حرية – (8/2/2021)
حدد السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيكي، الإثنين، (08 شباط، 2021)، ثلاثة مشاكل يعانيها الاقتصاد العراقي، فيما تحدث عن خطر “فصائل مسلحة”، على الوضع في سنجار.
وقال هيكي في مقابلة متلفزة تابعتها – حرية – ، إن “الاقتصاد العراقي يعاني من 3 مشاكل هي: “الأولى، اعتماده المفرط على النفط، حيث يأتي 90% من عائدات العراق من النفط وهذا خطر على مستقبل العراق، المشكلة الثانية، هي أن العراق وعلى الأقل منذ 2003 مر بفترات عصيبة وكان في صراعات مستمرة آخرها مواجهة داعش، الأمر الذي دمر الاقتصاد العراقي، والأخرى هي أن مؤسسات الدولة في العراق ليست قوية كما يجب حتى الآن، فمازال المستثمرون الأجانب يتعرضون للتهديد ويتعرض المواطن العادي في العراق للتهديد، وبدون بناء دولة قوية في العراق وفي أربيل أيضاً لا أرى أن ينمو الاقتصاد بالسرعة التي نرجوها جميعاً”.
وحول سبل خروج العراق من الأزمة المالية والاقتصادي التي يمر بها، اكد هيكي “من المهم جداً أن تعمل بغداد واربيل على الإصلاح المالي لكي ينتعش الاقتصاد وأن يهتما أيضاً بتنمية القطاع الخاص”.
وعن سبب الأزمة الرئيس قال “نحن نعاني هذه الأزمة بسبب هبوط أسعار النفط لكن ليس في صالح أربيل ولا في صالح بغداد الاعتماد على النفط إلى هذه الدرجة في توفير العائدات الحكومية”.
وفيما يخص اتفاق حكومتي إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية على تطبيع الأوضاع في سنجار، عدّ هيكي الاتفاق “خطوة إيجابية، ونحن في بريطانيا نريد مساعدة إقليم كوردستان وبغداد على تنفيذ هذا الاتفاق. يجب أن تكون الأولوية لهذا… أنا أشدد على نقطتين، الأولى، من المهم جداً أن تنسحب الفصائل المسلحة كافة، ليس فقط من مركز سنجار بل من جميع قضاء سنجار، والثانية، أن تبدي الأطراف كافة حسن النية والمرونة وضبط النفس عند تنفيذ الاتفاق، وقد آن الأوان ليكون هناك دور ليس لبريطانيا وحدها بل لجميع دول المنطقة دور في تنفيذ هذا الاتفاق”.
وبين ستيفن هيكي أن “بريطانيا تشجع الاتفاق بين بغداد وأربيل بخصوص كركوك، لأنه عندما يتحقق هذا الاتفاق سيكون ذلك إيجابياً جداً لإقليم كوردستان وللعراق الاتحادي، وأعتقد أنه سيعود بمنافع اقتصادية كبيرة على أبناء كركوك وكل العراق بصورة عامة”.
وفيما يخص المشاكل العالقة بين بغداد واربيل قال، إن “من مصلحة العراق أن يكون هناك اتفاق مالي عادل بين بغداد وأربيل، وأن بريطانيا تحث أصدقاءها في بغداد وفي أربيل على الاتفاق وأن يبدو المرونة تجاه بعضهم البعض، فهناك فرصة للاتفاق مادامت هناك مرونة وتفاهم”، مضيفاً أنه “متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق بمساعدة الأصدقاء مثل بريطانيا”.
وأردف سفير بريطانيا في العراق يقول: “أنا مرتاح لوجود إرادة سياسية قوية عند حكومة بغداد وخاصة عند رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للتوصل إلى اتفاق مع أربيل، ونعلم أيضاً أن للبرلمان دوراً مهماً في بغداد وخاصة اللجنة المالية، وهناك أصوات مختلفة في البرلمان يجب أن تتحاور مع بعضها البعض وتتوافق”، مشيراً إلى أنه لمست مؤشرات على التقدم ووجود إرادة سياسية للاتفاق عند الطرفين”.
وعن رأيه في وفد إقليم كردستان للتفاوض مع بغداد، قال السفير البريطاني: “لا يحق لي القول بصفتي سفير بريطانيا ما هو نوع الوفد الذي يجب أن يذهب إلى بغداد، لكن علي أن أقول إنني التقيت هذا الوفد أكثر من مرة وقد عبّرت دائماً عن إعجابي بمستواهم وبكفاءتهم في المحادثات، لذا أنا واثق تماماً في قدرتهم على تحقيق أهداف جيدة لصالح إقليم كردستان”.
أما عن دور جيران العراق فيما يجري على مسار المحادثات بين بغداد واربيل قال هيكي، إن “كثيراً من جيران العراق مؤثرون على السياسة والاقتصاد والوضع الأمني في العراق، وأعتقد أن من مصلحة إيران وتركيا وجميع الجيران الخليجيين أن يتحقق اتفاق اقتصادي بين أربيل وبغداد لأن اتفاقاً كهذا سيكون مبعث استقرار للعراق وللمنطقة”.
وحول الاستثمارات الأجنبية في العراق، خاصة البريطانية، تحدث هيكي عن عاملين يمكن أن يؤديا إلى تغيير كبير في القرارات المرتبطة بالاستثمار “أولهما الأمن، فكثير من المستثمرين الدوليين قلقون من الوضع الأمني في العراق، في السابق كانت هناك تهديدات داعش والآن التهديد الأكبر هو من جانب الفصائل المسلحة التي تستهدف السفارات والعاملين الأجانب، والعامل الثاني هو بيئة العمل، وأراقب عن كثب العمل الجيد الذي قامت به حكومة إقليم كوردستان لتطوير البيئة الاستثمارية عن طريق إصلاحات قانونية لتتمكن الأعمال الدولية من العمل هنا بسهولة أكبر، وكلما كان هناك تقدم أكبر في تطوير بيئة الأعمال سنجد المزيد من استثمارات وتجارة الدول من قبيل بريطانية وأوروبا وأميركا هنا”.