حرية – (7/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
تابعت وكالة “حرية الاخبارية ” لقاء للسيدة نرمين عثمان وتنشر اللقاء بالتفاصيل ..
السيدة نرمين عثمان عرفتها منذ زمن بعيد، هي كاتبة واديبة وروائية ومناضلة وسياسية لم تكن تريد ان تعلن عن جانبها هذا كونها ناضلت ولاتزال في دروب الدفاع عن المرأة وحقوقها، وهي ايضا سياسية معروفة، تقلدت العديد من المناصب في الحكومة العراقية (رئيسة جمعية حقوق المواطن في …) ولديها العديد من المشاركات (المحلية والعربية والدولية).. كتبت العديد من المقالات والادبيات والبحوث في وسائل الاعلام المختلفة ، وقدمت العديد من الطروحات ذات المغزى الانساني ، ولديها العديد من المؤلفات والكتب وكانت باكورة اعمالها الادبية ( قصص للطفولة ) واصدارات عديدة ومتنوعة واخر اصدار ادبي لها هو كتاب ( مذكرات سفر خان ) كما صدر لها عددٌ من الروايات والمجموعات القصصيّة من دور النشر المختلفة ، تناولت فيها عثمان عن عددٍ من القضايا بما في ذلك الكتابة، للأطفال والرجال، والنساء والعلاقة بين الثلاثة، كما صدرت لها مجموعة قصصيّة ضمَّت عددًا من قصائد وأشعار حديثة ستأخذ طريها الى النشر لاحقا..( وكالة الحدث الاخبارية ).. التقت الكاتبة والاديبة العراقية المعروفة نرمين عثمان في حوار عن منجزاتها الادبية التي لم يتعرف القاري عليها ومن خلال هذا الحوار نطلع على اهمها وأبرزها على الساحة الادبية العراقية..
بداية نود ان نعرف من السيدة نرمين عثمان هذا التحول بعد مسيرة من النضال والتضحية في المعترك السياسي في سبيل قضايا الوطن المختلفة ،وبعد ان تقلدت العديد من المناصب الحكومية المختلفة وماذا تخطط لإصداراتها مستقبلا تقول لـ ( الحــدث): بداية اشكر وكالتكم الاخبارية الموقرة لإتاحة الفرصة لنا للحديث عن مشاريعنا الادبية المستقبلية والسابقة منها ايضا ،واؤكد على انني لم أشأ الترحال في مسيرة الحياة والكفاح عبر ذلك الغيب، ولم أشأ الهروب من السكون وانا من انتُزعت سكوني، وسرقني دّرب الادب والثقافة وعشقي لها من فتية طويلة جدا ويمكن القول بان سنابلي اختارت تربة أخرى، غمرتها شمس جديدة، خذلني الواقع، عشقت الحلم، على متنه سافرت، خُلقْتُ من جديد، أحببت الإقامة هناك، أغراني الانتظار وعشق الكتابة لم يفارقني ايضا ، فولجت عالم الادب من اوسع ابوابه ..نعم لا اخفي عليكم ذلك اطلاقا ، وفي البداية كانت الاصدارات المهمة للأطفال لانهم نواة البلد في اي مكان وزمان، وفي مواجهة الحياة ..كما حاولت ايضا ومن خلال عملي ونضالي أن تستعيد المرأة مكانتها في كل ثنايا الحياة سواء في بناء الاسرة او الخوض في معترك الحياة ..
هل لنا ان نتعرف أكثر او ماهي حصيلة ما حققته في الحياة بكل جوانبها؟ ومعتركها تقول عثمان : قد تكون الكتابة نوعا من الترويض الفكري في المجتمع، ! نعم فهناك مواضيع وكتابات تتحدث عن المرأة في عموم العراق ومنها نساء الاقليم، الوضع الخاص بها أفضل مقارنة ببقية المناطق. ومع ذلك، فالوضع الحالي لا يبعث على الاطمئنان أو الكف عن النضال ضد (سطوة المجتمع الذكوري)!! على كل المسائل التي تخص النساء. الوضع أفضل من بقية مناطق العراق ومنها نسبة مشاركة المرأة في البرلمان والأحزاب والسلطات الاخرى.. وهناك جرأة أكثر في البحث والحديث عن القضايا التي تخص النساء. ونحاول قدر الإمكان التصدي لكل ما يعرقل المساواة، وقد تناولنا فيه كيفية تأسيس (منظمة السلام ـ اشتي) حيث ضم أكثرية القيادات النسوية في الأحزاب المختلفة أيديولوجياً، لتخطي الخلافات المختلفة، وأود أن أذكر أن لا فرق بين النساء في التعليم والتوظيف والرواتب والحصول على الرعاية الصحية…ويسعدني جدا ان تكرس الكتابة لخدمة المرأة ايضا، وأنا اليوم أدير مؤسسة خاصة بالبحوث والدراسات وأكتب تاريخ النساء المشاركات في مختلف المجالات، من اللواتي أبدعن في هذا المجال. هذا النوع من التداخل ما بين بين الرؤى الادبية والفكرية والقيم الحكائية للحديثِ عن عددٍ من المواضيع بما في ذلك الحب والحياة وشخوص من واقع الحياة..
اين تضع الكاتبة نرمين عثمان نفسها وموقفها من موضوعة قصص الاطفال وادبهم ؟ تقول : لا يمكن ان نفصل عالم المرأة عن عالم الطفولة وعوالمها المختلفة اطلاقا، واؤكد لكم ان المرأة قد لعبت دورًا محوريًا في صناعة أدب الأطفال الذي يعد من الفنون الأدبية الأكثر حساسية ورغم صعوبة تتبع نشأة أدب الأطفال في فترة ما قبل اختراع الطباعة، تم اعتبار الأغاني والقصص التي ترويها الأمهات ايام زمان شفهيًا لأطفالهن الشرارة الأولى لأدب الأطفال، فكنّ روايات وحاملات القصص عبر التاريخ، كما نجد أن المرأة في كتاب ( ألف ليلة وليلة ) هي التي تروي القصص، وفيما بعد تطور هذا النوع من الفنون وأصبح يحمل رسائل تربوية ودينية وأخلاقية موجهة ومعدة خصيصًا للأطفال، وسيطر عليه في البدايات الأدباء من الرجال، إلى أن بزغ نور أقلام كاتبات نساء، قدمنّ لهذا الحقل الأدبي إضافات قيّمة لمعرفة النساء مدى أهمية الكتابة للطفل.
وتؤكد عثمان : ومن ضمن التحديات في كتابة أدب الأطفال تكريس الكتّاب الصورة النمطية للمرأة وحصرها بين ثنائيات الخير والشر المطلق، كقصص الطفلة البريئة وزوجة أبيها أو خالتها الشريرة، أو الأميرات اللواتي ينتظرن الأمير المنقذ أو القصص التي تكون الشخصيات النسوية فيها ثانوية، أو ربط صفة الشجاعة في الذكور فقط، وما شابه من كل الحكايات التي تظل في وعي الأطفال، فيكبرون عليها وتؤثر على نظرة الإناث الدونية لذواتهن بأن إمكانياتهن محدودة وتنحصر بالأعمال المنزلية وأنهم بحاجة إلى منقذ دائمًا، ونظرة الذكور لهنّ بأنهن أقل مرتبة منهنّ.. . وقاومت بعض الكاتبات ذلك التنميط من خلال تقديم نماذج نسائية تتحدى القوالب النمطية كما ذكرنا أمثال الكاتبة (لويزا الكوت) وغيرها ممن قدمنّ أعمال كلاسيكية خالدة.. وأعتقد أنّ سوق الأطفال ومن ضمنه أدبهم هو اليوم في أَوَجّ ازدهاره في بلادنا من متاجر الألعاب والملبوسات إلى الحضانات الخاصّة والرياض ونوادي النّشاطات والأفلام والبرامج التلفزيونيّة والقنوات المخصّصة لها. أمّا فيما يخصّ الكتاب، فهناك أعدادٌ لا سابق لها من دور نشر خاصّة بالأطفال، وكتّاب، ورسّامين ونقّاد وجوائز وأجنحة كاملة في المكتبات ومعارض الكتاب تكتظّ بالزّائرين..
كيف تقرئين واقع الحال للقراء والمتابعين للإصدارات في العراق والعالم؟ وماهي برأيك الوسائل التي تعيد القارئ الى مساره الطبيعي في عصرنا هذا؟؟
نرمين عثمان : بصراحة واقولها وبثقة عالية بان القراء اليوم ومع الاسف الشديد ليسوا قراء الامس ومتابعيه! نعم هذه حقيقة مؤلمة جدا.. ليس هناك قراء حقيقيين مثل السابق ،ولو تمعنت بواقع احوالنا المعاصرة اليوم لتلمس حجم التّغييّرات التي حدثت في حياة النّاس وأنماط سلوكيّاتهم فيها، فبعد أن كان ( الكتاب خير جليس وخير صديقٍ للقارئ والمثقّف والمتعلّم) وبعد أن كانت المكتبات معلمًا من أهمّ معالم الحَضارة الفكرية أصبح النّاس في عصرنا الحاضر يبتعدون شيئًا فشيئًا عن القراءة والمطالعة، وأصبحتَ ترى المكتبات في بلادنا العربيّة خاليةً وتشكو قلّة روادها الا ما ندر، فما هي أسباب ظاهرة قلّة المطالعة والقراءة في العصر الحاضر هي الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ) اضافة الى ظاهرة قلّة المطالعة والقراءة ، ونستسهل الحصول على المعلومات من هذه الشبكة التي اشرت اليها وفتحت امام العالم والناس والمتابعين والقراء آفاقاً واسعة، وأتاحت لهم أدوات متعدّدة سهلة كي يحصلوا على المعلومة التي يريدونها بأسرع وقتٍ، وأقل جهدٍ ممكن..
مؤكدة: وابسط مثال طلبتنا اليوم ليسوا كطلبتنا في الامس، فهم يحصلون على المَعارف والأخبار المختلفة بلمسة واحدة على الموبايل او الكومبيوتر وغيرها من تقنيات العصر وبرامجه، لكن هذا لا يغني عن الكتاب الذي يكون متفاعلا مع القارئ قلبا وقالبا، لذلك نجد ان ذلك أحدث تغييرًا في أنماط القراءة والمتابعة عند النّاس، فبعد أن كان طالب المعلومة يتوجّه إلى المكتبات للحصول على المعلومة التي يريدها أصبح بإمكانه الحصول عليها وهو جالسٌ في مكانه!!
هل كتبت نرمين عثمان الشعر والقصيدة؟ وماهي اصدائها في بعض العقول حين تكتبين الشعر وانت مارست العمل السياسي سابقا؟ وتأثيره على اشعارك وقصائدك؟ وكيف تنظمين قصائدك واشعارك للمرأة؟
نرمين عثمان تقول : بصراحة كتبت الشعر ولدي مجموعات شعرية وقصائد لا يعرفها الكثيرين! نعم.. لكني اتوجس من نشرها على نطاق واسع واتردد من نظرة البعض الى تلك القصائد وخاصة ما يتعلق بصورة المرأة واندماجها في المجتمع ، فالبعض قد لا تعجبه امرأة تمارس العمل السياسي ومن ثم تعلن بانها شاعرة واديبة وقاصة ، مع ان هذا مجالي حتى وانا امارس العمل النضالي وانتم شخصيا تعرفون ذلك ولدي مساهمات نسوية كثيرة في هذا المجال ،وليس الحال لبعض الشعراء اللذين حيث تفتقد صورة المرأة في قصائد شعرائنا المعاصرين إلى حالة التوازي والتقابل، نتيجة خوف خفي من ظهورها المتكافئ مع الرجل في فضاء الإبداع الذي يعد عندئذٍ اعترافاً بتقاسم سيادتها على أفق الخطاب الأدبي ومن متابعاتي لمفهومية البعض من هؤلاء الشعراء التي تصور المرأة فراغاً أو هوة أو مجالاً مهيأ للاختراق، وكلما بالغ الشاعر في إضفاء صفات جمالية خارقة على صورة المرأة كلما أمعن في طمس فرادتها وإقصائها عن حقيقتها التي يجب ان تكون عليها؟
وحول نظرتها للمرأة في الشعر المعاصر حتى المجددين فيه وتقول: ا شك ان موضوع المرأة في الشعر واضح مثلما نعرف جميعا حيث يحتل توصيفها ضمن الفترات التاريخية مكانة متميزة في وجدان الشعراء العرب! فبين لوعة وهجاء وسعادة وشقاء استحوذت النساء على قلوب وألباب الشعراء ، الذين راحوا يطلقون العنان لأقلامهم لترسم صورا بديعة الحسن حينا ، ومغرقة في المعاناة والوحشة أحيانا .وبين هذا وذاك لا يسع متذوقي الشعر إلا الإعجاب والطرب لما يطالعونه من إبداعات الولهين بدءا من مجنون ليلى قيس ابن الملوح ونهاية بشاعر المرأة نزار قباني ، ويري البعض أن وضعها شعريا لم يتغير وظل علي حاله لسنوات طويلة ولم يشهد أي تطور من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث والمعاصر، اللهم إلا من بعض المحاولات شهدت تطوراً علي يد محمود درويش ونزار قباني ..وبتقديري ان الشعر عموما يواجه أزمة إذ أنه لم يعد يعبر عن واقع المجتمع لأن الشعراء تركوا أماكنهم وسط الناس وتخلوا عن التحامهم بالناس الحقيقيين وسكنوا الأبراج العالية ، وان علي الشعر ليعود إلي طبيعته علي الشعراء أن يتنازلوا عن أبراجهم ويعودوا وسط الناس ..
ما تميزت بواقعتيها الروايات والاصدارات الخاصة بالكاتبة نرمين عثمان تقول: هي لا تنفصل عن كتابات الكتاب العراقيين عن واقعهم، وأحداث بلادهم ومستجدات المجتمع، وما طرأ عليه من تغييرات بشكل عام ومنها عن روايات الاطفال وروايات عن المرأة والمجتمع.. وقد اصدرت عدد من الكتب وهي: المرأة والسياسة ولمحات إستراتيجية (باللغة العربية) والرجوع الى كركوك وتحت ضوء القمر كنا ننسج احلامنا.. ومزهرية للنساء، العدد الاول والعدد الثان، والنسوية، ولظاهرة والرأي، والحياة المخفية للأشجار (كتاب مترجم من اللغة الانكليزية الى اللغة الكردية)، وكتاب حوار مع.. وقصص المفضلة لدى نيلسون مانديلا(مترجمة).. ومجموعة كتب للأطفال، وهذه المجموعة الكبيرة ضمت أكثر من 22 كتابا، وهناك ايضا اصدارات قادمة قريبا.. وان أفضل وأحب كتاب للأديبة نرمين عثمان هو (كتاب تحت ضوء القمر كنا ننسج احلامنا..
وماذا عن المشاكل التي تعاني منها الاصدارات تقول عثمان: بصراحة هي فنية ولوجستية وان العمل الجماعي والفردي بجهود ذاتية لابد ان يكون له ايضا دعم مادي وتقني وفني لإنجاح المشروع كما يجب ،ولابد ن توفر الدعم الحكومي اللازم للإصدارات والتي تضم الكثير منها يخص الجوانب التربوية والادبية والثقافية الاخرى ،وبصراحة فأننا اسسنا ( مؤسسة نارين الثقافية ) وهي محدودة القدرات الفنية ولانملك دار للنشر كما هي الحال اضافة الى المشاكل الفنية والطباعية ومنها ارتفاع اسعر المواد والورق والاحبار الطباعية والورق ومشكلة ارتفاع قيمة الدولار، لتاتي الجوانب الاخرى من الاخطاء الطباعية بسبب قلة الكادر. وغيرها من المشاكل التي نأمل في حلها بأقرب وقت..
واخيرا تقول عثمان: لقد توليت ادارة لمشروع آخر للشباب. وفي عام 2000 أصبحت أول وزيرة للعمل والشؤون الاجتماعية، وبعدها بسنة ونصف السنة تسلمت وزارة التربية والتعليم العالي. وفي تلك الاثناء كنت أتسلم رئاسة الوزراء عند سفر الدكتور برهم صالح يوم كان رئيساً للوزراء، ثم أصبحت وزيرة الدولة لشؤون المرأة في الحكومة المركزية في بغداد في عهد الدكتور أياد علاوي. وتسلّمت خلال فترة الدكتور إبراهيم الجعفري وزارتين، (وزارة البيئة بالأصالة ووزارة حقوق الإنسان ـ الوكالة) وفي فترة نوري المالكي أصبحت وزيرة للبيئة. وفي ذلك الوقت كانت هناك تحديات كثيرة تواجهها النساء في العراق وفي كل المناطق. , وكانت وزارة المرأة، وزارة دولة ومن دون حقيبة، أي من دون ميزانية، ورغم ذلك استطعنا بدعم الدول المانحة والأمم المتحدة أن نعمل بجدية، وشاركنا في كتابة الدستور وتثبيت نظام الكوتا وبعض المواد الدستورية لضمان حقوق المرأة، وتغيير أكثرية القوانين المجحفة بحقها ،والمرأة بطبيعتها داعية أساسية للأمن والسلام والاستقرار، ونعلم جيداً أن المرأة هي الأكثر تضرراً في الصراعات السياسية وتدفع الثمن غالياً، خصوصاً لجهة تفكك العائلة وفقدان أولادها وترملها ومعاناة أفراد عائلتها وتحملها العبء الأكبر.
هذا اللقاء هو لوكالة الحدث الاخبارية مع خالد النجار