حرية – (4/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
على عكس المتوقع، فبعد مأساة غرق الغواصة “تيتان”، استمر شغف المغامرين بالغطس المشاهدة حطام السفينة الشهيرة” تيتانيك”.
وكنا نعتقد أن احتمالية مغامرة ذات فرصة موت أعلى من المعتاد ستكون كفيلة بإقناعنا بالعدول عن تلك المغامرة، لكن بالنسبة للعديد من المسافرين الأثرياء، فإن خطر الموت هو ما يزيد الرغبة والشغف.
250 ألف دولار للشخص الواحد
وتتكلف رحلة “تيتان” 250 ألف دولار للشخص الواحد، ورغم غرق الغواصة والمأساة التي عايشها ركابها، إلا أن أحدا لم يلغ رحلته من الحاجزين، كما أن الاستفسارات على الرحلة ارتفعت بشكل مفاجئ.
Advertisements
ولهذا اضطرت شركة “أوشن جيت” لتعليق أنشطة الغوص نحو موقع سفينة “تيتانيك” الغارقة، حيث نشرت رسالة على صفحتها على الإنترنت باللون الأحمر تفيد بتعليق جميع عملياتها الاستكشافية والتجارية، دون الكشف عن تفاصيل.
جاء ذلك، بعدما استمرت الشركة في نشاط المعتاد طيلة أسبوعين منذ كارثة غرق غواصة “تيتان” التابعة لها، وموت جميع الركاب على متنها، بمن فيهم الرئيس التنفيذي للشركة.
ورغم المأساة التي أودت بحياة 5 أشخاص يوم 18 يونيو الماضي، فقد استمرت الشركة في الترويج لرحلات الذهاب بلا عودة وحددت موعدين لرحلاتها المستقبلية في يونيو من العام المقبل.
سعر الرحلة يشمل غطسًا واحدًا
وأعلنت الشركة: “إن سعر الرحلة يشمل غطسًا واحدًا، وأماكن إقامة خاصة، تعلم التدريبات المطلوبة خلال الرحلة، بالإضافة إلى معدات الرحلة الاستكشافية، ووجبات الطعام على متن الغواصة، قائلة خلال الإعلان: “سوف تتعرف على الحياة على متن سفينة في رحلة على بعد 400 ميل بحري من موقع حطام سفينة تيتانيك.. استمتع بساعات من استكشاف الحطام وحقل الحطام قبل الصعود إلى السطح لمدة ساعتين”.
من جانبه، قال مؤسس شركة تسلق الجبال “Furtenbach Adventures”، لوكاس فورتنباخ: “جزء من جاذبية إيفرست – وأعتقد أنه نفس الشيء بالنسبة لسفينة تيتانيك، أو الذهاب إلى الفضاء، أو أي شيء آخر – إنه يمثل خطرًا”.
وأضاف فورتنباخ، الذي تقدم شركته خيارًا بقيمة 220 ألف دولار لتسلق جبل إيفرست بأكسجين غير محدود وإرشادات فردية: “أعتقد أنه طالما يموت الناس في هذه الأماكن، فهذا جزء من سبب رغبة الناس في الذهاب إلى هناك”.
وقال فورتنباخ إنه بعد موسم مميت بشكل خاص، يميل الطلب في الموسم التالي إلى الارتفاع.
بعد كارثة 1996، زادت تصاريح تسلق إيفرست
وفي السنوات التي تلت عام 1996، زادت تصاريح تسلق إيفرست بشكل كبير، وهو الموسم الذي أنهى حياة 12 متسلقًا وأصبح موضوع اهتمام وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك الكتاب الأكثر مبيعًا “Into Thin Air” لجون كراكور.
وقال فورتنباخ: “في كل موسم كارثي – يمكنني القول بمعدل كل 3 إلى 5 سنوات – يمكننا أن نرى زيادة كبيرة في التصاريح الصادرة”.
“إذا كان تسلق جبل إيفرست آمنًا بنسبة 100%، أعتقد أن هذه ستكون نهاية المغامرة”.
وبالمثل، يبدو من غير المرجح أن تؤدي مأساة الأسبوع الماضي في شمال الأطلسي إلى كبح الطلب على زيارات تيتانيك في أعماق البحار. على العكس من ذلك، فإن بروزها العالمي قد يغذي الاهتمام.
قائمة انتظار طويلة لجولات تيتانيك
وقال مؤسس شركة السفر الفاخرة “Brown and Hudson”، فيليب براون، إن شركته لا تزال لديها قائمة انتظار طويلة لجولات تيتانيك، والتي تديرها بالشراكة مع “OceanGate”، المشغل الفرعي وراء “تيتان”.
كما قال براون: “لا نشعر بأي قلق معين، ولم يقم أحد بإلغاء أي شيء حتى الآن، وتزايدت الاستفسارات حول خدماتنا”. “لقد شهدنا زيادة كبيرة في طلبات العضوية”، والتي تكلف ما بين 12000 و120.000 دولار سنويًا.
وجذب البحث عن “تيتان” انتباه وسائل الإعلام الدولية، وبهذا، حصل المستكشفون المحتملون على تذكير بإمكانية رؤية تيتانيك مباشرة.
وقال براون إن المسافرين قد يصبحون أكثر اهتمامًا الآن لأنهم يتوقعون أن يؤدي الحادث إلى مزيد من التنظيم وتحسين التكنولوجيا.
وأضاف براون: “للأسف، تكون المآسي في بعض الأحيان هي العوامل المحفزة للتقدم”.