حرية – (11/4/2023)
حذر مركز “عين أوروبية على التطرف”، يوم الثلاثاء، أن تنظيم “داعش” ما يزال “لسوء الحظ” يظهر مؤشرات على الحياة، بل على التنامي أيضا وذلك بالرغم من انقضاء 4 سنوات على تدمير “الخلافة” المزعومة وفقدانه السيطرة على مدن في العراق وسوريا، والقضاء على ” ثلاثة خلفاء” وتراجع موجة الارهاب في اوروبا والولايات المتحدة.
وأوضح المركز الاوروبي الذي يرصد ظاهرة المتطرفين والإرهاب حول العالم، في تقرير له ، أن وتيرة عمليات متمردي داعش ظلت ثابتة في المركز، أي في العراق وسوريا، ووقعت بعض الهجمات المثيرة للذهول، خصوصا مثلما جرى في سجن الحسكة الذي يضم اخطر المطلوبين الارهابيين والافراج عن المئات منهم منذ نحو عام.
واشار التقرير الى ان التكتيكات التي يعتمدها داعش الان، تشتمل على إطلاق السجناء، وشن هجمات على قوات الأمن واستغلال الأوضاع السياسية المحلية، وهي اساليب كانت معروفة في الفترة التي سبقت إعلان قيام “الخلافة”.
وتابع قائلا إن معاقل داعش حاليا تقع في صحاري شرق سوريا، والمنطقة الحافلة بالفوضى التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا، والمناطق الريفية النائية في وسط وغرب العراق.
أما في خارج المركز (العراق وسوريا، فقد أشار التقرير إلى أن داعش رسخ بقوة أكبر وجوده منذ العام 2019، على غرار ما جرى في أفريقيا حيث يوجد فرع “بوكو حرام” في نيجيريا، فيما يسيطر “الجهاديون” على مناطق من شمال البلد، بعد أن حاربوا الحكومة النيجيرية ووصلت الامور الى حالة الجمود.
وفي منطقة الساحل الأفريقي الأوسع، قال التقرير إن داعش ما يزال يشكل تهديدا بالرغم من وجود منافسة من جانب تنظيم القاعدة، بينما أقام التنظيم في مناطق جنوب الصحراء الكبرى، وتحديدا في الصومال والكونغو وموزمبيق، موطئ قدم له، ويواصل التوسع.
أما الميدان الرئيسي الآخر حيث حقق داعش قوة كبيرة، في أفغانستان، خصوصا مع عودة حركة طالبان الى الحكم في العام 2021، حيث ظهر أن الحكومة الطالبانية ليس بمقدورها التصدي لصعود داعش وانتشاره خارج افغانستان نحو مناطق جنوب آسيا، مضيفا أنه بالنظر إلى أن فصائل داعش في افغانستان سبق لها أن انخرطت في السابق في مؤامرات ارهابية دولية، فان ذلك يمثل مشكلة خطيرة.
ونقل التقرير عن الباحث بيتر فان أوستين، المتخصص في تحليل الصراع في سوريا، ويتابع منذ العام 2011 تحركات المقاتلين الأجانب الجهاديين، قوله إن مشكلة الجماعات الجهادية تتصاعد في منطقة الساحل، وتتمدد الى أبعد من مالي، خصوصا منذ انسحاب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو.
وحذر أوستين من أن “الوضع سيزداد سوءا على المدى القصير”، مضيفا أنه بين عامي 2021 و2022، تضاعف العنف الجهادي في منطقة الساحل، خاصة فيما يتعلق بتنظيم القاعدة وداعش، ففي الشهر الماضي، أعلن الجهاديون مسؤوليتهم عن تنفيذ 52 هجوما من جانب تنظيمات ما تسمى “الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا” و”الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” و”القاعدة”، الذي تمثله في المقام الأول “جماعة نصرة الاسلام والمسلمين”.
كما نقل التقرير عن الأستاذ في جامعة جورج تاون الأمريكية جاكوب زين قوله إنه برغم تعدد التنظيمات الارهابية، فان تنظيم “الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا” يمثل المشكلة الرئيسة، وهو بمثابة “الإرهاب المزمن”، موضحا أن الجماعة متماسكة في شمال نيجيريا لدرجة أنه من الصعوبة اقتلاع التنظيم من هناك في وقت قريب.
واعتبر زين ان الامر الاكثر سوءا هو أنه بعكس “الحملة الدولية الضخمة ضد داعش التي دمرت الخلافة المزعومة في سوريا والعراق، فإنه لا يبدو ان الجهود الحالية للحكومة النيجيرية تهدف حتى الى طرد داعش من الأراضي التي يسيطر عليها”.
وحذر من ان وجود “بوكو حرام” على أرض الواقع أصبح كما أنه صار مقبولا، حيث يدير الإرهابيون نسختهم من حكم الشريعة ويجمعون الضرائب ويدربون الجيل الجديد من الاتباع، مشيرا الى ان تنظيم “الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا” ترك بشكل عام لكي يدير دويلته الاسلاموية.