حرية – (20/5/2023)
انقسم الشارع السياسي الإيراني بشأن كيفية التعامل مع حركة طالبان التي تسيطر على افغانستان بعد أزمة المياه التي نشبت بين الجانبين بشأن الحصص المائية في نهر هلمند في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الصدد علقت صحيفة “جمهوري إسلامي”، (20 أيار 2023)، على التقاذف الإعلامي بين إيران وحركة طالبان أفغانستان حول أزمة المياه، وأشارت إلى تحذير الرئيس الإيراني للحركة من مغبة تجاهل حق إيران من مياه نهر هلمند واعتبرت أن مثل هذه المواقف كانت مطلوبة وأنها تأتي متأخرة لكنها أفضل من أن لا تأتي مطلقا.
وقالت الصحيفة إن صانع القرار في إيران قد أدرك خطأه الحسابي عندما تعامل بحسن نية مع طالبان، مضيفة أن الطريق الوحيد الذي يمنع طالبان من الاستمرار في هذا النهج هو أن تظهر طهران عزما جديا في مطالبها وأن تحذير الرئيس الإيراني جاد وحقيقي.
ونوهت الصحيفة أن حركة طالبان لم ترتكب هذا الخطأ فحسب بل إنها مارست كثيرا من السياسات التي تستوجب المساءلة مثل انتهاك حقوق النساء في أفغانستان وزعزعة الاستقرار في المنطقة وكذلك افتعال الصدامات الحدودية بين إيران وأفغانستان.
“وعكس ذلك اعتبر المحلل السياسي علي بيكدلي أن مواقف المسؤولين الإيرانيين الأخيرة والنبرة التصاعدية في الخطاب مواقف انفعالية من إيران، مؤكدا ضرورة اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية في حل قضية المياه التي باتت تعد أزمة عالمية ومناخية لا تنحصر على دولة دون أخرى.
وأوضح بيكدلي في مقابلة مع صحيفة “آفتاب يزد” أن استخدام لغة التهديد والوعيد لا تعود بالنفع على البلاد وأنها ستغلق كافة الطرق الدبلوماسية التي من الممكن اللجوء إليها لحل هذه المشكلة.
وأضاف بيكدلي: “لا أحد ينكر ان إيران تعيش أزمات دولية عدة، ولا يخفى ذلك على طالبان بطبيعة الحال، ولذا فربما تكون طالبان قد تحركت انطلاقا من هذا الوضع الذي تعيشه إيران، لإجبار طهران على تقديم تنازلات لها في بعض المجالات السياسية.