حرية – (1/4/2023)
أكد قائد الجيش الهندي أن توغل القوات العسكرية الصينية في الأراضي الهندية قد يكون “حافزاً لتصعيد” النزاع الحدودي، ما قد يؤدي إلى “صراع أوسع نطاقاً”.
وكشف الجنرال مانوج باندي أن التنافس الشديد على السلطة، القائم اليوم بين الصين والولايات المتحدة، ينعكس على العلاقات الثنائية بين نيودلهي وبكين، وألقى على جيش التحرير الشعبي الصيني مسؤولية انتهاك الاتفاقيات الحدودية التي أبرمتها الصين مع الهند.
وفي موضوع الصراع الحدودي القائم بين الهند والصين، صدرت التعليقات الأشد لهجةً في الكلمة الرئيسة التي ألقاها الجنرال باندي خلال المنتدى الثاني حول “نهوض الصين وتداعياته على العالم”، الذي نظمته جامعة “سافيتريباي بهولي بوني” Savitribai Phule Pune University، بالتعاون مع “مركز التحليل والاستراتيجية في الصين” Centre for China Analysis and Strategy، يوم الاثنين.
وفي سياق كلامه عن المواجهة الحدودية الحاصلة بين الهند والصين عند الحدود الشرقية لمنطقة لاداخ، أكد قائد الجيش الهندي وجود بؤر نزاع ومطالبات بمناطق حدودية متنازع عليها بين الجيشين حتى اليوم، وقد عزا الأمر “إلى اختلاف في وجهات النظر حول خط السيطرة الفعلية”.
ولفت الجنرال باندي إلى أن “عمليات التوغل لا تزال فتيل تصعيد محتمل”، مضيفاً أن “إدارة الحدود تتطلب مراقبة عن كثب، بالنظر إلى أن الشوائب في إدارة الحدود قد تؤدي إلى صراع على نطاق أوسع”.
وهاتان الدولتين النوويتان، الواقعتان في جنوب آسيا، تتنازعان منذ عقد من الزمن على الحدود الفاصلة بينهما، وتسعيان منذ ثلاث سنوات للتخفيف من حدة التوتر على حدود الأمر الواقع السيئة الترسيم بينهما، التي تعرف باسم “خط السيطرة الفعلية”.
وقد شهدت هذه المنطقة النائية، التي تتخللها أنهار وبحيرات وجبال وعرة، توتراً وتصعيداً أديا إلى اشتباكات، وتسببا بمعركة دامية كبرى في يونيو (حزيران) 2020 في وادي غلوان، حيث تصادمت جيوش الدولتين، ما أدى إلى مقتل عشرين جندياً هندياً وأربعة جنود صينيين.
وقال الجنرال باندي إن المخاوف العسكرية الهندية تعلل بانتهاك جيش التحرير الشعبي الصيني لأربعة اتفاقيات وبروتوكولات موقعة في 1993، و1996، و2005، و2013 لحفظ السلام والهدوء على “خط السيطرة الفعلية”.
وأضاف أن الجيش الهندي أعاد توزيع قواته لتتمكن من مواجهة الصين على حدودها الشمالية، مؤكداً “على وجود احتياطات كافية لدينا، وعلى استعدادنا لأي حادث طارئ”.
وقال: “إن مستويات التأهب والجاهزية لدينا عند أعلى مستوياتها، ولا تزال قواتنا تتصدى لجيش التحرير الشعبي الصيني بحزم وإصرار وخطوات مدروسة، وسط تأكيدنا على قدسية مطالباتنا”.
وكشف الجنرال باندي عن الاستعدادات التي قامت بها الهند في خضم هذه المواجهة، مشيراً إلى أن الجيش عزز البنى التحتية والمتطلبات اللوجستية الحيوية – لا سيما على طرقات المنطقة الأمامية، وعلى منصات هبوط طائرات الهليكوبتر، وفي مقرات إقامة الجنود.
وأدلى الجنرال باندي بملاحظة هامة أخرى، مفادها بأن الصين تستعد لاحتلال موقع الصدارة في النظام العالمي الجديد، مع نهوضها كقوة سياسية واقتصادية وتكنولوجية وعسكرية، في سياق التحول الجيوسياسي الحاصل عالمياً.
وأكد أن الصين تبذل جهوداً لتحل مكان الولايات المتحدة كـ”ضامن لأمن الشبكة الإلكترونية”، جراء رفعها لواء أن “الأقوى على حق”.
وختم بالقول إن “هجماتها في بحر جنوب الصين، ورفضها لقرارات المحكمة الدولية بشأن المطالبات البحرية، ونشاطاتها في مضيق تايوان، وعملياتها على طول “خط السيطرة الفعلية” بدوافع عدوانية – تظهر من الواضح، أكثر فأكثر، أن رؤية الصين لـ”نظام تسود فيه القوانين الدولية” هي صنو تفسير يعتبر “القوة هي الحق” [الأقوى على حق].