حرية – (28/5/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
قال النائب عن محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران) في البرلمان الإيراني إن الجانب الأفغاني منع زيارة سدي كجكي ودهراود والاطلاع على الموقف المائي فيها.
وفي مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء، تحدث محمد سرغزي، عن قضية حقوق إيران من نهر هيرمند (هلمند) المائية والإفراج عنها من قبل أفغانستان: “منع الجانب الأفغاني زيارة سدي كجكي ودهراود خلافا للمعاهدة، بينما تنص المادة 5 من الملحق رقم 1، أنه خلال الأيام التي يعلن فيها الجانب الأفغاني أن هطول الأمطار ليس طبيعيًا طوال العام، يتوجب عليه تقديم المعلومات الضرورية إلى مفوض المياه الإيراني”.
وأضاف: “بناءً على طلب مفوض المياه الإيراني، يجب تهيئة الظروف للفريق الفني الإيراني لزيارة دهراوود وتحديد كمية نهر هيرمند. بالتالي، فإن تصريح جماعة طالبان بأن المعاهدة تمنع زيارة والاستفادة من سد كجكي ومحطة دهراود غير قابل للقبول ومرفوض تماماً”.
وأكد سرغزي مرة أخرى على أهمية تهيئة الظروف المناسبة للفريق التقني الإيراني للتحقق من مستوى هذا النهر في منطقة دهراود.
وصرح العضو في وفد سيستان وبلوشستان في البرلمان الإيراني: “ما زلنا نراقب وفاء الجانب الأفغاني بالتزاماته على أساس اتفاقية 1972 والإفراج عن حقوقنا المائية من نهر هيرمند”.
وقال: “جاء في المادة 9 من المعاهدة، أنه إذا لم يف الجانب الأفغاني بالتزاماته، فيمكن اللجوء للمساعي الحميدة في المرحلة الأولى، وستذهب القضية إلى التحكيم في المرحلة الثانية، لذلك هذا الاحتمال موجود بالنسبة لإيران”.
ولفت سرغزي: “المؤسسات القضائية الدولية قادرة على التحري والتدقيق في حقوق إيران المائية، وبالنظر لسوء نوايا الجانب الأفغاني، سيتم الكشف عن حقوق إيران بطريقة ما، وسيتم التأكيد على الحاجة إلى الامتثال للمعاهدات في الأحكام القضائية”.
وحول حادثة الاشتباكات الأخيرة في المناطق الحدودية بين البلدين قال: “منذ وصول طالبان إلى السلطة، ازدادت حدة النزاعات الحدودية المتفرقة بسبب عدم احترام هذه الجماعة للمناطق الحدودية”.
ونصح عضو وفد سيستان وبلوشستان الجانب الأفغاني وحركة طالبان بمراعاة حسن الجوار والقوانين الدولية في مجال الحدود.
وشدد: لا يمكن قبول انتهاك الحدود والأنظمة الدولية بأي شكل من الأشكال، والنظر إلى أن طالبان على علم بالقوة القتالية لقوات دفاعنا، نوصيهم بتجنب أي أعمال استفزازية ومسببة للتوتر ومراعاة حسن الجوار”.
وأوضح سرغزي أنه عقب هذه الأحداث انعقدت اجتماعات حدودية وشكلت لجنة للتحقيق في أسباب هذه الخلافات: تراجعت تحركات الجانب الأفغاني حالياً ولم نعد نشهد انتهاكاً على الحدود”.
وشهدت الحدود الإيرانية الأفغانية في الساعات الماضية توترات انتهت بمقتل اثنين من حرس الحدود الإيراني وجرح مواطنين مدنيين إيرانيين وإغلاق حدود البلدين حتى إشعار آخر.
يشار إلى أنّ العلاقات بين طهران وحركة طالبان المسيطرة على أفغانستان تشهد توتراً متزايداً، على خلفية مطالبة إيران المستمرة بحصتها من مياه نهر هيرمند الأفغاني.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري، أطلق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراً للسلطات الأفغانية لاحترام حصة بلاده من مياه هيرمند بموجب اتفاقية عام 1972.
من جهتها، أصدرت “طالبان” بياناً انتقدت فيه تصريحات رئيسي، مؤكدة أنها تحترم الاتفاقية، لكنها قالت في الوقت ذاته إنّ المياه غير كافية لتسييرها إلى داخل الأراضي الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان المهددة بالجفاف.
من جهتها، نشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً جوية عن امتلاء السدود داخل الأراضي الأفغانية من نهر هلمند. ومن جهتها، تطالب السلطات الإيرانية بإرسال فريق فني إلى أفغانستان للتحقق من تصريحات سلطات كابول بشأن عدم وجود مياه كافية، لكن الطلب رفضته تلك السلطات بالقول إنّ الاتفاقية المبرمة عام 1972 لا تنصّ على ذلك.