حرية – (5/4/2023)
كشفت معلومات نقلتها مصادر سورية أن يوم الاثنين المقبل سيشهد اجتماعاً بين وزيري خارجية سوريا وتركيا. فعلى الرغم من أنه لم يرشح عن الاجتماع الرباعي في موسكو سوى تأكيد المجتمعين على “استمرار المشاورات” وهو تعبير فضفاض يحتمل العديد من التأويلات، غير أن الأوساط السياسية والإعلامية في دمشق طرأ عليها انقلاب مفاجئ انتقل من دون مبررات من التشاؤم وعدم توقّع أي نتائج جدية تصدر عن الاجتماع، إلى أقصى درجات التفاؤل وصولاً إلى تحديد موعد اللقاء بين وزيري خارجية سوريا وتركيا.
وفجر الإعلامي السوري وضاح عبد ربه، رئيس تحرير صحيفة “الوطن” المقربة من دوائر صنع القرار في دمشق، قنبلة من خلال تأكيده نقلاً عن “مصادر خاصة” أن يوم الاثنين المقبل سيشهد اجتماعاً بين وزيري خارجية سورية وتركيا.
وبعد تأجيله لمرتين متتاليتين، احتضنت العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء الماضي، الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية كلّ من سوريا وتركيا وروسيا وإيران لمتابعة النقاش حول مسار التقارب السياسي بين تركيا وسوريا والذي شهد انطلاقته الفعلية مع اجتماع وزراء دفاع الدول الأربع في موسكو أواخر العام الماضي.
واستبق نائب وزير الخارجية السوري أيمن سوسان الاجتماع بتصريحات سلبية أكد من خلالها أنه “لا توجد مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا، ولا بخصوص محاربة الإرهاب والقضاء عليه” الأمر الذي اعتبره مراقبون إشارة سورية إلى فشل المحادثات التمهيدية.
واتهم سوسان تركيا بعدم الالتزام حتى بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في إطار آستانا أو مع الجانب الروسي، معرباً عن “استعداد دمشق للتنسيق مع الأصدقاء الروس والإيرانيين ومع الجانب التركي حول مختلف الجوانب العملية المتعلقة بانسحاب قواته من الأراضي السورية”، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأكّد أن إعلان انسحاب تركيا من الأراضي السورية هو “المدخل لإعادة التواصل بين الجانبين”، مشدداً على أن إعادة الأوضاع في شمال شرقي وشمال غربي سوريا إلى ما كانت عليه تتطلب ظروفاً تتحقق بالحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها وبانسحاب القوات غير الشرعية”.
وكان بدأ الاجتماع بكلمة افتتاحية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واختتم أعماله بالإعلان عن مقرّر واحد هو “اتفاق المجتمعين على مواصلة المشاورات”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية تعقيباً على الاجتماع إن ممثلي الدول الأربعة بحثوا خلال الاجتماع، الذي عُقد يومي 3 و4 نيسان (أبريل) الجاري، الاستعدادات للاجتماع المقبل لوزراء الخارجية، كما حددوا “بطريقة مباشرة وصريحة نهجهم واتفقوا على مواصلة الاتصالات”.
وكانت إشارة الخارجية الروسية إلى تحديد “النهج” واضحة في دلالتها على أن الاجتماع ربما يكون قد تضمن وقائع ومقررات أكثر مما أعلن عنه، لا سيما وأن هذه الإشارة جاءت في إطار بيان الخارجية الروسية عن الاستعدادات للاجتماع المقبل لوزراء خارجية البلدان الأربعة.
ورغم أن الإعلامي السوري عبد ربه لم يؤكد حصول دمشق على الضمانات التي كانت تطلبها حول انسحاب القوات التركية من أراضٍ سورية تسيطر عليها، فقد أشار في ردّه على التعليقات التي انهالت على منشوره أن هناك “جدولة للانسحاب” من دون أن يخوض في التفاصيل أكثر.
وكان عبد ربه أول من أشار إلى امتلاكه معلومات حول وجود اتصالات سورية – سعودية لاستئناف عمل القنصليات في البلدين وذلك قبل 48 ساعة من إعلان الخبر بشكل رسمي.
وانتقد الإعلامي السوري الموقف المعلن للخارجية التركية حول عدم اعتبار قواتها بمثابة قوات احتلال في سوريا، وقال في منشور آخر على صفحته في فايسبوك: “كيف وافقتم على جدولة الانسحاب إذا لم تكونوا محتلين؟”.
والمفارقة أن عبد ربه الذي يتمتع بعلاقات قوية مع المسؤولين السوريين تمكّنه من الحصول على معلومات موثقة أو ربما تريد السلطة السورية تسريبها، كان قبل يوم واحد متشائماً حول مجريات اجتماع موسكو، وكتب على صفحته: “لا أحد يرفع التوقعات كثيراً لأنه أول اتصال سياسي بين سوريا وتركيا… ما لم يصدر بيان واضح وصريح بجدولة الانسحاب التركي من الأراضي السورية ووقف دعم المجموعات … فالاجتماع في موسكو لن يكون إلا رمزياً. علماً أن تركيا أبلغت الروسي والإيراني موافقتها… لكن كل ذلك قد يكون مراوغة جديدة من أردوغان… المطلوب بيان واضح وصريح في نهاية الاجتماع … وإلا لا جدوى من أي اجتماع ثانٍ”.