حرية – (2/4/2023)
استعادت صحيفة “ميرور” البريطانية، يوم الاثنين، بعض كواليس التحقيقات التي أجراها ضابط أمريكي في مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) مع الرئيس الاسبق صدام حسين، وذلك طوال شهور، وكيف نجح في جعله يتحدث اليه، ولماذا قال له انه “يحب اللبنانيين، واللبنانيون يحبونه”.
وأوضح التقرير البريطاني ، ان الديكتاتور السابق تعرف فورا على شيئين يتعلقان بالضابط الأمريكي جورج بيرو ما أن التقاه، في مستهل مرحلة استمرت 7 شهور من التحقيقات، بعدما اختارته “اف بي آي” واجهزة الاستخبارات للقيام بما وصفه التقرير بأنه أحد أهم الاستجوابات التي أجرتها الولايات المتحدة بالمطلق.
وبعدما أشار التقرير الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وبريطانيا في مارس/آذار 2003، والذي تطلب أسابيع فقط لهزيمة قوات صدام، ذكر بان القوات الامريكية وجدت في 13 كانون الأول/ديسمبر، الديكتاتور المخلوع مختبئا في حفرة في شمال العراق.
وتابع التقرير أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) خلصت الى انه بعد قيامها بالتحقيق مع صدام، قررت “اف بي اي” ان جورج بيرو، وهو من ضباطها، ومن أصول لبنانية، هو الرجل المناسب للقيام بمهمة التحقيق مع صدام، ودارت الأحاديث بينهما طوال 7 شهور، من دون أن يتم السماح بدخول غرفة التحقيق خلال هذه الجلسات.
وخلص بيرو خلال التحقيقات إلى أن مزاعم الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش حول وجود اسلحة دمار شامل لدى العراق، كانت كاذبة، وأن صدام كان يكره الزعيم الارهابي اسامة بن لادن.
واستعاد بيرو لمناسبة الذكرى الـ20 للحرب، مجريات التحقيق مع صدام، وكيف أنه تبلغ عشية عيد الميلاد أنه جرى اختياره لتمثيل الـ “اف بي آي” من أجل استجواب الرئيس العراقي المخلوع، مشيرا إلى أن مشاعر “رعب” تملكته، إلا أنه توجه فورا واشترى كتابين عن صدام لمعرفة المزيد عنه.
وتابع التقرير أنه عندما التقاه في سجنه، فإن صدام خلال ثوان، استنتج شيئين يتعلقان بالمحقق الأمريكي، حيث يتذكر بيرو قائلا انه “في أول لقاء لي مع صدام، عرف شيئين عني في غضون 30 ثانية. فعندما أخبرته ان اسمي هو جورج بيرو وانني المسؤول (عن التحقيق معه)، فقال على الفور: انت لبناني.. فأخبرته ان والداي لبنانيان. ثم قال انت مسيحي”.
ونقل التقرير عن بيرو قوله “انني سألته إذا كانت هذه تمثل مشكلة، فقال لا نهائيا. وانه يحب اللبنانيين، واللبنانيون يحبونه. فقلت: حسنا، عظيم. سوف نتعايش بشكل جيد”.
وتحدث بيرو عن مجريات التحقيق الذي استمر 7 شهور مشيرا إلى أنه في البداية كان يراه في الصباح، ويقوم بالترجمة لفريقه الطبي، ولاحقا تحول التحقيق الى مرة او مرتين اسبوعيا، ويستمر لعدة ساعات.
وتابع بيرو انه “مع مرور الوقت، صرت أمضي معه المزيد والمزيد من الوقت بمفردنا لأنني تمكنت من التواصل معه مباشرة وبسرعة كبيرة”.
واضاف انه تمكن من زيادة الوقت المخصص ليصل إلى “حوالي خمس الى سبع ساعات يوميا، وجها لوجه، ساعتين صباحا، وساعتين في فترة ما بعد الظهر، ثم جلسة استجواب رسمية او جلستين اسبوعيا”.
وقال المحقق الأمريكي، “تحدثنا عن كل شيء. لذلك ، خاصة في أول شهرين، كان هدفي هو جعله يتحدث فقط، اذ كنت اريد ان اعرف ما الذي يقدره في الحياة وما يحب وما يكره وأفكاره. ولهذا، تحدثنا عن كل شيء من التاريخ والفن والرياضة إلى السياسة. وكنا نتحدث عن الأمور التي كنت اعلم انه لن يكون لديه أي تحفظات أو التردد في الحديث عنها”.
ولفت التقرير إلى أن موضوع الاستجواب الاول كانت رواية صدام التي نشرها باسمها والتي وصفها بيرو بأنها “فظيعة”، مضيفا انه في بداية التحقيقات المطولة ، تبلغ بيرو انه قد يمضي ما يصل الى عام مع صدام، ولهذا فإنه أدرك أن الوقت كان في صالحه.
وختم التقرير بالإشارة إلى إعدام صدام في العام 2006 بعد تسليمه الى الحكومة العراقية المؤقتة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.