الأمريكية ليدي غاغا، والمغنية الأمريكية بيونسيه.
عُثر على هذه الألماسة في عام 1877 بمنجم في بلدة كيمبرلي بجنوب إفريقيا، حيث كان العمال السود يكابدون ظروف عمل مروعة ويتلقون أجوراً زهيدة تحت حكم الاستعمار البريطاني؛ وهو ما دفع الكاتبة كارين عطية إلى القول في مقال لها عام 2021 بصحيفة The Washington Post، إن الناس عادةً ما يستخدمون مصطلح “الألماس الدموي” للإشارة إلى الموارد التي تستخدمها الميليشيات وأمراء الحرب لتمويل عملياتهم”، لكن هذه التسمية يجدر بها أن تتوسع لتشمل الألماس من هذا النوع، اعترافاً بـ”آلاف الأفارقة الذين أزهقت أرواحهم ودمرت مجتمعاتهم تحت وطأة الاستعمار الساعي إلى السيطرة على موارد القارة”.
تاج الملكة فيكتوريا المرصع بالياقوت والألماس
إنه واحد من أكثر الكنوز شهرة بين مجموعة الحلي والمقتنيات في متحف “فيكتوريا وألبرت”، ويوصف بأنه “تاج من الياقوت والألماس يجمع بين الجمال الباهر والأناقة في الوقت نفسه”. وقد أهداه الأمير ألبرت إلى فيكتوريا في عام 1840، وهو العام الذي تزوجا فيه. وصمَّمه جوزيف كيتشنغ، من دار “كيتشنغ آند آبود” للجواهر في لندن، و”بقي من الممتلكات الأثيرة لدى فيكتوريا طوال حياتها”.
قلادة نابليون الألماسية
أهدى الإمبراطوري الفرنسي نابليون هذه القلادة إلى زوجته الثانية ماري لويز في عام 1811، عند ولادة ابنهما الإمبراطور نابليون الثاني ملك روما. وقد صمَّم القلادة المذهلة ذات الألوان الفضية والذهبية الصائغُ الفرنسي إتيان نيتوت و”أبناء باريس” للجواهر. وذكرت مجلة Smithsonian أن القطعة كانت تضم في الأصل 234 ألماسة: منها 28 ألماسة من القطع التقليدي، و9 ألماسات على هيئة بيضاوية، و10 ألماسات على هيئة حبات صغيرة، إضافة إلى مجموعة من الأحجار الكريمة الصغيرة.
وجميع الأحجار جاءت من أنقى أنواع الألماس آنذاك في الهند والبرازيل، وهي تتسم بصفاء غير عادي، كأنها قطرات مياه نقية.
بعد سقوط نابليون، عادت زوجته إلى موطنها الأصلي فيينا ومعها جواهرها وحليها، ثم ورثت عنها القلادة أخت زوجها، الأرشيدوقة صوفي من النمسا. وقررت الأرشيدوقة تقصير القلادة بإزالة ألماستين منها وتحويلهما إلى أقراط، ولا يعرف مكانهما حالياً. لكن القلادة بقيت في حوزة العائلة حتى عام 1948، ثم بيعت في أول مرة إلى هواة جمع مقتنيات من فرنسا، حتى آلت في النهاية إلى سيدة الأعمال الأمريكية مارغوري ميريويذر بوست، التي أهدتها إلى متحف سميثسونيان في عام 1962.