حرية – (29/3/2023)
عرف العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي العديد من ألعاب الفيديو التي لقيت استحساناً من قبل الناس، لكن من منا لا يعرف لعبة الفيديو سوبر ماريو، فهذه الأخيرة تعتبر أشهر ألعاب الفيديو وأكثرها مبيعاً عبر التاريخ.
على مر العقود، ظهر ماريو في أكثر من 200 لعبة، من بينها “ماريو بروس” الأصلية من إنتاج شركة ألعاب نينتندو، إلى جانب شقيقه لويجي، وسلسلة ماريو كارت سنة 1992، ألهمت مغامراته منتجات أجيال متعددة من ألعاب وبطاقات تبادل وتصميم ملابس الكيمونو، وما تفرع منها مثل فيلم الرسوم المتحركة الجديد “سوبر ماريو بروس”.
لعبة متواضعة تغزو العالم
تحول ماريو، البطل الرئيسي في اللعبة، من مجرد لعبة إلكترونية قديمة إلى أيقونة واسم مألوف في عالم الألعاب الإلكترونية، كانت بداية اللعبة جد متواضعة سنة 1981، كانت هذه الشخصية تحمل اسم “أوسان”، ومن ثم تحولت إلى مستر فيديو و”جامب مان” إلى أن سُمي على اسم المالك الرئيسي لشركة نينتندو في الولايات المتحدة.
أشار مبتكره شيغيرو مياموتو إلى تأثيرات ثقافة البوب العالمية، متخيلاً بطلاً يمكنه صنع ظهور متكرر عبر ألعاب مختلفة، مثل ألفريد هيتشكوك الذي ظهر في الأفلام التي أخرجها.
وخلال سنة 1983 أصدرت لعبة أركيد “ماريو بروس” التي تحولت فيها الشخصية من نجار إلى سباك، الشيء الذي يعكس استخدام الأنابيب في اللعبة، لكن رغم الإضافات فإن عناصر التحكم في اللعبة ظلت بديهية.
سنة 2015 قالت الشركة المصنعة للعبة ماريو إن من الممكن أن اللعبة اشتهرت لأن اللعبة ترتكز على أشياء فطرية، فالكل يخاف من السقوط من المرتفعات، فيما سيحاول الجميع القفز من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى.
قد تكون بساطة هذه التجارب، بالإضافة إلى الطبيعة التفاعلية للتحكم في الشخصية ورؤية الاستجابة على شاشة اللعبة، هذا ما لاقى فعلاً صدى لدى الناس.
منذ ذلك الحين، بقي ماريو شخصية لا يخطئها أحد عبر جميع أنواع التجسد، بما في ذلك تانوكي “كلب الراكون الياباني، في سوبر ماريو بروس 3 الصادر سنة 1988، والنحلة في سوبر ماريو غالاكسي عام 2007 والقط في إصدار العالم الثلاثي الأبعاد عام 2013.
تنوعت أدواره من دكتور ماريو في لعبة ألغاز عام 1990 إلى فنان وملحن ماريو باينت 1992، ثم رياضي في ألعاب السباقات وكرة القدم والتنس، إلى جانب سلسلة ألعاب نينتندو/سيغا ماريو وسونيك في الألعاب الأولمبية.
سوبر ماريو من لعبة إلى الأفلام
حسب موقع “BBC” كانت تجربة تحويل اللعبة إلى فيلم شبيهة بالمخاطرة، إلا أن هناك موجة من الاقتباسات، إذ فشلت نسخة فيلم المغامرات سوبر ماريو المنتجة سنة 1993، رغم مشاركة ممثلين موهوبين في الفيلم.
كما عارض العديد من خبراء الأفلام فكرة تحويل اللعبة إلى فيلم، فحسب تقرير نشرته الشركة المصنعة يعتبر الفيلم الصادر لسوبر ماريو سنة 1993 أسوأ نسخة أفلام في التاريخ.
لكن رغم ذلك تستعد الشركة لإصدار فيلم جديد لسوبر ماريو من المرتقب صدوره بداية شهر أبريل/نيسان 2023 والذي يحمل اسم “The Super Mario Bros”، إذ قامت الشركة بإصدار مقطع ترويجي له عبر موقع اليوتيوب كما تجاوز هذا المقطع 18 مليون مشاهدة خلال 3 أشهر فقط.
كانت لعبة سوبر ماريو بروس الصادرة سنة 1987 قد بيعت في وقت سابق بقيمة 660 ألف دولار أمريكي، محطمة بذلك الرقم القياسي لأسعار ألعاب الفيديو القديمة، أما النسخة القديمة من سوبر ماريو العائدة لسنة 1985 فبيعت مقابل 114 ألف دولار أمريكي.
بهذه الأرقام تصبح لعبة سوبر ماريو أغلى لعبة فيديو قيمة عبر التاريخ، متجاوزة بذلك عدداً من ألعاب الفيديو الصادرة في نفس الحقبة الزمنية.