حرية – (24/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
لن يعود في المستقبل القريب عالم الميديا بحاجة لاستخدام تقنية “الكروما” التي تُستخدم منذ نصف قرن في عالم السينما والبرامج التلفزيونية لإنجاز مشاهد صعبة ومستحيلة، كالإنسان الطائر أو لإعداد ديكور افتراضي للبرامج التلفزيونية، وهي خلفية تكون غالباً باللون الأخضر والأزرق يتم إزالتها ووضع صور أو فيديو في مكان الخلفية.
كذلك مفهوم “المونيتور” أو القارئ الذي يستعين به المذيعون والمذيعات سيكون أقل تعقيداً مع الوقت، ناهيك بالتطور السريع في عالم الكاميرات التي مع مطلع كل سنة تُضاف إليها ميزة جديدة تساهم في خلق صورة تبدو أكثر من الواقع.
كل هذه التقنيات في عالم الميديا عُرضت أمام المئات من المهتمين داخل معرض “كبسات” في مركز التجارة العالمي في دبي، وهو المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الاصطناعية.
نحو 20 دولة أبرزها اليابان وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا شاركت في المعرض الأضخم عالمياً في هذا المجال، وعلى مدار ثلاثة أيام زاره نحو 10 آلاف شخص من المعنيين في عالمي الفن السابع والإعلام.
شرح مدير الإضاءة في أفلام هوليوود وصاحب شركة “سينا / Senna”، سيناد جاليجاسفيك / Senad Galijasevic الذي يشارك للمرة الأولى في “كبسات” تقنية الـRain color التي تعتبر حديثة في عالم الإضاءة، لا سيّما في مجال السينما، قائلاً: “الإضاءة هي أساس التصوير والتي تضفي حركة ورونقاً على الصورة، سواء كانت في عمل سينمائي أم تلفزيوني أم في البرامج الضخمة”.
ويضيف خبير الإضاءة الحاصل على جائزة أوسكار عن أفضل إضاءة في فيلم “ستار ورز” وأيضاً على جائزة إيمي للإنجازات في الهندسة والعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع شركة Stype، أنّ “هذه التقنية تعمل بزوايا عدة من الـ90 إلى 180 حتى 360 درجة وفي داخلها عدسة مغناطسية، وهي تنفع تماماً للتصوير تحت المطر أو في الصحراء، حيث داخل صندوق الإضاءة ألوان متعددة تمتزج مع الضوء الخارجي، ما يضفي رونقاً ساحراً على الصورة”.
“القارئ الذكي” و”المونيتور الروبوت” لمساعد مقدّمي البرامج
لا تزال معظم القنوات التلفزيونية العربية تستخدم “القارئ الإلكتروني” أو ما يُعرف تقنياً بـ Autocue في قراءة نشرات الأخبار أو تقديم البرامج، لكن بعد وقت قصير لن يبقى الأمر على حاله، بخاصة أن الميديا المرئية باتت تنفتح على المنصات الإلكترونية، لذا ابتكرت شركة videndum البريطانية الرائدة في مجال التقنيات المرئية (المتعلّقة بالإضاءة والكاميرات) أجهزة تحاكي المتطلبات الحديثة كـ”القارئ الذكي” الذي لا يحتاج من المذيع أن يمسك بيده جهاز التحكم ولا حتى مساعد يقف خلف الجهاز، كل ما في الأمر أن القارئ سيتفاعل مع حركة المذيع حتى لو كان هناك أكثر من مقدّم في البرنامج، سيتحرك القارئ المجهز بمونيتور روبوتي يتحرك بحسب صوت المذيع ليتوجه إليه، ويمكن للأخير أن يقرأ النص من دون ارتباك.
“يرتبط بهذا الجهاز مونيتور دوره التقريب أو الضبط التلقائي للصورة، بيد أنه يتابع حركة الشخص في الاستديو ويثبت الصورة ويكون موصولاً بغرفة التحكم في الأخبار أو أي استديو في المنصات الحديثة، ولا يتطلب وجود أكثر من مصور واحد يراقب العملية”، وفق قول المدير العام في الشركة دايف شيزمان .
“الاستديو الذكي” والحفاظ على البيئة والطاقة المستدامة
المشاهد العادي الذي يتابع من خلف شاشته عملاً سينمائياً أو تلفزيونياً ضخماً قد لا تهمه تفاصيل تصوير هذا العمل، ولكن البعض يهتم لمعرفة تفاصيل التصوير، وربما معظم هؤلاء لا يعرفون كثيراً عن الخدع في أماكن التصوير، بمعنى أن هذا المشهد لم يتم تصويره في هذا المكان ولا في هذا الطقس، وكل ما في الأمر هو مشهد مركّب تقنياً.
لكن اليوم حتى المشهد المركّب عبر تقنية “الكروما” وأحياناً مع إضافات الغرافيكس لم يعد ذا أهمية بعد أن تنتشر فكرة “الاستديو الذكي”، فما هو يا ترى؟
تقول المديرة العامة لشركة “Pixo Jam” آزين سمرمند: “هذا الاستديو سينهي عصر الكروما، لأن العمل عليه لا يكون ناجحاً دائماً، وغالباً مع يترك أثراً على الصورة بأن هناك خللاً ما، وهذا بسبب الإضاءة لأن الكروما تحتاج لإضاءة بدقة محددة، وأي خلل بسيط سينفضح عند عملية المونتاج، وبالتالي ستظهر الصورة وكأنها مركّبة”.
وتضيف سمرمند: “كما أن فكرة الاستديو الافتراضي تستخدم في تصوير الأعمال الفنيّة الضخمة، ونحن طبقنا الفكرة في مسلسل 991 الذي يُعرض على منصة نتفليكس، كذلك في أفلام عالمية أخرى، بفضل الكاميرات الذكية والعالية الجودة يمكن تصوير مشهد كرجل على دراجة نارية وهو في وسط الصحراء، لكن فعلياً هو داخل استديو ولا يتحرك بدراجته، لكن تقنية هذا الاستديو ستظهر وكأننا في صحراء عربية بين الرمال”.
وتختم: “هذا الاستديو يراعي الطاقة المستدامة، وبالتالي لا يحتاج للكثير من الإضاءة واستهلاك الطاقة، كما أنه لا يحتاج لفريق عمل كامل الانتقال والسفر إلى أماكن مخصصة للتصوير، بمعنى أن التكلفة ستقل، كما أن البيئة لن يلحقها أي ضرر بسبب المخلّفات التي سيتركها العمال”.