حرية – (30/3/2023)
أعلنت الحكومة البرازيلية، أنها توصلت إلى اتفاق مع الصين للتخلي عن الدولار الأميركي واستخدام عملتيهما المحليتين في تعاملاتهما التجارية الثنائية، في خطوة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض التكاليف، وتسهيل الاستثمار.
وسيتيح الاتفاق للصين، أكبر منافس للهيمنة الاقتصادية الأميركية، وللبرازيل، أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، إجراء صفقاتهما التجارية الهائلة مباشرة واستبدال اليوان بالريال والعكس بالعكس بدلاً من الاعتماد على الدولار، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
الوكالة البرازيلية للترويج للتجارة والاستثمار (أبيكسبرازيل) قالت في بيان: “هناك توقعات بأن هذا سيخفض التكاليف ويعزز التجارة الثنائية أكثر ويسهل الاستثمار”.
والصين هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري بينهما نحو 150 مليار دولار العام الماضي.
وتم الإعلان عن الاتفاق خلال منتدى أعمال صيني برازيلي رفيع المستوى عُقد في بكين، وقد جاء في أعقاب اتفاق مبدئي في يناير/كانون الثاني.
وكان من المقرر أن يحضر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا المنتدى، لكنه اضطر إلى إرجاء زيارته للصين بعد إصابته بالتهاب رئوي.
إلى ذلك، قال مسؤولون إن “البنك الصناعي والتجاري الصيني” وبنك “بي بي إم” سينفذان التعاملات.
دول تخلت عن الدولار
وتخلت الصين عن التعامل بالدولار أيضاً مع روسيا وباكستان وعدة دول أخرى.
يشار إلى أن بكين وبرازيليا تنتميان إلى مجموعة “بريكس” (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا)، التي تنوي مناقشة مبادرة إنشاء عملة موحدة بين الدول الأعضاء، خلال القمة المقرر عقدها في جنوب إفريقيا، في أغسطس/آب المقبل.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف: “هذا هو الاتجاه الذي تسير فيه المبادرات، والتي ظهرت… قبل أيام فقط، بخصوص الحاجة إلى التفكير في إنشاء عملات خاصة داخل مجموعة دول بريكس، وداخل مجتمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي”.
لافروف أضاف: “سيكون هذا بالتأكيد على أجندة قمة بريكس، التي ستعقد في جمهورية جنوب إفريقيا في نهاية أغسطس/آب، حيث تمت دعوة مجموعة من الدول الإفريقية… بما في ذلك الرئيس لورنسو (رئيس أنغولا)”، منوهاً بأنه ستتم دعوة مجموعة من الدول الإفريقية لحضور قمة “بريكس” في جمهورية جنوب إفريقيا.
وكان وزير الصناعة والتجارة الروسي، دينيس مانتوروف، دعا العام الماضي الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس” إلى زيادة التعاملات المالية بين الأعضاء بالعملات الوطنية على حساب الدولار، وفق موقع “روسيا اليوم”.
ووفقاً لمانتوروف، فإن التجارة بالعملات الوطنية تعد جانباً أساسياً من التعاون بين دول المجموعة الخمس، التي تسيطر على ثلث المنتجات الصناعية العالمية، وحصتها من التجارة العالمية تبلغ 17%.
مجموعة “بريكس”
وفي 16 يونيو/حزيران من عام 2009، تأسست المجموعة تحت اسم “بريك” في مدينة يكاترينبورغ الروسية، بمشاركة كل من البرازيل وروسيا والهند والصين أولاً.
وعُقد أول لقاء على المستوى الأعلى لزعماء دول “بركس” في يوليو/تموز عام 2008، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية، حيث اجتمعت آنذاك قمة “الثماني الكبرى”.
وشارك في قمة “بركس”: رئيس روسيا فلاديمير بوتين، ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو، ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.
ولاحقاً، انضمت جنوب إفريقيا في عام 2010، ليصبح اسم التحالف الدولي “بريكس”، وهي كلمة مشكّلة ومشتقة من الحروف الأولى من اسم كل دولة عضو.
تشكل مساحة هذه الدول ربع مساحة اليابسة، وعدد سكانها يقارب الـ40% من سكان الأرض، وتغطي مساحة الدول الأعضاء في التحالف ما يزيد على 39 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 27% من إجمالي مساحة اليابسة.
ومن المتوقع بحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول اقتصادات أغنى الدول في العالم حالياً، بحسب مجموعة “غولدمان ساكس” البنكية العالمية.