حرية – (13/2/2021)
شارك رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، السبت، في احتفالية بمناسبة “يوم الشهيد العراقي”.
تاليا نص كلمة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حسبما نقلها المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء، وتلقت – حرية – نسخة منها، (13 شباط 2021):
اليوم يوم الشهيد وهو يوم مهم في تاريخ الشعوب والامم فكيف اذا كان على ارض العراق الطاهرة التي احتضنت جسد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام .
يضعنا هذا اليوم الكبير بمعانيه العالية أمام مسؤولية التاريخ .. التاريخ الذي للأسف لم يعد البعض مهتماً كيف يكتب ولماذا يكتب ومن سيكتبه.
نعم التاريخ ، لأن دم الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم كان تاريخًا، ودم الشهيد محمد باقر الصدر كان تاريخًا ، ودم الشهيد محمد محمد صادق الصدر كان تاريخًا، ودماء المجاهدين والمناضلين الذين قارعوا النظام البعثي الدكتاتوري هي تاريخ ، وشهداء الدفاع عن العراق بوجه الارهاب هي تاريخ .. وشهداء منهج الاغتيال بكواتم الصوت كان تاريخا ، والتاريخ لا يكتب صدفة .. كما لا يكتبه من لا يؤمن به .
مؤلم ان تكون أغلب عناويننا التاريخية مقترنة بالشهادة ، لكنه ألم يثير الفخر والاعتزاز ، ويسهم في تأصيل المنظومة الفكرية للأجيال.
احيي كل عوائل الشهداء وان دم الشهداء يبني المستقبل ، وامامنا المسؤولية التي تصدت لها كل الأمم الحية .. وهي تحويل المعاني التاريخية للشهادة الى فعل إنجاز وبناء وتأسيس .
كل قطرة دم شهيد مقدسة تطالبنا ان ننجز بناء الدولة وبناء الوطن، ونبتعد عن التناحر والمتاجرة بدم الشهداء دون تطبيق فعلي .
كل وقفة حزن عاشها الشعب العراقي طوال تاريخه تطالبنا ان ننجز ونبني وان نقف بشجاعة لنوقف الانهيار.
في مثل هذه الأيام من العام الماضي شعر الجميع ان شعبنا قد اصابه اليأس من العملية السياسية وفقد الثقة بالدولة.
في مثل هذه الايام قبل عام كان العراق امام تحدي البقاء .. كل شخص يفسر الاحداث بطريقته بنظرية المؤامرة او غير نظرية المؤامرة .. ولكن الحقيقة التي اؤمن بها شخصياً هي ان شعب العراق وصل الى مرحلة الاحباط واليأس من امكانية ان تنجز الدولة مسؤولياتها تجاه شعبها.
ولهذا تحديداً رفعت هذه الحكومة التي تشرفت بتكليفي برئاستها شعار الدولة منذ اليوم الاول ، وعملت لاستعادة منهج الدولة في كل المجالات ، لان الغرض هو استعادة ثقة الشعب بالدولة ومؤسسات الدولة ، وليس الغرض اضعاف القوى السياسية او خلق حالة الصراع .
كنت ومازلت افترض ان الصراع والمناكفات السياسية التي لم تتوقف خلال 7 اشهر من تشكيل الحكومة هي نتاج طبيعي لعدم وجود بيئة انجاز ولعدم وجود بيئة الثقة وحسن النية المتبادلة، ويجب ان نعمل لتجاوز هذه المرحلة.
اليوم توضع العراقيل بوجه الحكومة لمنعها من تحقيق انجاز لصالح مستقبل شعبنا ، ولابقاء هذا الشعب اسير الاحباط واليأس للاسف.
اقول بصراحة وصدق .. انا غير معني بالمزايدات الانتخابية .. وانا اتجنب الرد على الاكاذيب والاتهامات والتزمت سياسية الصمت وعدم الرد حتى لانجر البلد الى اجواء التناحر سواء بين القوى السياسية او بين الحكومة ومجلس النواب.
رغم كل العراقيل والممانعات .. حققنا العديد من الخطوات الايجابية في ملفات الازمة الاقتصادية العالمية وسيتجاوز العراق الازمة بعون الله ونطبق الورقة البيضاء الاصلاحية ، وحققنا خطوات ايجابية في ملاحقة الارهاب وتقوية المنظومة الامنية والعسكرية وتمكين مؤسسات الدولة ، وحققنا خطوات ايجابية في مكافحة الفساد ، وحققنا خطوات ممتازة على مستوى العلاقات الخارجية، وساهمنا بلغة الحوار في منع تحول بلدنا من جديد الى ساحة خلفية للنزاعات الاقليمية والدولية.
نحاول ان نسهم في تحقيق أعلى درجات التهدئة بين جميع الاطراف لنمنع الانزلاق مجددا الى المناكفات السياسية وتحل محلها اجواء الثقة ونتفرغ لبناء البلد.
استطيع ان اقول ان مطلب التهدئة اصبح مطلباً داخليا واقليمياً وعالمياً ، وان الحكومة العراقية ساهمت وتساهم في نشر اجواء الثقة بين دول المنطقة ، وهناك بيئة جديدة بدأت تنمو للوصول الى حلول لازمات المنطقة. العراق يستعيد دوره كعامل لصنع السلام وجامع لا مفرق.
الانتخابات هي المعيار الاخلاقي للالتزامات الحكومية ولهذا نتعامل بشفافية مع هذا الملف، دعمنا مفوضية الانتخابات للقيام بواجبها باجراء انتخابات نزيهة بوجود مراقبين دوليبن.
امامنا فرصة تاريخية لاستعادة ثقة شعبنا بالدولة وبالنظام الديمقراطي وبالانتخابات كوسيلة تغيير ، يجب ان نستثمرها من أجل التصحيح والنهوض معاً والانطلاق الى المستقبل معاً.
المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء