حرية – (5/4/2023)
التقى قائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني، في زيارته الأخيرة للعراق، عدداً من قادة التيارات الشيعية في بغداد بهدف توحيد «البيت الشيعي»، بينهم زعيم التيار الصدري ودار بينهما حوارات بشأن المشهد السياسي المقبل.
وقال مصدر “رافق قاآني” في الزيارة لـ”الجريدة” الكويتية (5 نيسان 2023)، إن قاآني طلب من الصدر العودة إلى المشهد السياسي العراقي والتعامل مع باقي المجموعات السياسية الشيعية، إلا أن الأخير أصرّ على اعتزال العمل السياسي، وأبلغ المسؤول الإيراني أنه ينوي السفر إلى قم قريباً للتركيز على متابعة دراساته الحوزوية.
وأضاف أن قاآني خرج من اللقاء بانطباع مفاده أن الصدر يفضل أن يصبح مرجعاً دينياً في العالم الشيعي بدلاً من أن يكون مرجعاً سياسياً في العراق، وأنه يفكر أن يكون أرفع شخصية شيعية بعد وفاة المرشد الإيراني علي خامنئي والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.
وذكر المصدر: أن الصدر رفض كذلك مبادرة من قآني لجمعه مع خصمه الأول رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مما دفع المسؤول الإيراني إلى ممازحته، قائلاً إن السعودية وإيران تصالحتا، وأنت ترفض مصالحة المالكي؟ ولفت إلى أنه رغم تأكيدات الصدر أنه لن يشارك في الحياة السياسية، فقد سمع قآني من باقي الفصائل تأكيدات أن التيار الصدري يعد العدة للمشاركة في الانتخابات المقبلة.
وأوضح المصدر: أن أحد الأهداف الأساسية لزيارة قآني للعراق كان التوسط لحل الخلافات بين التيارات الشيعية عموماً، وبشكل خاص الخلافات بين الفصائل الموالية لطهران التي تعيش تشرذماً غير مسبوق، ووصل إلى مرحلة التصادم السياسي والإعلامي، مضيفاً أن طهران تتخوف من أن تتطور هذه الخلافات إلى تصادم عسكري.
وبين المصدر أن الخلافات بين بعض هذه الفصائل وصلت الى درجة أن هؤلاء يرسلون رسائل تخريبية ضد بعضهم إلى خامنئي مباشرة، ما دفع الأخير إلى إيفاد قاآني لبغداد للاطلاع على الأمور عن كثب.
وأشار المصدر إلى أن هدفاً آخر لا يقل أهمية لزيارة قاآني يتمثل في إطلاع حلفاء إيران على الوضع الجديد بعد المصالحة الإيرانية ــ السعودية، والسياسات المستقبلية لطهران في المنطقة، خصوصاً أن الاتفاق بين البلدين، الذي جرى برعاية الصين، نص صراحة على ضرورة تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن هناك تغييرات في سياسة إيران لتنسجم مع الاتفاق دون أن يعني ذلك التخلي عن حلفائها.