حرية – (4/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
لفت النشاط الدبلوماسي المكثف لإيران في المنطقة خلال الأيام الماضية نظر المحللين والمتابعين، فعلي مدى أسبوع تقريبا تحركت طهران دبلوماسيا على مستوى الإقليم بشكل لا يتكرر كثيرا، فقد استقبلت الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، في 29 أبريل/نيسان الماضي، ثم أعلنت عن زيارة سيقوم بها الرئيس إبراهيم رئيسي إلى سوريا في 3 مايو/أيار الجاري.
توازى ذلك مع زيارتين قام بهما وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى سلطنة عمان، في 25 أبريل، حيث التقى مسئولين عمانيين ورئيس وفد التفاوض الحوثي محمد عبدالسلام، ثم إلى لبنان، بعد ذلك بثلاثة أيام، حيث التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري وأمين عام “حزب الله” حسن نصر الله، والأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية زياد النخالة، علاوة على إجرائه اتصالا هاتفيا مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، حيث وجه للأخير دعوة لزيارة طهران.
ويرى تحليل نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر للباحث الدكتور محمد عباس ناجي، أن هناك ظروفاً جديدة دفعت إيران إلى القيام بمثل هذه التحركات الدبلوماسية المتوازية على أكثر من مستوى وفي أكثر من ملف، أبرزها تداعيات المصالحة التاريخية مع السعودية بوساطة صينية.
ملفات متنوعة
ويضيف أن الملفات التي تحركت خلالها طهران تتميز بكونها تحظى باهتمام خاص من جانب الرياض وطهران، بداية من العمل على تثبيت وقف إطلاق النار في اليمن، وصولا إلى تسوية دائمة، ودعم جهود إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان، مرورا بمحاولة استثمار التقارب العربي مع النظام السوري، وكذلك العراق الذي يشهد تحركات إقليمية داخل القوى السياسية للتقارب مع دول عربية.
ويرى الكاتب أن التحركات الإيرانية الدبلوماسية لا تنفصل عن الجهود التي تبذل من أجل الوصول إلى صفقة نووية محتملة بين إيران والقوى الدولية، عقب تعثر المفاوضات التي أجريت بين الطرفين على مدى الفترة من أبريل 2021 وأغسطس/آب 2022.
ويقول إن استئنافا محتملا للمفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية من شأنه أن يكون له مفاعيل إقليمية مباشرة على الأرض خلال المرحلة القادمة، ما سيفرز دورا مهما لضبط حدود التغير المحتمل في السياسة الإيرانية إزاء الملفات الإقليمية المختلفة بناءً على المعطيات الجديدة التي فرضها اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
المواجهة مع إسرائيل
ويقول التحليل إن التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل قد يكون له الدور الأبرز في تسريع التحركات الإيرانية الأخيرة إقليميا، لاسيما لقاءات المسؤولين الإيرانيين في بيروت، مع القوى اللبنانية والفلسطينية، والتي قد تتواصل خلال المرحلة القادمة، حيث تريد طهران إرسالة رسالة إلى تل أبيب بأنها حاضرة في المحيط الاستراتيجي للأخيرة، ردا على تكثيف الإسرائيليين للضربات ضد أهداف إيرانية، وكذلك سعي تل أبيب لتصعيد العلاقات مع دول مجاورة لإيران، مثل أذربيجان وتركمانستان، التي شهدت علاقاتهما مع إسرائيل تطورا لافتا.
ووفقا لهذه الحسابات، يتوقع الكاتب استمرار التحركات الإيرانية في الإقليم وتصاعدها، لا سيما خلال الفترة المقبلة، التي ربما تشهد استحقاقات إقليمية ودولية لا تبدو هينة، سواء على صعيد البرنامج النووي، أو على مستوى الملفات الإقليمية، كالملف اليمني والسوري واللبناني، أو على مستوى المواجهة بين إيران وإسرائيل