حرية – (3/4/2023)
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، ان الهجوم الامريكي على العراق الذي بدأ قبل 20 سنة، خلّف إرثاً مسموماً اكثر سوءا من القصف النووي على مدينة هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية، وفق ما اظهرته دراسة علمية تتعلق بمعدلات الاصابة بالسرطان والوفيات بين الاطفال.
واوضح التقرير البريطاني ، ان “معدلات الاصابة بسرطان الدم في هيروشيما، ازدادت بنسبة مدمرة بلغت 660٪، بعد مرور 12 الى 13 سنة على التفجير النووي (وهو الفترة الزمنية التي تبلغ فيها مستويات الإشعاع ذروتها).
وفي المقابل، في الفلوجة، ازدادت معدلات الاصابة باللوكيميا بنسبة 2200٪ خلال فترة زمنية اقصر بكثير، وذلك بمتوسط 5 الى 10 سنوات فقط بعد التفجيرات.
ولفت التقرير الى انه من خلال القصص المتداولة، كان الاطباء يبلغون عن زيادة كبيرة في معدلات الاصابة بالسرطان في العراق بالاضافة الى التشوهات الخلقية فيما بعد عمليات القصف الامريكي.
وتابع التقرير ان الدكتور كريستوفر باسبي قاد البحث الطبي في جامعة أولستر الايرلندية، وان استنتاجات الاطباء اصبحت مدعومة بالبيانات.
وبالاضافة الى الزيادة الكبيرة في معدلات الاصابة بسرطان الدم، خلص باسبي وزملاؤه الى وجود زيادة بنسبة 1260٪ في معدلات الإصابة بسرطان الاطفال في الفلوجة بعد عمليات القصف الامريكي، الى جانب وجود زيادة بنسبة 740٪ في الاصابات باورام المخ.
كما وجد الاطباء دلائل على ان العراقيين تعرضوا لاثار الاشعاع، اذ كانت معدلات وفيات الاطفال اكبر بنسبة 820٪ منها في الكويت المجاورة مثلا.
وذكر التقرير ان الهجوم النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي من جانب الولايات المتحدة في العام 1945، يمثل احد أسوأ الفظائع في تاريخ البشرية.
وبرغم ذلك، اوضح التقرير انه عندما قام الدكتور باسبي بمقارنة الارقام بتلك المتوفرة حول الفلوجة، وجد ان “مستويات السرطان مذهلة”.
ونقل التقرير عن باسبي قوله ان “التأثير الاقصى على هؤلاء الذين تعرضوا للاشعاع في هيروشيما كان اقل من التأثير في جميع انحاء الفلوجة”.