حرية – (10/4/2023)
افاد تقرير أميركي أن “استمرار الاعتماد على ما يصدره من نفط في اقتصاده هو مثال على فشل الدولة في إعادة اعمار العراق”.
إعادة اعمار العراق
وصرح التقرير بأن عراقيين أعربوا عن اسفهم على تضييع فرصة لإعادة بناء اقتصاد البلد بعد 20 عاماً على الغزو الأميركي واسقاط نظام صدام، حيث تميزت تلك الفترة بالطائفية وانعدام الفرص الاقتصادية.
وذكر تقرير لموقع، (ميديا لاين) الاخباري الأميركي، أن “علي طاهر مدير مركز البيان للتخطيط والدراسات قال إن العراق دخل فترة فوضى وصراع طائفي بعد سقوط النظام وان كثيراً من المشاكل التي حصلت بعد ذلك كان سببها النظام السياسي والاقتصادي الهش الذي سيطر على البلاد”.
ورأى طاهر، أن “الدولة غير قادرة من الناحية الاقتصادية، على تطوير قطاعات أخرى، نحن ما نزال نعتمد اعتمادا كبيرا على النفط والغاز وفي نفس الوقت حصول تضخم بالقطاع العام وتضخم بعدد الوزارات والموظفين والرواتب”.
وأكد طاهر، من جانب آخر، عدم وجود “تشجيع حقيقي لقطاعات اقتصادية أخرى مثل الصناعة والزراعة.”
وأشار طاهر، إلى أن “الفشل بتنويع مصادر الاقتصاد منع البلاد من تحقيق تنمية اقتصادية وكان أثر ذلك بليغا على شريحة الشباب”.
ويسترسل طاهر، أن “هناك أكثر من 750 ألف شاب يدخل سوق العمل سنويا ضمن واقع خال من فرص العمل لهم”، مشدداً على أن “طبيعة النظام الاقتصادي في البلد لا تشجع القطاع الخاص بان يتطور”.
من جانبه، قال مواطن من منطقة الكرادة في بغداد، يدعى علي أحمد، إن “البلاد دخلت منذ اسقاط النظام في صراع طائفي وغياب امني”.
وأضاف أحمد، أن “العراق وبعد مرور عشرين عاما على ذكرى الغزو ما يزال يحاول الخروج من هذه الازمة”.
حالة الطائفية
ويتحدث أحمد، عن “أمور كثيرة تحسنت، ولكننا ما نزال نعيش حالة الطائفية التي اضرت بالبلاد ومنعتها من التقدم.”
فيما يقول عبد السلام 35 عاماً من مدينة الموصل، إن “أحداً لا ينكر ان النظام السابق كان نظاماً دكتاتورياً”.
وأضاف عبد السلام، أن “ما حصل بعد ذلك هو ان اشخاصا حكموا البلد وفق نظام طائفي مبني على المحاصصة وتفشى بعد ذلك الفساد وسرقة المال العام من دون تقديم خدمات”.
وأشار عبد السلام، إلى أن “تداعيات هذا الوضع مهدت الطريق لتنظيم داعش الارهابي بان يحتل مدينة الموصل عام 2014 وانسحاب الجيش أمام عدد قليل من الإرهابيين عملوا على تدمير المدينة”.
بدوره، يستذكر طلال موسى، 37 عاماً وهو مقاول في قطاع الكهرباء، اليوم الذي دخلت فيه القوات الأميركية للبلد وكان مراهقاً بعمر 17 عاماً ويقول: “استبشر خيراً بان الأوضاع ستتحسن ولكن بعد مرور السنين أشعر بالإحباط”.
وتابع موسى: “لسوء الحظ نعيش الان ضمن نظام سياسي فاسد سيطر على البلد على مدى 20 عاماً”.
وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير لوكالة (اسوشييتدبرس) الأميركية الى ان “مشهد اسقاط تمثال رئيس النظام السابق صدام حسين في ساحة الفردوس وسط بغداد بتاريخ 9 نيسان 2003 الذي تم بثه في انحاء العالم كان بمثابة لحظة رمزية للغزو الأميركي للبلد وانتهاء حقبة حكم دامت ربع قرن في العراق”.
وتابع التقرير، أن “مجموعة من جنود المارينز من ولاية (اوتا) الأميركية كانوا موجودين هناك في عام 2003 قالوا انهم قاموا بقطع الذراع الأيمن للتمثال على نية عرضه للبيع على موقع (eBay) العالمي للمزاد على الانترنيت المختص لعرض التحف والقطع الاثرية”.
وأشار، إلى أن “هذه القطعة اختفت من حمولتهم بينما كانوا يحاولون تهريبها الى الولايات المتحدة وهم عائدون برحلتهم الى الوطن على متن طائرة عسكرية”.
وأكد التقرير، أن “تاجر قطع اثرية الماني، قال في العام 2016 انه اشترى القدم اليسرى للتمثال ومن ثم أعاد بيعها عبر موقع (eBay) العالمي لبيع التحف مقابل ما يزيد على 100 ألف دولار”.
كارثة إنسانية في العراق
وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير لموقع (الجزيرة) للكاتبة هانا دوغال أن “الغزو الأميركي تسبب بكارثة إنسانية في العراق نتجت عنها موجات نزوح متعددة مع وصول عدد النازحين خلال العام 2007 الى أكثر من 2.6 مليون نازح”.
وتابع التقرير، “حتى عام 2022 ما يزال هناك 1.2 مليون شخص يعيش حالة نزوح مزمنة في كل انحاء البلاد”.
وأشار، إلى أن “ملايين من العراقيين أصبحوا لاجئين ومهاجرين، وقد بلغت موجة الهجرة ذروتها عام 2007 عندما غادر ما يقارب من 2.3 مليون شخص البلاد، وانتهى المطاف بهم بان بقي 80% منهم موزعين بين سوريا والأردن”.