حرية – (30/3/2023)
خبراء يصفون إنهاء تفويضي شن الحرب على العراق فرصة استثمارية كبيرة للدولة العراقية إذا ما تم استثمارها وذلك عند الحديث عن هذا القانون.
وأبدت أوساط سياسية وبرلمانية ترحيبها بمشروع قانون صوّت عليه مجلس الشيوخ الأميركي ويقضي بإنهاء تفويضين لشن الحرب على العراق في 1991 و2003، عادّين أنَّ ذلك سيسهم في تعزيز علاقات مستقرة ومتوازنة بين العراق والجانب الأميركي.
وصوّت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة يوم الاثنين الماضي لصالح الدفع قدماً بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين على العراق.
وتم تحويل التشريع إلى مجلس النواب (الغرفة الثانية من الكونغرس)، والذي يتوقع أن يمرره أيضاً، حيث صرح رئيس المجلس، كيفين مكارثي، للصحافيين الأسبوع الماضي بأنه سيدعم هذه الجهود طالما بقي جزء من “تفويض استخدام القوة العسكرية” للحرب على الإرهاب.
إنهاء تفويض الحرب على العراق
وتعليقاً على الحراك التشريعي الأميركي، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، حسين العامري، إنَّ “تصويت مجلس الشيوخ الأميركي مؤخراً بإنهاء تفويض الحرب على العراق التي كانت ممنوحة للرئيس الأميركي مبادرة طيبة».
وأشار إلى أنَّ “منهج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مختلف عن غيره في التعامل مع العلاقات الخارجية خاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، إذ أنَّ سياسة السوداني تمتاز بالشفافية، ويمكن من خلال هذه الخطوة التشريعية الأميركية، فتح صفحة جديدة مع قوات التحالف الأميركي من أجل تدريب القوات العراقية وأيضاً من أجل تسليح الجيش العراقي».
ونوّه العامري بأنَّ “هذه الخطوة ستؤول على العراق بالأمن والاستقرار في ظل الحرب التي لا يعرف نهايتها بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً وأن الاستقرار في منطقتنا يخدم جميع الأطراف ويخدم العراق بشكل مباشر».
وأكد أنَّ “التفاوض والشفافية في التعامل مع الجانب الأميركي يؤديان إلى استقرار المنطقة، ونحن في العراق نأمل عدم وجود أية خلافات أو اختلافات بين دول الجوار لأن ذلك يؤثر في استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية للبلد».
من جانبه، عدّ المحلل السياسي، الدكتور صلاح بوشي، تصويت مجلس الشيوخ الأميركي “فرصة استثمارية كبيرة للدولة العراقية إذا ما تم استثمارها من السلطة التنفيذية بالطريقة الصحيحة، بأن يكون للعراق دعم دولي من قبل الولايات المتحدة الأميركية للنظام السياسي والسلطة التنفيذية التي تمثل الدولة العراقية».
وأشار إلى أنه “وفق التشريع الذي صوت عليه مجلس الشيوخ والذي يرتقب المصادقة عليه في مجلس النواب الأميركي، فأن هواجس التأثيرات العسكرية والحربية من الولايات المتحدة الأميركية ستخف، ما يجعل الساحة العراقية خالية من العسكرة الخارجية، ولربما تصبح الولايات المتحدة الأميركية صديقة حقيقية».
نمو وفهم العمل المؤسساتي
وأكد بوشي، أنَّ “هذه الخطوة من العلاقات الخارجية مهمة بالنسبة للنظام السياسي والمرحلة الحالية للدولة العراقية، خاصة وأن نمو وفهم العمل المؤسساتي أصبح واضحاً من خلال السلطة التنفيذية وحكومة محمد شياع السوداني”.
داعياً إلى تكثيف دعم السلطة التنفيذية “من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشعب العراقي».
ويصف مؤيدو مشروع القانون الحالي تفويضي استخدام القوة العسكرية لعامي 1991 و2002 ضد العراق بأنهما “تفويضان ميتان”.
ويقولون إن الزمن قد عفا عليهما، وأصبحا غير لائقين، لأن الحروب انتهت منذ زمن، وكذلك “أصبح العراق شريكاً للولايات المتحدة».
وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قبل التصويت: “إلغاء هذه التفويضات سيظهر للمنطقة وللعالم أن الولايات المتحدة ليست قوة احتلال، وأن حرب العراق انتهت، وأننا نتقدم إلى الأمام ونعمل مع العراق بوصفه شريكاً ستراتيجياً».
في حين أن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يعارض بشكل جذري إنهاء تفويض حرب العراق، حيث قال الأسبوع الماضي إنَّ الكونغرس لا ينبغي أن يقيد أيدي القادة الأميركيين في الشرق الأوسط.
معتبراً أنَّ التفويض مهم في العراق اليوم “لأنه يوفر السلطات للقوات الأميركية هناك للدفاع عن نفسها من مجموعة متنوعة من التهديدات الحقيقية الملحة”، على حد زعمه.