حرية – (9/4/2023)
توافد آلاف المؤمنين الأحد 9 نيسان 2023 إلى البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة بمناسبة عيدي الفصح اليهودي والمسيحي اللذين يتزامنان مع شهر رمضان، وسط انتشار مكثف لقوات الأمن الإسرائيلية في ظل دوامة العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني
ووصل المؤمنون المسيحيون من جميع أنحاء العالم إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية للاحتفال بعيد الفصح وفق التقويم الغربي بينما احتشد آلاف اليهود عند حائط “المبكى” أو “البراق” لتأدية صلوات خاصة بعيد الفصح.
أما المسلمون فتوجهوا في الحرم القدسي لأداء الصلاة وسط توتر مع وصول اليهود إلى باحات المسجد.
عند كنيسة القيامة التي بنيت وفقًا للتقاليد المسيحية في موقع صلب المسيح ودفنه تم توجيه المصلين نحو القبر المقدس من أجل قداس عيد الفصح.
وقال بوليوس مجاسكس (50 عاما) إنه وصل من ليتوانيا بالأمس.
وأضاف “كنت متخوفا بسبب الأحداث الأخيرة لكن قررت المجيء، وصلت بالأمس، الأمر هادئا للغاية هنا”.
أما نانسي مالون (49 عاما) القادمة من الولايات المتحدة فرأت بعد خروجها من الكنيسة أن “المكان مزدحم للغاية” مضيفة أن “التراتيل جميلة”.
وروت متحدثة لفرانس برس “وصلنا باكرا، حوالى الساعة 7,30 … دخلنا من باب العمود، نشعر بالأمان”.
وعلى بعد عدة مئات الأمتار، تجمع اليهود بالآلاف عند الحائط الغربي لأداء صلاة “بركة الكهنة”.
وغصت المدرجات والشرفات القريبة بالمصلين وبينهم جودي غرين (60 عاما).
وقالت أن الصلاة اليهودية كانت “رائعة وملهمة للغاية” مضيفة “أشعر أن الله سيحمينا، نحن نصلي معا كشعب واحد”.
توتر في “الأقصى”
وتزامن عيدا الفصح المسيحي والفصح اليهودي هذه السنة مع شهر رمضان الذي شهد هذا العام توترا بين الفلسطينيين الذين يصلون في الحرم القدسي والقوات الإسرائيلي.
ورصد صحافي في وكالة فرانس برس أكثر من 500 يهودي متدين في باحات المسجد التي وصلوها تحت حراسة أمنية مشددة ووسط تواجد لعشرات المصلين المسلمين.
ولم تسجل صدامات في المكان.
ويرفض الفلسطينيون دخول اليهود إلى الحرم القدسي والصلاة فيه، ويعتبرون هذه الخطوة التي يسمونها “اقتحاما” استفزازا لهم.
يُسمح لليهود بزيارة الموقع لكن تمنع عليهم الصلوات التي يؤدونها خلسة في كثير من الأحيان.
ولطالما يخشى الفلسطينيون أن يقوم اليهود الذين يدخلون باحة المسجد في عيد الفصح بذبح القرابين وهي عملية محظورة ومنع حاخامات يهود كبار تنفيذها.
وشهد المسجد ليل الثلاثاء الأربعاء مواجهات بعدما اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد لإخراج المصلين المعتكفين فيه.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن هدفها كان طرد “شبان متخفين مخالفين للقانون”.
وعن الجو العام في القدس قال الفلسطيني محمود منصور إن “الوضع ليس على ما يرام، ما زلنا نكافح ونأمل أن يكون هناك سلام في القدس يوما ما”.
وأضاف منصور (65 عاما) “الشرطة تدعمهم (الزوار اليهود) كل صباح وهم يذهبون إلى المسجد الأقصى ويحاولون إبعاد المسلمين وهذا سيء للغاية”.
وردا على الاعتكاف في المسجد أكد منصور أن “هذا مكاننا، علينا أن نبيت فيه في المساء والليل خلال رمضان ونصلي”.
وتابع واقفا خارج باب السلسلة المفضي إلى باحات المسجد “هذا مسجدنا … منذ 1440 عاما”.
وردا على الاقتحام، أطلقت صواريخ عدة من شمال قطاع غزة باتجاه إسرائيل على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية ومراسلو وكالة فرانس برس.
والخميس، أطلق وابل من الصواريخ من لبنان في هجومٍ نسبته إسرائيل إلى ناشطين فلسطينيين، وردت إسرائيل بشن غارات على قطاع غزة، وضربات محدودة على المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ في جنوب لبنان.
وإسرائيل ولبنان في حالة حرب رسميا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح الأحد أنه قصف بالمدفعية وبطائرة مسيرة ليل السبت الأحد مواقع في سوريا بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية وضمتها، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة.
تصاعد مستمر للعنف
مساء الجمعة، أعلنت إسرائيل تعبئة عناصر احتياط من شرطة الحدود وتعزيز الجيش بعد مقتل ثلاثة أشخاص بينهم سائح إيطالي في هجومين منفصلين، في ظلّ التصعيد الجاري.
وقتل السائح الإيطالي البالغ 36 عاما فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنه هجوم دهس وقع عند الواجهة البحرية في تل أبيب.
ويشيع إسرائيليون الأحد شقيقتان تحملان الجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية، قتلتا في عملية إطلاق نار على المركبة التي كانتا فيها مع والدتهما في غور الأردن الجمعة.
وقتل شاب فلسطيني مساء السبت برصاص القوات الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب “استشهاد عائد عزام سليم (20 عاما) … في بلدة عزون قضاء قلقيلية”.
أما الجيش الإسرائيلي فقال في بيان إنه كان يقوم بدورية في عزون حيث قام تم إلقاء “عبوة ناسفة” باتجاه الجنود.
منذ بداية كانون الثاني/يناير، أودى التصعيد بـ 92 فلسطينيا على الأقل، و18 إسرائيليا، وامرأة أوكرانية، ومواطن إيطالي، بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.