حرية – (12/4/2023)
تعرّضت طالبات إيرانيات، يوم الثلاثاء، للتسمم في مدارس للفتيات بعدة مدن إيرانية، في ضوء غموض مستمر يلفّ طبيعة هذا التسمم وأسبابه والجهات المتورطة فيه.
وحسب فيديوهات وأنباء متداولة، فإنّ مدارس للفتيات في أصفهان في الوسط وكرج بالقرب من العاصمة طهران وتبريز غربي البلاد وآمل في الشمال وبروجرد في الغرب سجلت حالات تسمم لبعض الطالبات.
وتظهر الفيديوهات المتداولة أن سيارات الإسعاف تهرع إلى بعض المدارس لنقل الطالبات إلى المستشفيات والمصحات.
كما انتشر مقطع مصور عن تجمع احتجاجي لبعض أسر الطالبات أمام دائرة التعليم والتربية في مدينة آمل شمالي إيران.
إلى ذلك، نفت مؤسسة التعليم والتربية في طهران أن يكون التسمم هو سبب وفاة الطالب كارو بشابادي، البالغ من العمر 16 عاما قبل أيام. وعزت المؤسسة سبب الوفاة إلى أمراض في الأمعاء والفشل الكلوي.
وتشهد إيران مع إعادة فتح المدارس الأسبوع الماضي موجة جديدة من تسمم الطالبات بعد انتهاء عطلة النوروز.
وتعليقاً على حالات تسمم جديدة في المدارس الإيرانية، قال نائب وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية والشرطية، العميد مجيد مير أحمدي، الإثنين، إن “حالات قد حدثت لكنها كانت محدودة”، عازيا إياها إلى “التمارض والمشاغبة بهدف تعطيل المدارس”.
وبدأ مسلسل التسمم في مدارس الفتيات الإيرانية في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وظهرت أولى الحالات في ثانوية نور يزدان بمدينة قم الدينية (شمال البلاد)، على بعد 110 كيلومترات من طهران. ثم رويداً شهدت مدارس أخرى في قم حالات تسمّم، ثم وصلت إلى محافظات أخرى.
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر، لا يزال الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بطريقة التسميم والمادة أو المواد المستخدمة فيه أو الجهات التي تقف خلفه. وباتت السلطات تتعامل مع الملف على أنه “أمني” يستهدف البلاد، انطلاقاً من اتهامات لـ”أعداء” إيران بالسعي لـ”إثارة البلوى” في البلاد، بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
في المقابل، تتهم المعارضة وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات بـ”تدبير هذه الحوادث”.
ومطلع مارس/آذار الماضي، دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي السلطات الإيرانية إلى متابعة قضية تسمم الطالبات “بجدية”، مؤكداً أن هذه “جريمة كبيرة لا تغتفر”، ولفت إلى أنه “إذا ثبت تسميم الطالبات، فيجب إنزال العقوبات بحق مرتكبي هذه الجريمة”، مؤكداً أنه لن يتم التسامح معهم.