حرية – (26/4/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
بدأ بعض الرعايا الأجانب في مغادرة السودان من ميناء على البحر الأحمر في الوقت الذي هزت فيه ضربات جوية العاصمة الخرطوم مجددا بعد أسبوع من بدء صراع أدى إلى مقتل مئات المدنيين في أنحاء البلاد.
وأجلت السعودية مواطنين خليجيين من ميناء بورتسودان على البحر الأحمر، على بعد 650 كيلومترا من الخرطوم. وسيستخدم الأردن المسار نفسه لإجلاء مواطنيه.
واستقبل نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبدالكريم الخريجي، الدفعة الأولى من مواطني المملكة الذين تم إجلاؤهم من السودان، وعدد من رعايا الدول، وذلك لدى وصولهم امس إلى قاعدة الملك فيصل البحرية قي الأسطول الغربي بجدة، على متن سفينة “جلالة الملك الجبيل”
الخريجي أكد أنه تم اتخاذ القرار بإجلاء الدبلوماسيين والمواطنين السعوديين المتواجدين في السودان، وأيضا تم إجلاء رعايا عدد من دول أخرى.
وقال إن رحلة نقل المواطنين والرعايا كانت طويلة بدءا من الخرطوم مرورا بعدد من المناطق في السودان حتى الوصول إلى بورسودان.
ومن المتوقع أن ترسل دول غربية طائرات لمواطنيها من جيبوتي رغم أن الجيش أشار إلى وجود صعوبات في مطار الخرطوم ومطار نيالا أكبر مدن دارفور. ولم يتضح متى يمكن تنفيذ ذلك.
وقال دبلوماسي أجنبي طلب عدم نشر اسمه إن بعض الدبلوماسيين في الخرطوم يأملون في إجلائهم جوا من بورسودان خلال اليومين المقبلين.
وحذرت السفارة الأميركية مواطنيها من أنها لا تستطيع تقديم المساعدة فيما بتعلق بالقوافل المغادرة من الخرطوم إلى بورسودان موضحة أن السفر سيكون على مسؤولية الأفراد.
وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة. وجرى استهداف المطار بشكل متكرر ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أمانا.
وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام وقف إطلاق النار المعلن الذي تم تجاهله في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.
ولم يتمكن آلاف الأجانب، من بينهم موظفو سفارات وعمال إغاثة وطلاب، من الخروج من الخرطوم ومناطق أخرى في السودان، ثالث أكبر دولة في أفريقيا، بسبب إغلاق المطار والمجال الجوي غير الآمن.
ولم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، حتى الآن بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان.
وانتهك القتال، السبت، ما كان يفترض أن يكون هدنة لثلاثة أيام بدأت، الجمعة، للسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عطلة عيد الفطر. ويتهم كل طرف الآخر بعدم احترام الهدنة.
قصف
من شأن أي هدوء في القتال، السبت، أن يسرع وتيرة نزوح سكان الخرطوم اليائسين إلى خارج العاصمة بعدما قضوا أياما في منازلهم أو أحيائهم تحت تهديد القصف وتحركات المقاتلين في الشوارع.
وأفاد سكان في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري بوقوع ضربات جوية اليوم بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية ومعارك في مناطق منها مواقع قريبة من مقر الجيش.
وقال أحد السكان في حي كافوري بمدينة بحري إن إمدادات المياه والكهرباء مقطوعة منذ أسبوع، وأفاد بوقوع ضربات جوية متكررة مع استمرار المواجهات بين طرفي الصراع.
وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم ودوي إطلاق نار ومدفعية.
وقالت مواطنة تقيم في الخرطوم في إشارة للطائرات المقاتلة التي توجه ضربات لمواقع قوات الدعم السريع “الطيارات الكريهة رجعت. تاني ما دايرة (لا أريد) أسمع صوت طيارة”.
وقالت قوات الدعم السريع إنها مستعدة لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة جزئيا للسماح بعمليات الإجلاء. لكن الوضع في مطارات السودان ما زال غير واضح. وقال مطار الخرطوم على تويتر إن المجال الجوي السوداني سيظل مغلقا أمام حركة الملاحة.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى فتح ممرات آمنة. وقال عبد الله حسين مدير عمليات السودان بالمنظمة “نحتاج إلى مساحة حيث يمكننا إمداد مواقع مختلفة… نحتاج إلى موانئ لدخول البلاد حتى يمكننا إحضار أطقم متخصصة في التعامل مع الصدمات وإدخال إمدادات طبية”.
وقالت نقابة أطباء السودان اليوم إن ما يربو على ثلثي المستشفيات في مناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما أنها تقع في مرمى النيران أو قام جنود بإخلائها قسرا.
ووردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف خارج العاصمة في دارفور، وهي منطقة صحراوية في غرب البلاد على الحدود مع تشاد. وشهدت دارفور منذ عام 2003 صراعا أسفر عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف وتشريد 2.7 مليون.
وجاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية اليوم السبت أن لصوصا استولوا على ما لا يقل عن عشر مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وست شاحنات طعام أخرى بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوب دارفور.
انزلاق مفاجئ
قوض انزلاق السودان المفاجئ إلى الحرب خططا لاستعادة الحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني من الفقر بالفعل إلى شفا كارثة إنسانية وهدد باندلاع حرب أشمل قد تجتذب قوى خارجية.
ولا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أيا من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار.
ويملك الجيش قوات جوية لكن تنتشر قوات الدعم السريع بشكل كبير في المناطق الحضرية.
ومع ذلك قال البرهان اليوم السبت “يجب أن نجلس جميعا كسودانيين ونجد المخرج الملائم حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة”. وهذه أكثر تعليقاته تصالحية منذ اندلاع القتال.
وقال عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق حميدتي والرجل الثاني في قيادة قوات الدعم السريع، في مقطع فيديو إن قواته يجب أن تهاجم الجيش “في كل محور”.
ويشغل البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021، وهي العملية التي كان من المفترض أن تشمل الانتقال إلى الحكم المدني ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من عمال الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.