حرية – (25/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
في منظر طبيعي من التلال الصغيرة مشابه لتوسكانا الإيطالية، تنكب مجموعة من العمال على حصاد الزيتون بمنطقة من كيب تاون معروفة بكروم العنب فيها، وباتت تنتج زيوتاً تشتهر بجودتها الممتازة.
وتشتهر جنوب أفريقيا أساساً بنبيذها لا بمنتج تسيطر على إنتاجه إسبانيا وإيطاليا وفرنسا واليونان، إلا أن عدداً من منتجي زيت الزيتون فيها نالوا تكريمات خلال السنوات الأخيرة، وبات منتجهم ينافس زيت الزيتون الفاخر.
ويقول غيرت فان ديك (49 سنة) المتحدر من توكارا في ستيلينبوش وهو يعرض زيت زيتون بكراً معصوراً حديثاً وفاز بجائزة هذا العام في الولايات المتحدة، “هل تشمون رائحة اللوز الحلو؟”
ويضع مدير الحقل الذي يضم نحو 8 آلاف شجرة زيتون كمية من السائل الأخضر الفاتح على لسانه على غرار ما يفعل المتخصصون بالنبيذ، ثم يشربه لتذوق مرارة السائل في حلقه.
عدد من منتجي زيت الزيتون نالوا تكريمات خلال السنوات الأخيرة وبات منتجهم ينافس زيت الزيتون الفاخر
ويتولى بنفسه إدارة عملية إنتاج الزيت برمتها “من حصاد الزيتون وصولاً إلى توزيع المنتج”، على ما يقول لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي ظل حماسة تشهد تزايداً، جعل فان ديك الحقل المتخصص أساساً في زراعة الكرمة ينتج زيت زيتون رائداً، وخصص مبنى كاملاً لإنتاجه وبات يتيح لزوار مزرعته تذوق المنتج.
وبات زيت الزيتون هذا، وعلى غرار الحقول الأخرى في جنوب أفريقيا التي تسعى إلى التميز، مستخدماً في أفضل المطاعم بالمنطقة.
ويقول الطاهي الفرنسي كريستوف دوهوس (55 سنة) إن “هذا المنتج يتمتع بجودة استثنائية”.
وعندما انتقل الطاهي للعيش في جنوب أفريقيا قبل 30 عاماً كان إنتاج زيت الزيتون في هذا البلد مفهوماً ناشئاً، أما اليوم فأضحى الإنتاج المحلي “مذهلاً ولا سبب يدفع المستهلك إلى شراء زيت زيتون استورد من مسافة تفوق 10 آلاف كيلومتر”، وفق الطاهي الذي يملك أحد المطاعم.
وأصبح طبق المقبلات الذي يحضره الطاهي على الطريقة الإيطالية ويتألف من خبز مغمس بزيت الزيتون “رائجاً جداً”.
ويقع اختيار دوهوس على الإنتاج المحلي دائماً، ويقول “أعلم أن ما أشتريه لا يحتوي على أية إضافات، إنه زيت زيتون بكر 100 في المئة”.
وأنتج الزيتون للمرة الأولى في جنوب أفريقيا خلال مطلع القرن الـ 20 وتولى ذلك مهاجر إيطالي هو فرناندو كوستا، على ما تشير جمعية “أس أيه أوليف” التي تمثل القطاع.
وفي عام 1998 استورد جوليو بيرتراند، وهو إيطالي متقاعد في ستيلينبوش، 17 نوعاً من أشجار الزيتون زرعها في حقله.
وتقول حفيدته فيتوريا كاستانيتا (29 سنة) المسؤولة عن قسم التسويق في الشركة العائلية، “اكتشف بيرتراند آنذاك أن التربة مثالية لزراعة الكروم”، مضيفة “في إيطاليا ثمة حقول كثيرة تنتج النبيذ وزيت الزيتون في آن، لكن هذا الاتجاه كان غائباً في جنوب أفريقيا”.
أنتج الزيتون للمرة الأولى في جنوب أفريقيا خلال مطلع القرن الـ 20
وتضم مزرعة مورغنتسر 42 هكتاراً من أشجار الزيتون، ويعود أصل ملايين الأشجار في مختلف أنحاء جنوب أفريقيا إلى تلك التي استوردها جوليو بيرتراند من إيطاليا، وتقول فيتوريا بفخر “كان جدي معروفاً بأب زيت الزيتون في جنوب أفريقيا”.
ومذاك بدأت تلال المنطقة الواقعة في كيب، والتي تتميز بمناخ البحر الأبيض المتوسط، تنتج زيتوناً بات معروفاً خارج حدود الوطن بسبب جودته العالية.
ومع أن زيت الزيتون لا يزال يعتبر منتجاً فاخراً لغالبية سكان جنوب أفريقيا، إلا أن منتجيه لاحظوا منذ سنوات عدة “زيادة واضحة في الطلب المحلي” تعود لسعي السكان إلى اعتماد نظام غذائي صحي.
ويقول كريستوف ديهوس إن “الناس بدأوا يدركون أن ثمة أكثر من نوع واحد من زيت الزيتون”، مضيفاً أن “الدخول في منافسة مع أكبر المنتجين الأوروبيين سيستغرق وقتاً، لكن زيت الزيتون هذا هو أحد المنتجات التي تدعو إلى الفخر في جنوب أفريقيا”.