حرية – (6/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير, إن جراحين أجروا عملية بدماغ طفلة في رحم أمها؛ لتصحيح تشوه في وعاء دموي قد يكون مميتاً، في أول جراحة من نوعها.
حيث استطاع الأطباء علاج تشوه خلقي يُعرَف باسم “تشوه وريد غالينوس”، في أعماق دماغ الجنين. وغالباً ما يعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة من قصور في القلب وأعراض تشبه السكتة الدماغية في غضون أيام من الولادة. ووفقاً لمستشفى Great Ormond Street، تصيب هذه الحالة نحو 10 إلى 12 طفلاً في المملكة المتحدة كل عام، وعقب 6 أسابيع من الجراحة تبدو الطفلة في حالة جيدة.
نجاح عملية جراحية أجريت على جنين في رحم أمه
يحدث تشوه وريد غالينوس عندما تكون هناك وصلات غير طبيعية بين الشرايين التي تحمل الدم إلى الدماغ تحت الضغط المرتفع، والأوردة التي تصرفه بعيداً مرة أخرى.
أما الشعيرات الدموية الدقيقة التي توزع الدم الغني بالأوكسجين في جميع أنحاء الدماغ بشكل طبيعي، فتصبح مفقودةً في هذه الحالة. وهذه الشعيرات عادةً ما تعترض الدم المتدفق إلى الدماغ وتبطئه، لكن غيابها يؤدي إلى اندفاع الدم بقوة كبيرة. ويمكن أن يؤدي نقص المقاومة إلى دفع القلب للعمل بجهد أكبر مما ينبغي؛ مما قد يؤدي إلى قصور في عضلة القلب، ويمكن أن يسبب ذلك إصابات خطيرة في الدماغ أيضاً.
في حين أُجرِيَت العملية على جنينٍ عمره 34 أسبوعاً من الحمل؛ حيث أُدخِلَت إبرة في رحم والدته. واستُخدِمَت صور الموجات فوق الصوتية لتوجيهها عبر مؤخرة رأس الجنين.
ثم استُخدِمَت الإبرة لوضع قسطرة في الوعاء الدموي المُوصِل غير الطبيعي، وإدخال لفافة معدنية خاصة لتقليل عرض الوعاء الدموي؛ وبالتالي إبطاء تدفق الدم. واستغرقت العملية أقل من ساعتين، وكانت الأم والجنين تحت التخدير. ووُلِدَت الطفلة قبل أوانها، بعد العملية بيومين.
أول عملية جراحية من هذا النوع
قال الدكتور دارين أورباخ، الجراح الرئيسي في العملية من مستشفى بوسطن للأطفال، إنَّ المشيمة -التي تغذي الأطفال- تحمي من يعانون من تشوه وريد غالينوس أثناء وجودهم في الرحم. لكن بعد ولادتهم عادةً ما يتدهور وضعهم بسرعة كبيرة.
أوضح الطبيب: “نعالج كثيراً من الأطفال الذين يعانون من تشوه في أوردة غالينوس. وعادةً ما يمرضون جداً، ويحتاجون لتوصيل القسطرة على الفور، وينتهي بهم الأمر على أنبوب التنفس لأسابيع أو شهور بينما نجري هذه العمليات شديدة الخطورة. ويحصلون على أدوية لدعم وظائف القلب، كما يعانون من نسبة وفيات عالية حقاً ومعدلات اعتلال عالية لفترة طويلة”.
لكن على النقيض من ذلك، تتمتع مريضته الأخيرة بحالة “جيدة بشكل خيالي”، وأضاف أورباخ: “صحتها بخير منذ الولادة، ولم تكن بحاجة إلى أي دواء لدعم قلبها، ولا إلى أنبوب تنفس. ووُلِدَت قبل الأوان قليلاً. لذلك وُضِعَت تحت المراقبة في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة لبضعة أسابيع، حيث مُنِحَت تغذية مكثفة حتى اكتسبت وزناً كافياً. لكنها الآن في المنزل وحالتها رائعة”.
تابع: “في حين أنَّ هذا هو أول مريض معالج لدينا، ومن الضروري أن نواصل التجربة لتقييم السلامة والفعالية لدى المرضى الآخرين، فإنَّ هذا النهج يمكنه إحداث نقلة نوعية في التعامل مع تشوه غالينوس من خلال إصلاح التشوه قبل الولادة وتجنب قصور القلب قبل حدوثه، بدلاً من محاولة عكس عواقبه بعد الولادة”.