حرية – (30/5/2023)
هدى العزاوي
بدأت بعض الأحزاب السياسية الكبيرة مبكراً حشد أنصارها وإقامة التجمعات الجماهيرية استعداداً لانتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في 6 تشرين الثاني 2023، وبرغم غموض موقف بعض الكتل السياسية ذات الشعبية بشأن المشاركة في هذه الانتخابات من عدمها، إلا أن نسب المشاركة المنخفضة في الانتخابات التشريعية 2018 و2021 على التوالي، ولّدت تساؤلات مهمة على صعيد استمرار “الأغلبية الصامتة” غير المتحزِّبة في مقاطعة المشهد الانتخابي أو عودة الثقة “النسبية” لديها في الظروف الحالية ما يدفعها للمشاركة المؤثرة في انتخابات مجالس المحافظات.
وقال السياسي المستقل، عمر الناصر، في حديث لـ”الصباح”: إن “انتخابات مجالس المحافظات المرتقبة ستكون آخر فصل من فصول اختبار مشاركة الأغلبية الصامتة والرافضين للعملية السياسية والعازفين على وتر المقاطعة الانتخابية قبل إقلاع طائرة التغيير، خصوصاً بعد أن أخفق المستقلون عند دخولهم مجلس النواب في خلق المعادل السياسي النوعي الذي يذهب باتجاه تصحيح المسار السياسي المتعرِّج، بعد شعور الكثير من المنتمين لهذه الطبقة بالندم لعدم مشاركتهم في الانتخابات الأخيرة” .
ولفت إلى أنه “لو نظرنا بموضوعية لجميع الجوانب والظروف التي شابت المشهد السياسي، ووضعنا تقييماً لأهمية ثقل قرار المشاركة بالتصويت في الانتخابات التشريعية الماضية 2021، لوجدنا أن نسبة المشاركة الانتخابية كانت 40 بالمئة تقريباً، كما أشارت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وقد أفرزت ما يقارب الـ40 مقعداً للمستقلين تحت قبة البرلمان”، متسائلاً: “كيف لو وصلت هذه النسبة إلى 70 بالمئة من جمهور الأغلبية الصامتة والمستقلين؟!”، وأجاب: “لكان تحقق بالفعل الهدف الذي يصبو إليه الشارع بشكل عام” .
وأكد الناصر، أنه “ينبغي للجميع الدفع باتجاه تثقيف الجمهور بضرورة وأهمية المجالس المحلية ودورها في الإعمار والتنمية المستدامة، على أن لا تكون تلك المجالس بمثابة المعرقل لعمل المشاريع بسبب بعض الصراعات السياسية على السلطة” .