حرية – (27/4/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
عرف العالم منذ القدم العديد من وسائل التنقل والتعريف التي كانت تميز كل حضارة عن الأخرى، والتي تطورت عبر الزمن لتصبح على ما هي عليه اليوم، فجوازات السفر على سبيل المثال كانت تصنع من طين بالكاميرون قبل الاستعمار.
ظهرت الكاميرون ككيان سياسي مع استعمار الأوروبيين لأفريقيا. منذ عام 1884، كانت هذه الأخيرة مستعمرة ألمانية، كاميرون الألمانية، ورُسمت حدودها من خلال مفاوضات بين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.
بعد الحرب العالمية الأولى، كلفت عصبة الأمم فرنسا بإدارة معظم الأراضي، مع إدارة المملكة المتحدة لجزء صغير في الغرب.
أما بعد الحرب العالمية الثانية، أنشأت الأمم المتحدة، التي خلفت عصبة الأمم، نظام وصاية، تاركة فرنسا وبريطانيا في السيطرة على مناطق كل منهما، الكاميرون الفرنسية والبريطانية.
في عام 1960، حصلت هذه الأخيرة على استقلالها حيث صوّت جزء من الكاميرون البريطانية للانضمام إلى الفرنسية السابقة.
لم يكن للكاميرون سوى رئيسان منذ الاستقلال، وبينما قُلّصت أحزاب المعارضة عام 1990.
أقنعة مصنوعة من طين بالكاميرون
كانت الأقنعة المصنوعة من الطين بمثابة جوازات سفر وتأشيرات للانتقال من منطقة إلى أخرى في الكاميرون، وعدد من دول القارة السمراء القريبة منها والتي كانت تدل على المهنة والوجهة والغرض من السفر.
وقبل قدوم الأوروبيين إلى إفريقيا، كان السكان المحليون يستخدمون الأقنعة المصنوعة من الطين مثل جوازات سفر في عدد من بلدان منطقة إفريقيا الوسطى مثل الغابون والكونغو الديمقراطية والكاميرون.
وحددت آنذاك ألوان وأشكال الأقنعة المستخدمة الوضع الاجتماعي لحامل القناع ومهنته ودرجتها.
ويستخدم المبتدئ أو الصانع في مهنة ما، قناعاً متعدد الألوان أثناء ترحاله من منطقة لأخرى، فيما يختار رب العمل أو معلم المهنة عدداً أقل من الألوان، فيما يستخدم الحرفي قناعاً ذا لون واحد.
كما كان الصيادون ملزمين باستخدام الأقنعة خلال الصيد في منطقة ما.
الأقنعة وعلاقتها بالوضع الاجتماعي لصاحبها
وفي حديث للأناضول، قال عالم الاجتماع الكاميروني محمد باغان، إن “الأقنعة كانت مستخدمة حتى وقت قريب في بعض مناطق الكاميرون”، وأضاف أن الأقنعة الطينية تحظى بأهمية كبيرة في تاريخ الكاميرون وقارة إفريقيا بصفة خاصة.
وأردفقائلاًا: “في السابق، اعتاد المرء بالكاميرون أن يذهب إلى رئيسه ليطلب جواز سفر حين يرغب بالانتقال من مكان إلى آخر، ويخبره بالسبب”. وأشار باغان إلى أن الناس كانوا يتنقلون أحياناً لغرض التعليم وأحياناً أخرى للصيد والتجارة.
وأوضح أن الأقنعة المستخدمة في السفر لها ألوان ورموز مختلفة حسب الوضع الاجتماعي لحامل القناع وغرضه من السفر، بالإضافة إلى أن “الأطباء والصيادين وصيادي الأسماك والحدادين والمزارعين والكهنة والتجار والموسيقيين والمصارعين والراقصين والنحاتين والرسامين والخزافين والنساجين ورواة القصص كانوا يستخدمون أقنعة تميز مهنتهم من خلال الألوان والرموز”.
وذكر باغان أن استخدام الأقنعة كان إلزامياً للأشخاص الراغبين بالصيد، مشيراً إلى أن “الأقنعة كانت تحمل رموز الحيوانات التي يرغب الشخص باصطيادها”.
وتابع: “على سبيل المثال، يتم إعطاء قناع يرمز لطائر إلى صياد الطيور، وقناع يرمز للفيل إلى صياد الفيلة”، وأفاد بأن “كل قناع مخصص لاصطياد حيوان معين، ولا يُسمح لحامله باصطياد حيوان آخر، كما لم يكن مسموحاً بالصيد بدون قناع”.
ولفت إلى وجود عقوبات مشددة للغاية كانت تفرض على كل مسافر أو صياد لا يحمل قناعاً.