حرية – (1/4/2023)
تعتمد الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة توجهاً استراتيجياً نحو تعزيز أمنها الغذائي لمواجهة التحديات كافة، وتعمل جدياً على زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء وتطوير البنية التحتية لتعزيز سلسلة القيمة الغذائية.
وكانت لدولة الإمارات تجارب ناجحة في مجال الزراعات البديلة المعتمدة على ضوء الشمس، ومنها زراعة الزعفران للمرة الأولى في منطقة الخليج، وحصل ذلك العام الماضي في إمارة الشارقة، كذلك تجربة زراعة الطماطم بواسطة الضوء، والتي ألقي الضوء عليها أيضاً في تقرير سابق، إلى جانب العديد من التجارب التي نجحت.
في هذا السياق، أعلنت حكومة دبي، الأسبوع الماضي، إطلاق أول مصنع من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل في منطقة الشرق الأوسط تحت علامة “ثرايف”.
“يعد المصنع، الأول من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل، مشروعاً رائداً ومبتكراً في المنطقة، وسيوفر اللحوم النباتية الصحية والمستدامة، والمصنوعة محلياً بنكهات مختلفة مستوحاة من مطبخ منطقة الشرق الأوسط الصحي والمتنوع”. تقول المسؤولة الإعلامية في المصنع، رنا بو عطا .
وتشرح: “جرى تجهيز مصنع ترايف لدعم توفير هذه المنتجات وتلبية احتياجات ما يقرب من 30 في المئة من إجمالي سكان دول الخليج، أي أن الكميات المنتجة ستكون كافية للتوزيع الداخلي في الدولة ونسبة جيدة لدول مجلس التعاون الخليجي”.
وعلامة “ثرايف” (وهي تابعة للمصنع والذي سيكون داخل مجموعة تيكوم في المدينة الصناعية لدبي)، هي منصّة مبتكرة للغذاء النباتي، تجمع بين المعارف والخبرات الزراعية القديمة وأبحاث الغذاء الحديثة وتقنياتها، مع الحفاظ على العناصر الغذائية الرئيسية والدقيقة للنباتات، والاحتفاء بالنكهات المختلفة للمطبخ المحلي.
وتختم بوعطا بتوضيح أن “هذا المصنع يدعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 الهادفة إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي من خلال التنويع والابتكار”.
لكن ما هي اللحوم النباتية وما فوائدها الصحيّة، وهل تغني عن مثيلتها الحيوانية؟
في حديث له شرحت خبيرة التغذية، دانا خير بيك، مفهوم هذه التقنية الغذائية بالقول: “تشبه اللحم الطبيعي بنسبة متطابقة مئة بالمئة، ويمكن لأي شخص استخدام اللحم النباتي في الطهو، سواء في صنع شرائح اللحم والمرق أم المشاوي أم السندويشات”.
وأوضحت أن اللحم النباتي يحتوي على ألياف مصنوعة من الماء وفول الصويا وبروتين القمح، والملح ومسحوق البنجر الذي يضفي لوناً أحمر يشبه لحم البقر، لافتة إلى أن “دراسات جديدة نشرت أخيراً في مواقع متخصصة بالمراكز الصحيّة الغذائية، تفيد بأن الباحثين وجدوا أن المنتجات الغذائية واللحوم النباتية التي صُمّمت لتُستهلك كبدائل للمنتجات الحيوانية تمتلك الأثر الصحي والبيئي الأفضل، مقارنة بتلك الحيوانية منها”.
وأفادت خير بيك بأن هذه “المنتجات تؤدي إلى انخفاض مستوى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري مقارنة بالمنتجات الحيوانية. ووجدت دراسة أخرى أنه يمكن التقليل من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بما يصل إلى 8 ملايين طن سنوياً بتقليل استهلاك اللحوم البقرية بنسبة 5 في المئة، واستبدال بروتين البازلاء بها، وأكدت دراسة أخرى أنه في مقارنة بين برغر اللحم البقري والبرغر النباتي، شكّل النباتي نسباً أقل من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري التي قد تصل إلى 98 في المئة”.