حرية – (9/2/2021)
أُطلق عليها «نصف ساعة عمياء» التي هي، من أصعب وأخطر مراحل مهمة «مسبار الأمل» الإماراتي العربي على الإطلاق، حيث يترقب العالم لحظة وصول المسبار الى مداره إلى الكوكب الاحمر، فيما سيكون التحكم بالمسبار خلال هذه الفترة الزمنية تلقائياً، من دون أي تدخل من المحطة الأرضية، حيث سيعمل المسبار طوال هذا الوقت بشكل ذاتي.
ورغم كل ما تخلل مشروع مسبار الأمل من تحديات ومصاعب ومخاطر منذ بدايته، إلا أن هذه الدقائق، هي الأصعب والأخطر، إذ يكون الاعتماد في نجاحها كلياً على عمليات البرمجة التي قام بها فريق العمل عند بناء وتصميم المسبار
وبدأ مسبار الأمل مرحلة الاقتراب من مدار المريخ، يوم 29 ديسمبر الماضي 2020، حيث ركز فريق العمل خلالها على تجهيز جميع أنظمة المسبار، استعداداً لإدخال المسبار في مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بشكل آمن، اليوم، التاسع من فبراير، حيث تجهز المسبار للاقتراب من المريخ بسرعة محددة، وزاوية انحراف دقيقة، حتى يتمكن من الدخول إلى مدار الكوكب الأحمر.
ويركز فريق العمل على إدخال مسبار الأمل في مدار الالتقاط حول المريخ بشكل آمن، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح، سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار، لإبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط، حيث تستمر عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي (دلتا في)، لمدة 27 دقيقة، لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كيلومتر في الساعة، إلى 18,000 كيلومتر في الساعة، وستتم عملية الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، بشكل مستقل 100 %، دون تدخل من فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، الذي لن يتمكن من التعامل مع المسبار، بسبب تأخر الإشارات اللاسلكية الصادرة منه، التي سوف تستغرق مدة تتراوح بين 13 إلى 26 دقيقة للوصول إلى الأرض.
وبعد نجاح هذه المهمة، سيدخل المسبار في مداره الأولي البيضاوي الشكل، وتصل مدة الدورة الواحدة حول الكوكب فيه إلى 40 ساعة، وسيتراوح ارتفاع المسبار من 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ، إلى 49,380 كيلومتراً، وسيستمر المسبار في هذا المدار لعدة أسابيع.
وتبدأ لاحقاً المرحلة العلمية، وخلالها سيتخذ «مسبار الأمل» مداراً بيضاوياً حول المريخ، على ارتفاع يتراوح ما بين 20,000 إلى 43,000 كيلومتر، ويستغرق فيه المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ، ويعد المدار الذي اختاره فريق مسبار الأمل، مبتكراً للغاية، وفريداً من نوعه، وسيسمح لمسبار الأمل بإمداد المجتمع العلمي بأول صورة متكاملة عن الغلاف الجوي لكوكب المريخ وطقسه خلال عام كامل، فيما ستقتصر عدد مرات اتصال «مسبار الأمل» مع المحطة الأرضية، على مرتين فقط في الأسبوع، وتتراوح مدة الاتصال الواحد ما بين 6 إلى 8 ساعات.
وسيمكث مسبار الأمل شهرين في مدار الالتقاط، ينتقل بعدها للمدار العلمي، بينما سيتم توفير أول حزمة معلومات بعد 4 شهور من دخول المدار العلمي.