حرية – (8/4/2023)
كشف أكبر تحليل على الإطلاق للبيانات الوراثية لـ”الماموث الصوفي” عن معلومات جديدة حول أيقونة العصر الجليدي الذي ينتمي لفصيلة الفيلة، منها معلومات حول شعره المنتفش، وأذنيه الصغيرتين، وقدرته على تحمل البرودة وتخزين الشحوم.
وقال باحثون، الجمعة، إنهم حلّلوا الشريط الوراثي (الجينوم) لثلاثة وعشرين من حيوانات الماموث الصوفي، استنادًا لبقايا محفوظة في التربة الصقيعية السيبيرية، ثم قارنوها بالشريط الوراثي لثمانية وعشرين فيلًا آسيويًا وأفريقيًا من العصر الحديث.
حيوانات الماموث الصوفي
وقال ديفيد دييز ديل مولينو، المتخصص في علم الوراثة التطوري من مركز الحفريات القديمة في ستوكهولم وقائد فريق كتابة الدراسة التي نشرت في مجلة (كرنت بايولوجي) العلمية: “كان الهدف هو العثور تلك الطفرات الموجودة في جميع أنواع الماموث لكنها غير موجودة في أي من الفيلة، أي صور التكيف الوراثي الموجودة حصريًا لدى الماموث الصوفي”.
وأضاف دييز ديل مولينو: “وجدنا أن جينات الماموث الصوفي تضمنت صورًا من التكيف الجزيئي تتعلق بمواكبة البيئات القطبية الشمالية الباردة، مثل: الفراء الكثيف، وتخزين الشحوم والأيض، والاستشعار الحراري، وصور أخرى من التكيف”.
وشملت الدراسة شريطًا وراثيًا لـ”ماموث” عاش قبل 700 ألف عام، وهو وقت قريب من نشأة “الماموث” في سهوب سيبيريا، وأشرطة وراثية لحيوانات “ماموث” أخرى عاشت في أوقات لاحقة، وهو ما يقدم لمحة عن كيفية تطور التكيف الوراثي في “الماموث”.
العصر الجليدي
وأظهرت الدراسة الجديدة أن “92% من الطفرات الفريدة ظهرت بالفعل منذ نشأة الماموث، مع استمرار التطور في سمات بعينها.. على سبيل المثال، استمر فراء حيوانات الماموث في الانتفاش وآذانها في الصغر بمرور الوقت”.
وقال لاف دالين، المتخصص في علم الوراثة التطوري بمركز الحفريات القديمة في ستوكهولم وأحد كبار كتاب الدراسة: “ربما كان للماموث في دراستنا الذي عاش قبل 700 ألف عام أذنان أكبر من أذني حيوانات الماموث التي عاشت في العصر الجليدي الأخير”.
وكان من بين الجينات عالية التطور واحد أدى عند “تثبيطه” لدى جرذان الاختبار إلى صِغر آذانها بشدة.
وكانت حيوانات الماموث الصوفي تقريبًا في حجم الفيلة الأفريقية المعاصرة التي يبلغ ارتفاعها نحو 4 أمتار، لكن آذانها كانت أصغر كثيرًا لتقليل فقدها لحرارة الجسد عما لو كانت آذانها ذات سطح كبير.
حيوانات الماموث
واختلفت عدة جينات تتعلق بنوعية الفراء ونموه عن الفيلة المعاصرة، وأحد تلك الجينات يرتبط عند وجوده لدى الإنسان بمتلازمة الشعر غير القابل للتمشيط، وهي حالة تتسم بجفاف الشعر وتجعده وعدم التمكن من تمشيطه بشكل مستو، وفي حيوانات “الماموث”، ربما أسهم الشعر الأكثر انتفاشًا، بالإضافة إلى ترسبات الدهون، في تكوين طبقة عازلة في البرد القارس.
وحدثت لدى حيوانات “الماموث” طفرة في جين يرتبط لدى البشر بجفاف شمع الأذن، إلا أن ميزة ذلك للماموث غير معروفة.
والطفرة نفسها مرتبطة بعدم وجود رائحة عرق نفاذة بمنطقة الإبط لدى البشر، لكن هذا لا يعني أن حيوانات “الماموث” ربما كانت تنبعث منها رائحة طيبة.
وقال دالين: “أشك كثيرًا بأن حيوانات الماموث كانت تتعرق من إبطها.. هذا أمر بشري للغاية في اعتقادي.. تنظم الثدييات الأخرى حرارة أجسادها بطرق أخرى.. لذا، من غير الواضح للغاية إن كانت لحيوانات الماموث رائحة مختلفة بسبب هذه الطفرة الجينية”.