حرية – (8/4/2023)
توقع خبراء في الصحة أن تتوفر لقاحات جديدة لعلاج مجموعة من الأمراض الخطيرة، بينها السرطان، بحلول السنوات القليلة المقبلة، فيما قالت شركة أدوية Moderna الرائدة إن لقاحات السرطان وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وأمراض المناعة الذاتية وأمراض أخرى ستكون جاهزة بحلول عام 2030.
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت الجمعة، 7 أبريل/نيسان 2023، أن الدراسات التي أُجريت على هذه اللقاحات “مبشرة بدرجة كبيرة”، ونقلت عن باحثين قولهم إن 15 عاماً من التقدم “اختُصرت” في 12 أو 18 شهراً بفضل نجاح اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
من جانبه، قال الطبيب بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في شركة الأدوية Moderna، إنه يرى أن الشركة ستتمكن من طرح هذه العلاجات “لجميع أنواع الأمراض الجينية” في أقل من 5 سنوات.
تعمل الشركة، التي ابتكرت لقاحاً فعالاً لفيروس كورونا، على تطوير لقاحات للسرطان تستهدف أنواعاً مختلفة من الأورام، وبحسب بيرتون فإن هذا اللقاح “سيتوفر لدينا وسيكون فعالاً جداً، وسينقذ مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأرواح”.
أضاف بيرتون “أظن أننا سنتمكن من طرح لقاحات مخصصة للسرطان تعالج أنواعاً مختلفة من الأورام التي يُصاب بها الناس على مستوى العالم”.
كذلك أشار الطبيب إلى أنه يمكن علاج عدد من التهابات الجهاز التنفسي بحقنة واحدة، وهذا يحمي الأشخاص المعرضين للإصابة بفيروس كوفيد، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، فيما قد تتاح “علاجات الرنا المرسال” للأمراض النادرة التي لا توجد لها أدوية حالياً.
وعلاجات “الرنا المرسال”، هي لقاحات الحمض النووي الريبوزي، وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن “الرنا المرسال هو جُزيء يحمل الكود الجيني من الحمض النووي إلى آلية صنع البروتين في الخلية، وبدون الرنا المرسال، لا يمكن استخدام شفرتك الجينية، ولن تُصنع البروتينات، ولن يعمل جسمك من الأساس”.
أي إنه “إذا كان يمكن تشبيه الحمض النووي بالبطاقة المصرفية، فإن الرنا المرسال هو قارئ هذه البطاقة”، فيما تشير صحيفة The Guardian إلى أن العلاجات القائمة على “الرنا المرسال” تعمل عن طريق تعليم الخلايا كيف تصنع بروتيناً يحفز استجابة الجسم المناعية ضد المرض.
يقول الطبيب بيرتون: “أظن أنه سيكون لدينا علاجات تعتمد على الرنا المرسال للأمراض النادرة التي لم يكن ممكناً علاجها من قبل، وأظن أنه بعد 10 سنوات من الآن، سنقترب من عالم يمكنك فيه تحديد السبب الجيني للمرض، وببساطة نسبية، إصلاحه باستخدام الأساليب المعتمدة على الرنا المرسال”.
ويوجه جزيء “الرنا المرسال” الخلايا لصنع البروتينات، فتنتج الخلايا البروتينات التي نريد أن تضربها أجهزة مناعتنا بحقن شكل صناعي منها، ولقاح السرطان المعتمد على تقنية “الرنا المرسال” ينبه الجهاز المناعي إلى وجود سرطان ينمو بالفعل في جسم المريض، حتى يتمكن من مهاجمته وتدميره، دون المساس بالخلايا السليمة.
هذا يشمل أيضاً تحديد أجزاء البروتين الموجودة على سطح الخلايا السرطانية وغير الموجودة في الخلايا السليمة، التي تطلق استجابة مناعية على الأرجح، ثم تخليق قطع من الرنا المرسال ستوجه الجسم إلى كيفية تصنيعها.
تشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه في البداية، يأخذ الأطباء خزعة من ورم المريض ويرسلونها إلى المختبر، وهناك يُحدَّد تسلسل المادة الجينية لتحديد الطفرات غير الموجودة في الخلايا السليمة.
بعد ذلك تحدد خوارزمية تعلم آلي الطفرات المسؤولة عن تحفيز نمو السرطان، وبمرور الوقت، تتعرف أيضاً على أجزاء البروتينات غير الطبيعية التي تحملها هذه الطفرات، والتي من المرجح أن تطلق استجابة مناعية، وبعد ذلك، يُصنع الرنا المرسال لأقوى المستضدات ويعبَّأ في لقاح يناسب حالة كل شخص.