حرية – (7/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
يشير الزولو zulu إلى أنفسهم على أنهم “شعب السماء”، وهم أكبر مجموعة عرقية في جنوب إفريقيا، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 10 ملايين من الزولو يعيشون في منطقة كوازولو ناتال، ما يجعلهم أكبر قبيلة في إفريقيا، يتحدّث الزولو لغةً تسمى isiZulu، وهي لغة شعب الزولو الرسمية التي يجيدها أغلبية سكان الزولو.
اشتهرت قبيلة الزولو في القرن التاسع عشر، إذ تحوّلت من مجرد قبيلةٍ يعيش أفرادها في الشتات إلى مملكة عظيمة تحت قيادة الملك شاكا الذي يعدّ واحداً من أعظم الملوك الأفارقة، والذي نجح في أن يحوّل عشيرة من 1500 فردٍ إلى أقوى مملكة إفريقية في ذلك الوقت، تدخل في حروبٍ مع بريطانيا وهولندا لسنواتٍ طويلة، ويمتد نفوذها إلى الدول المجاورة لجنوب إفريقيا.
أقاموا أقوى مملكة قبلية في إفريقيا
هاجر أسلاف الزولو من غرب إفريقيا إلى جنوب شرق إفريقيا خلال هجرات البانتو، وذلك في الفترة ما بين 2000 عام قبل الميلاد حتى القرن الخامس عشر، حيث استقرت في حوض الكونغو بوسط إفريقيا، ثم هاجرت مرةً ثانيةً إلى أقصى الجنوب، حيث استقرت في المنطقة المعروفة باسم كوازولو ناتال، وهي إحدى محافظات جنوب إفريقيا حالياً.
لم يكن عدد أفراد قبيلة الزولو يتجاوز 2000 رجل، حين وصلوا إلى منطقة كوازولو ناتال، وكانوا يعيشون في قرى مشتتة، وفي صراعاتٍ لا تتوقف مع القبائل المجاورة، حتى مطلع القرن التاسع عشر عندما برز أحد قادة الزولو، وهو الزعيم شاكا.
كان شاكا، مؤسس مملكة الزولو، في الحقيقة الابن غير الشرعي للزعيم الشهير لشعب الزولو سينزانكاخونا، حيث أصبح شاكا واحداً من أشجع المحاربين في القبيلة، وعندما توفي الزعيم سينزانكاخونا، استولى شاكا على عرش الزولو، وأعلن قيامة مملكة الزولو سنة 1818.
وفقاً لموقع gateway-africa، توسعت قبيلة الزولو في عهد شاكا إلى مملكة مترامية الأطراف، وبسرعةٍ كبيرة أصبح الزولو أقوى قوة عسكرية في جنوب إفريقيا، ما زاد من حيازتهم للأراضي من 100 ميل مربع كانوا يعيشون فيها قبل مجيء الملك شاكا إلى 11500 ميل مربع، لكن مع وفاة شاكا سنة 1828، بدأت مملكة الزولو تتعرض للاستهداف من قبل الاستعمار والقوى المجاورة.
قبيلة الزولو لا تعرف الخضوع
تزامن قيام مملكة الزولو، مع وصول الاستعمار الأوروبي إلى أقصى جنوب القارة الإفريقية، فكان أوّل احتكاكٍ بين قبيلة الزولو والعالم الأوروبي من خلال المستوطنين الهولنديين الذين فروا من الاستعمار الفرنسي وأرادوا أن يؤسسوا دولة هولندية على أراضي مملكة الزولو.
دخل الزولو في صراعٍ دموي مع البوير الهولنديين، بحيث في ديسمبر/كانون الأول 1838 وقعت معركة “نهر الدم”، والتي شارك فيها 15 ألف جندي من الزولو، وأقل من 500 مستوطن هولندي.
وعلى الرغم من الفارق العددي الكبير لصالح الزولو، إلّا أنّ تنظيم الهولنديين وتسليحهم كان الفارق، بحيث انهزم الزولو في المعركة بعد أن خسروا 3 آلاف جندي، ونجح البوير في انتزاع الأراضي التي أرادوها لدولتهم، قبل أن يسترجعها الزولو بعد سنتين.
ثم سرعان ما دخل على الخط عدو آخر للزولو، وهو الاستعمار البريطاني الذي خلّف الهولنديين، والذي أراد إخضاع قبيلة الزولو، لكنّه فشل، بعد أن تعرض إلى هزيمة ساحقة في معركة إيساندلوانا، والتي قتل فيها 1350 من الجيش البريطاني على يد 20 ألف مقاتل من الزولو.
لباس غريب وطقوس زواج خاصة عند قبيلة الزولو
يمتاز شعب الزولو ببنية هرمية تسمح لكل مجموعة ضيقة أو أسرة كبيرة باختيار زعيمها الخاص والمحلي، ويتيح هذا التنظيم وجود عدد كبير من الأمراء والسلاطين الصغار الذين يتبعون الملك العام للزولو.
يجتمع هؤلاء الممثلين كل سنة للاحتفال بذكرى “شاغا” الذي تحول إلى بطل أسطوري، وذلك بحكم أنّه الملك المؤسس لدولتهم، حيث يلتقي زعماء قبيلة الزولو عند قبره فى ذكرى وفاته، ليلقي الملك خطاب التكريم، ويتبارى الزعماء في الزهو والفخر بانتمائهم إلى قبائل الزولو.
ويمتاز الزولو أيضاً بمجموعة من العادات الغريبة، خاصة فيما يتعلّق بالملابس، إذ يكون لباس أفراد الزولو عبارة عن تنورات قصيرة مصنوعة من جلود النمور أو الثيران، كما لا يفارق الرمح والسهم يد رجال الزولو، الذين يستخدمونها في الصيد والدفاع عن النفس.
أما المهمة الرئيسية لذكور الزولو فهي رعاية المواشي، في حين تختص النساء بأعمال الزراعة ومهام الطبخ وسائر أعمال البيت.
وتخضع المرأة في الزولو لسلسلة من التقاليد تفرض عليها المبالغة في تقدير زوجها، حيث ينبغي أن تركع عند دخول الكوخ إذا كان زوجها في الداخل، وأن تجلس إلى يساره، على الأرض أو على الحصير، ولكن لا يمكن أن تجلس على كرسي مثله.
كما أنّ المرأة المتزوجة تلبس تنورة أطول مما تلبسه غيرها، وعليها أن تضع قبعة على رأسها، في حين أنّ العازبات عند الزولو يتعيّن عليهن التخفيف في الثياب.
أمّا الأغرب، فهي طقوس الزواج، والتي تبدأ باحتفال البلوغ، الذي تعلن فيه أنّ الفتاة مستعدة للزواج، وتبدأ بعدها أيام المغازلة، إذ تبدأ الفتاة الخطوة الأولى بطلب يد الشاب الذي تريده، ليتمّ لها ذلك.
يقدسون السحر
السحر عند الزولو شيء مباح ومقدس، إذ تعتبر الساحرة طبیبة القبیلة، وتسمى “أيسانغوما”، وتتمتع بقدر كبیر من الاحترام، ولھا لباس ممیز، وعقد من الخشب.
بحيث إنّ شعب الزولو من أكثر القبائل الإفريقية ممارسةً للسحر، ويربط كلّ شيءٍ في الحياة به، مثل سوء الحظ والمرض، إذ يعتبرون أنه مرسل بروح غاضبة، ولا يعالج إلّا بالسحر.
كما تعتبر “الأرواح” وارتباطها بالأجداد مهمة في الحياة الدينية لقبائل الزولو، إذ يتم تقديم القرابين والتضحيات للأجداد للحماية والصحة الجيدة والسعادة، ويعتقدون أن أرواح الأسلاف تعود إلى العالم في شكل أحلام وأمراض، وأحياناً ثعابين.