حرية – (14/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
عادت قضية “مخيم الهول” إلى الساحة من جديد بعد أن حذر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في اجتماع موسع بحضور عربي ودولي عقد بالعاصمة بغداد من تحول المخيم إلي قنبلة موقوتة تهدد بنشر الإرهاب في المنطقة مطالبا بغلقه واستلام كل دولة لرعاياها.
وعقد الاجتماع بحضور ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، وسفراء الاتحاد الأوروبي والدول العربية والأجنبية العاملين في العراق.
وقال الأعرجي إن الحكومة العراقية وبعد إعلان النصر على داعش الإرهابي وتحرير المدن التي اغتصبت بدأت بحملة إعمار تلك المناطق بموازاة العمل على إعادة بناء الإنسان وتأهيله، للخلاص من آثار الإرهاب، مشددا علي أن لحكومة العراقية أكدت مرارا أن مخيم الهول يشكل تهديدا وخطرا على العراق والعالم ويجب تفكيكه.
دعوات لعقد مؤتمر دولي بشأن مخيم الهول
وأكد المسؤول العراقي البارز علي أهمية تماسك المجتمع الدولي والعمل على حث الدول على سحب رعاياها من المخيم، كما اقترح أن يعقد مؤتمرا دوليا على مستوى وزراء الخارجية، لإيجاد حل لمسألة غلق هذا المخيم”.
مخيم الهول
يضم مخيم الهول ما يتراوح من 55 إلى 60 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، ونصفهم تقريبا من العراقيين وربعهم من السوريين، فيما يتم إيواء نحو 10 آلاف أجنبي في ملحق، ولا يزال الكثيرون في المخيم من أشد المؤيدين لداعش.
حسب بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فإن 90 في المئة من ساكني مخيم الهول هم من النساء والأطفال.
تاريخ إنشاء مخيم الهول في شرق سوريا
يعود تاريخ إنشاء مخيم الهول لتسعينيات القرن الماضي، عندما أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيما على مشارف بلدة الهول شرق سوريا على مقربة من الحدود مع العراق، وبالتنسيق مع دمشق، لاستقبال آلاف النازحين واللاجئين العراقيين بعد حرب الخليج الثانية.
بعد ظهور داعش وسيطرته منذ العام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا بما فيها بلدة الهول نفسها، والتي حررتها قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة التحالف الدولي ضد داعش في العام 2015، نشطت حركة النزوح له مجددا وخاصة من محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل بشمال العراق، ليكتظ بعشرات آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، وهو يعد الآن أكبر مكان لاحتجاز الدواعش وعائلاتهم في العالم.
الحكومة العراقية تنقل عائلات من مخيم الهول
ونوه الأعرجي إلى أن “الحكومة العراقية نقلت 1369 عائلة من هذا المخيم إلى العراق وأخضعتها لعمليات تأهيل، تمهيدا لدمجهم بالمجتمع، مبينا أن 800 عائلة قد عادت لمناطق سكناها بعد عمليات التأهيل”.
وأكد أن “وجود الأطفال داخل مخيم ينتشر فيه الحقد والإجرام سيولد جيلا إرهابيا جديدا، وهؤلاء الأطفال هم ضحايا، ويجب أن يحاسب الإرهابيون وفق القوانين وأن لا يفلتوا من العقاب”.
وبين أن “قضية مخيم الهول السوري ليست محلية، والعراق نقلها إلى قضية مجتمع دولي”، مجددا التأكيد على “مطلب العراق بإعادة الدول لرعاياها من المخيم”.
خطة الأمم المتحدة لملف مخيم الهول
طرحت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، رؤية الأمم المتحدة فيما يخص مخيم الهول، مؤكدة أن “ما خلفه داعش الإرهابي هو إرث معقد وعلينا أن نتصدى له جميعا”.
ونوهت إلى أهمية “نقل الأطفال من المخيم قبل أن يكبروا ويتحولوا إلى إرهابيين، وجهود العراق في هذا الملف لم تكن سهلة، والحل الأمثل لغلق هذا الملف هو تضافر جهود المجتمع الدولي للسيطرة على هذا الوضع وحسمه”.
ويرى خبراء في شؤون مكافحة الجماعات الإرهابية، أن دول العالم مدعوة للاستجابة للدعوة العراقية هذه، حيث أن خطر قنبلة مخيم الهول الموقوتة لا يقتصر على العراق وبلدان المنطقة فقط، بل أن شظاياها ستطال أمن العالم وسلامته ككل، خاصة وأن ثمة أعدادا كبيرة من الأطفال ضمن المخيم، ممن سيتحولون غالبا لمشاريع دواعش جدد في المستقبل، إن لم يتم إخراجهم من هناك وإعادة تأهيلهم فكريا وسلوكيا، وطي صفحة هذا الملف الخطير.
إغلاق مخيم الهول ضرورة ومصلحة وطنية
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن أحمد الصحاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، قوله إن “تصفية قضية مخيم الهول باتت مصلحة وطنية كبرى للعراق”.
ودعا الصحاف المجتمع الدولي إلى مناشدة جميع الدول التي يتواجد مواطنوها في المخيم “إعادتهم إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن لإغلاق المخيم في نهاية المطاف” لأنه تحول إلى “بؤرة خطيرة” لتجمعات تنظيم داعش.
معلومات عن مخيم الهول
وعلى الرغم من عمليات الإعادة إلى الوطن، لا يزال هناك حوالي 25000 عراقي في المخيم، يشكلون نصف سكانه تقريبا.
وانخفض عدد سكان المخيم من 73000 شخص، نتيجة السماح للآلاف من سكان المخيم من السوريين والعراقيين بالعودة إلى ديارهم. لكن عددا من الدول امتنعت عن قبول مواطنيها الذين سافروا للانضمام إلى داعش بعد أن استولى التنظيم المتطرف على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا عام 2014.
ورغم هزيمة التنظيم المتطرف في العراق عام 2017 وسوريا عام 2019، لا تزال الخلايا النائمة لداعش تشن هجمات دامية في كلا البلدين، ناهيك عن الجرائم المروعة التي شهدها مخيم الهول على مدى السنوات الماضية.