حرية – (13/4/2023)
أقر رئيس “تويتر” إيلون ماسك بارتكاب “أخطاء عدة” منذ شرائه الشبكة مقابل 44 مليار دولار قبل ستة أشهر، معلناً عزمه في الـ20 من أبريل (نيسان) الحالي، سحب علامات التوثيق من الحسابات التي لا يدفع أصحابها المال لقاء هذه الميزة.
وفي مقابلة مباشرة مع “بي بي سي” وافق على الدعوة إليها في اللحظات الأخيرة بدافع “العفوية”، بدا أن ماسك يعترف ضمنياً بأن أحد هذه الأخطاء كان قرار تصنيف هيئة البث البريطانية عبر الشبكة بأنها “وسيلة إعلام ممولة من الحكومة”.
وأوضح أنه سيغير التصنيف على حساب “تويتر” الخاص بالـ”بي بي سي” بعد أن اعترضت الهيئة.
وقال ماسك “نريد أن يتمتع هذا التصنيف بأكبر مقدار ممكن من الصدقية والدقة، سنعدل التسمية لتصبح: ممولة من القطاع العام”.
ويرتبط تمويل “بي بي سي” بشكل أساسي برسوم ترخيص سنوية تحددها الحكومة، ولكن تدفعها الأسر الفردية.
ويبدي ماسك منذ سنوات ازدراء شديداً بوسائل الإعلام الإخبارية، حتى إنه ثبت رداً تلقائياً على الرسائل الواردة على البريد الإلكتروني المخصص للتواصل الإعلامي مع “تويتر” يتضمن رمز “إيموجي” لكومة براز.
وفي حديثه مع “بي بي سي”، في وقت متأخر الثلاثاء، تحدث ماسك أيضاً عن خطوة “تويتر” المثيرة للجدل بتجريد صحيفة “نيويورك تايمز” من علامة التوثيق الزرقاء بعد رفض الصحيفة الدفع مقابل الاحتفاظ بها.
واعتباراً من 20 أبريل، سيتعين على أي حسابات قديمة تحمل علامة توثيق صدرت خلال فترة الإدارة السابقة على “تويتر”، الدفع للاشتراك في خدمة “تويتر بلو” تحت طائلة سحب علامة التوثيق الخاصة بها.
وقال ماسك، إن أحد أسباب ذلك هو أنه لا يريد حصر “تويتر” بـ”فئة معينة من الصحافيين” الذين يحددون شكل التغطية الإخبارية. وأضاف “آمل أن يسهم ذلك في جعل السردية بيد الرأي العام بدلاً من حصرها بوسائل الإعلام”. وأكد أن “تويتر” “ستعامل الجميع على قدم المساواة”.
ولفت ماسك إلى أنه يعيش “وضعاً مرهقاً منذ أشهر”، عقب تسلمه رئاسة “تويتر” نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وقال “هل كانت هناك أخطاء كثيرة على طول الطريق؟ بالطبع، لكن كل شيء على ما يرام، النتائج جيدة. أشعر أننا نتجه إلى مكان جيد”. ولفت إلى أن الشبكة بالكاد تحقق “نقطة التعادل” في الإيرادات مع عودة المعلنين إلى صفحاتها.
في سياق آخر، أعلنت الإذاعة الأميركية العامة “أن بي آر”، الأربعاء، أن حساباتها “ستتوقف عن النشاط على تويتر”، بعد أن صنفتها المنصة على أنها “إعلام حكومي”، ثم “إعلام تموله أموال حكومية”، وهي إجراءات “تقوض مصداقيتنا”.
وقالت “الإذاعة الوطنية العامة” (National Public Radio) في بيان، إن “حسابات أن بي آر كمنظمة ستتوقف عن النشاط على تويتر، بسبب اتخاذ المنصة إجراءات تقوض مصداقيتنا من خلال التلميح الكاذب إلى أننا لسنا مستقلين من الناحية التحريرية”.
ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت ناطقة باسم “أن بي آر”، إن صحافيي الشبكة والمحطات الأعضاء فيها “يمكنهم أن يقرروا من جانبهم ما إذا كانوا يريدون البقاء على المنصة”. وأضافت الإذاعة العامة التي يضم حسابها على “تويتر” 8.8 مليون متتبع “نحن لا نضع صحافتنا على منصات أظهرت اهتماماً بتقويض مصداقيتنا وفهم الجمهور لاستقلالنا التحريري”.
وكانت الإذاعة احتجت الأسبوع الماضي على وصف “تويتر” لها بأنها “وسيلة إعلام تابعة للدولة الأميركية”، وهو تصنيف مشابه لما تطلقه المنصة على شبكتي “آر تي” و”سبوتنيك” على صعيد الإعلام الروسي.
بعد ذلك، غيرت “تويتر” التسمية، وصنفت “أن بي آر” على أنها هيئة “ممولة من الحكومة”، وهو تصنيف مُنح أيضاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وتتلقى “أن بي آر”، التي تأسست عام 1970 والمعروفة جداً في الولايات المتحدة، تمويلها بشكل أساس من خلال الإعلانات والرعاية، وكذلك من خلال مساهمات المحطات الإذاعية المنضوية في شبكتها. وتؤكد الشبكة أن أقل من واحد في المئة من ميزانيتها التشغيلية تأتي من مصادر فيدرالية.
وجاء تغيير التوصيف الخاص بـ”أن بي آر” بعد أيام قليلة من إزالة الشبكة الاجتماعية علامة التوثيق الخاصة بصحيفة “نيويورك تايمز”.
وتحظى “أن بي آر” و”نيويورك تايمز” باهتمام واحترام كبيرين في الولايات المتحدة، لكن بعض المحافظين يرون أن الخط التحريري المعتمد فيهما يميل بوضوح إلى القوى اليسارية.