حرية – (29/4/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
كشفت دراسة علمية نُشرت في مجلة “ساينس أوف ذي توتال إنفايرنمنت”، عن بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، سحبتها الرياح إلى السحاب، لمسافات طويلة جداً أحياناً، موضحةً أن هذه البكتيريا عادةً ما تعيش فوق الأوراق أو داخل التربة، ما يعزز تحذيرات سابقة أشارت لأخطار البكتيريا.
مُعد الدراسة الفرنسية الكندية الرئيسي فلوران روسّي، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 29 أبريل/نيسان 2023، إن الدراسة اكتشفت أن الرياح حملت البكتيريا إلى الغلاف الجوي، وأنّ بإمكانها التنقل لمسافات طويلة وعبور الكرة الأرضية على ارتفاعات عالية بفضل السحب.
كان عدد من الباحثين في جامعة “لافال” في كيبيك، وجامعة كليرمون أوفيرنيه أخذوا عينات باستخدام “مكانس كهربائية” عالية السرعة من سحب متشكّلة فوق “بوي دو دوم”، وهو بركان خامد في وسط فرنسا، بين سبتمبر 2019 وأكتوبر 2021.
ومن محطة أبحاث تقع على ارتفاع 1465 متراً، حلّل العلماء هذه العينات بحثاً عن جينات مقاومة للمضادات الحيوية، وتوصلوا إلى أن الغيوم احتوت على ما بين 330 وأكثر من 33 ألف بكتيريا لكل ملليلتر من الماء، في متوسط نحو 8 آلاف بكتيريا لكل ملليلتر.
تم تحديد 29 نوعاً فرعياً من الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في البكتيريا، ومع شيوع استخدام المضادات الحيوية في الرعاية الصحية والمجال الزراعي، يمثل هذا النوع من البكتيريا “تحدياً صحياً كبيراً على المستوى العالمي”، بحسب الدراسة.
كانت السلطات الصحية العالمية قد أشارت في مرات عدة إلى أخطار هذه البكتيريا التي تعقّد بصورة متزايدة معالجة بعض أنواع الأمراض.
إلا أن الدراسة لم تقدم أي استنتاجات في شأن الآثار الصحية المُحتمل تسجيلها لانتشار بكتيريا تحمل جينات مقاومة للمضادات الحيوية في الأجواء، مشيرةً إلى أنّ 5 إلى 50% فقط من هذه الكائنات قد تكون على قيد الحياة ويُحتمل أن تكون نشطة.
يقول روسّي إنّ “الغلاف الجوي قاسٍ جداً على البكتيريا”، مضيفاً أن “معظم البكتيريا التي اكتشفناها كانت بيئية”، ومن غير المُحتمل أن تكون ضارة للإنسان، وتابع مازحاً: “لا خوف إذاً من السير تحت المطر، ليس معروفاً ما إذا كانت هذه الجينات تنتقل إلى بكتيريا أخرى”.
إلا أن مراقبة دقيقة للغلاف الجوي قد تجعل من الممكن تحديد المكان الذي تأتي منه هذه البكتيريا و”الحدّ تالياً من انتشارها”، بحسب ما أشار إليه روسّي، الذي لفت مثلاً إلى التحليلات التي تُجرى لمياه الصرف الصحي والرامية إلى الكشف عن احتمال وجود فيروس كورونا ومسببات أمراض أخرى.