حرية – (25/6/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
اعلنت الامم المتحدة ان هناك 258 مليون امرأة أرملة في العالم، يعانين من تحديات كبيرة، لكنهن في العراق يواجهن مصاعب أكثر حدة بسبب عقود من النزاعات والحروب، مشيرة إلى أن مساعدتهن تتطلب القيام بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وإلغاء القوانين التمييزية بحقهن، إلى جانب تعزيز فرص حصلوهن على التعليم والتدريب والأجور المتساوية مع الذكور.
ولفت التقرير الأممي إلى أنه بالرغم من وجود أكثر من 258 مليون أرملة في جميع أنحاء العالم، إلا أنه جرى تجاهلهن في مجتمعاتهن وعدم تقديم الدعم لهن.
العزلة والعنف والفقر
واضاف ان الترمل غالباً ما يجبر النساء على الخروج من الهياكل الأسرية والاجتماعية، ويصبحن أكثر عرضة للعزلة والعنف والفقر.
وتابع التقرير ان الاحصائيات اظهرت انه فيما بين عامي 2009 و2013، هناك واحدة من كل 10 ارامل تعيش في حالة فقر مدقع.
الى ذلك، تناول تقرير الأمم المتحدة قصة سكنة محمود (32 عاماً) التي أمضت طفولتها المبكرة في قرية “حسنية” الواقعة بالقرب من مدينة الموصل، وعمدت عائلتها عندما كان عمرها 13 سنة فقط، الى ترتيب زواجها المبكر من رجل يكبرها بتسع سنوات، ما انهى مسيرتها التعليمية.
وذكر التقرير انه بالنسبة للعديد من النساء والفتيات في العراق، فقد تسببت عقود من الحرب الى فقر وتعطيل التعليم وزواج الأطفال، مضيفا انه بالاضافة الى عدد القتلى الضخم، فقد خلقت الحرب عددا لا يحصى من النساء الارامل، بمن فيهن سكنة محمود.
الهروب إلى مخيمات اللجوء
وتابع التقرير ان النساء مثل سكنة محمود، اصبحن اكثر ضعفا بسبب الصراع المستمر، مشيرا إلى انه عندما اندلع صراع عشائري في منطقتها في العام 2017، اصبحت سكنة محمود محرومة من الأمن والموارد وليس لديها دخل او وظيفة او مؤهلات.
واشار الى انها لجأت الى مخيم خازر سعيا وراء الامان، وما تزال تعيش مع والدتها واختها وأطفالها الخمسة.
واضاف التقرير ان سكنة محمود التي لا زوج لديها، شعرت بالوحدة وبأنها بعيدة عن مجتمعها.
ونقل التقرير عنها قولها إنها “واجهت صعوبات في التعامل مع الأشخاص من حولها ولم تكن تعلم شيئا عن كيفية التعامل مع المشكلات”.
وتابعت “كان هناك عار في العيش في المخيم مما تسبب في ضغط نفسي، وجعلني أشعر بالتوتر والاحباط وسرعة الانفعال”.
مساعدة النساء المستضعفات
وذكر التقرير أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تعاونت مع منظمة “جيندا” لتقديم دورات التمكين التي تستهدف النساء المستضعفات، وذلك تلبية للاحتياجات الاجتماعية العاجلة للنساء والفتيات في مخيم خازر، وتطوير ثقة النساء والفتيات بأنفسهن والهامهن لتحدي الأعراف الابوية التي جعلتهن يشعرن بالقيود في الحياة.
وبحسب سكنة محمود فقد تعرّفت من خلال البرنامج على “كيفية التعامل مع الناس ومنحني فرصة لعب الأدوار في التعامل مع الأشخاص الصعبين، مما عزز ثقتي”.
واشارت الى ان الدورات ساعدتها في التغلب على خجلها والاندماج بشكل أفضل في مجتمع المخيم، وإنهاء العزلة التي كانت تتحملها.
اما روجان خالد ابراهيم (24 عاماً)، فانها تشير الى ان الدورات بمثابة طريق نحو التطور الشخصي، وروجان، بصفتها ابنة ارملة، كانت تدعم والدتها واشقائها منذ وفاة والدها، والتحقت بالدورة على امل ان تتعلم المزيد من الاستقلالية ولتكون قدوة لمجتمعها.
ونقل التقرير عن روجان قولها “لقد رأيت هذا البرنامج كفرصة لتحسين نفسي وللناس ليروا قيمتي الحقيقية. سيقول ليّ الناس أنني ضعيفة لأنني نشأت بدون أب و أردت إثبات خطأهم”، مضيفة أن “النشأة بدون اب امر صعب فعلا في مجتمعنا، واردت ان اظهر للعالم أن المرأة قوية”.
الحكومات وصنّاع القرار
الى ذلك، طرّق التقرير الى تطبيق عدة إجراءات من جانب الحكومات وصناع السياسات بهدف حماية وتعزيز حقوق الارامل، من بينها اعتماد إصلاحات اجتماعية واقتصادية لتحسين وصول الأرامل الى الميراث والأرض والرواتب وغيرها من أشكال الحماية الاجتماعية.
كما دعا التقرير الى وضع حد للقوانين التمييزية والأنظمة الأبوية التي لطالما حرمت المرأة منها، مضيفا أنه لا يمكن للمرأة أن ترث بشكل متساو مع الرجل في 36 دولة، كما انه لا يمكنها ان تكون ربة اسرة في 31 دولة.
وبالاضافة الى ذلك، لا يمكنها الحصول على وظيفة أو ممارسة مهن معينة في 17 دولة.
ولهذا، طالب التقرير بإلغاء هذه القوانين التمييزية التي تتسبب بحرمان الارامل من الممتلكات والمأوى والدخل والمزايا الاجتماعية والفرص.
وحث التقرير على تعزيز قدرة الارامل على إعالة أنفسهن وأسرهن والعيش بكرامة من خلال ضمان حصولهن على فرص التعليم والتدريب والعمل الملائم والأجور المتساوية، ووقف الوصمات الاجتماعية التي تستبعد او تميز او تؤدي الى ممارسات ضارة وعنيفة ضد الارامل.