حرية – (20/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
سمعنا جميعاً عن نظرية “الأرض المسطحة” ونعلم أن هناك من يصدقها حتى يومنا هذا، مع ذلك لا تعتبر النظريةَ الأكثر غرابة أو غباءً في ما يتعلق بكوكبنا الأزرق، فقد اخترع البشر العديد من النظريات حول الأرض منذ آلاف السنين وحتى اليوم، ولا تزال بعض تلك النظريات تلقى رواجاً عند بعض الناس على الرغم من تطور العلم الذي دحضها جميعاً، ولعل نظرية “الأرض الجوفاء” واحدة من أبرزها.
نظرية الأرض الجوفاء
منذ آلاف السنين حاول البشر إيجاد أجوبة لأسئلة عديدة حول أصل الأرض وشكلها ومنشئها، وقد علموا أن القشرة الأرضية ليست كل ما يشكل الكوكب، بل توجد عوالم سحيقة تحتها، لكنهم أطلقوا العنان لمخيلتهم لوصف تلك العوالم، فاعتقدوا بوجود أرض الموتى في باطن الأرض، واعتقدوا كذلك أن الوحوش الأسطورية تعيش هناك.
ومن بين كل تلك الاعتقادات نجت نظرية تسمى “الأرض الجوفاء”، ويعتقد متبعو هذه النظرية أن باطن الأرض أجوف تماماً.
تقترح نظرية الأرض المجوفة أن الأرض ليست كرة “صلبة” بل كرة مجوفة سميكة القشرة. ورغم أن الأدلة العلمية لا تدعم هذه المفاهيم بشكل كامل، فإنها لا تزال تستحوذ على اهتمام كثيرين.. إليكم أبرز معتقداتها:
الأرض لها شكل دونات
هل تتخيل الأرض كعجينة مغطاة بالشوكولاتة؟ بمثل هذا التخيل بدأت نظرية الأرض المجوفة، إذ ادعى المصدقون بها أن الأرض على شكل قطعة دونات.
رسمياً، يمكن إرجاع نظرية الأرض الجوفاء إلى التكهنات الخيالية لمؤيدي الأرض الجوفاء الأوائل. في عام 1692، كتب عالم الفلك والرياضيات البريطاني السير إدموند هالي مقالاً يقترح فيه أن الأرض يمكن أن تتكون من كرات مجوفة مُتحدة المركز مع فتحات عند القطبين.
ومنذ ذلك الحين، تم توسيع النظرية، حيث تطورت من كوكب بسيط على شكل دونات إلى هيكل حلقي أكثر تعقيداً.
مع ذلك، فإن هذا التصور لا يجيب عن أسئلة كثيرة حول جاذبية الأرض وحركات الصفائح التكتونية والمجالات المغناطيسية.
لكن يجادل المدافعون عن نظرية الأرض المجوفة بأن المجال المغناطيسي للأرض، الناتج عن حركة اللب الخارجي الغني بالحديد، يمكن تفسيره بالقوى الكهرومغناطيسية المنتجة داخل التجويف المركزي. يقترحون أنّ شكل الدونات يسمح بتأثير دينامو مغناطيسي مستدام ذاتياً، مشابه لكيفية تدفق التيار عبر ملف حلقي.
جميع الأجرام السماوية جوفاء
الأمر المثير للاهتمام هو أن نظرية الأرض الجوفاء تمتد في الواقع إلى ما وراء الأرض. يعتقد هؤلاء المنظرون أن جميع الأجرام السماوية، وضمنها ذلك الأرض، ليست صلبة. بدلاً من ذلك، فإنها تمتلك مساحات شاسعة وجوفاء داخلها.
والمثير للاهتمام أن توسيع نظرية الأرض الجوفاء إلى ما وراء كوكبنا يتحدى الفهم العلمي التقليدي ويقدم تفسيراً للانحرافات الكونية.
يُنظر إلى الكثافة المنخفضة لبعض الكواكب والأقمار في نظامنا الشمسي كدليل على ذلك. على سبيل المثال، عندما قامت ناسا بقياس كثافة لب المشتري، كان أقل كثافة بنسبة 60-80% من الطبقات الخارجية.
يدعي دعاة الأرض الجوفاء أن قياسات ناسا الخاصة تثبت أن هذه الأجسام خارج كوكب الأرض جوفاء. لكن ناسا لا توافق على ذلك، بل تقول إنَّ تغيير الكثافة يرجع إلى حقيقة أنه عملاق غازي، لكن المركز لا يزال نواة كثيفة.
مداخل سرية لجوف الأرض
يجادل المدافعون عن نظرية “الأرض الجوفاء” بوجود فتحات هائلة في كلا القطبين تؤدي إلى العالم الداخلي تحت السطح. تتحدث القصص من الرحلات الاستكشافية السابقة والأشخاص الذين يزعمون أنهم زاروا العالم الداخلي، عن مداخل يبلغ عرضها عدة مئات من الأميال. تقترح هذه الأوصاف أنها كبيرة بما يكفي لاستيعاب السفن والطائرات الكبيرة.
ويؤكد عشاق “الأرض الجوفاء” أن البوابات المخفية المؤدية إلى القارة الداخلية منتشرة حول سطح الأرض. ويفترضون وجود مداخل أخرى في المناطق التالية:
- كنتاكي كهف الماموث
- جبل شاستا، كاليفورنيا
- ماناوس، البرازيل
- ماتو جروسو، البرازيل
- شلالات اجوازو
- جبل إيبوميو، إيطاليا
- جبال الهيمالايا بالقرب من التبت
- منغوليا والحدود الصينية
- فرع الهند
- هرم الجيزة
- مناجم الملك سليمان
هناك شمس ثانية تطفو في الوسط
قال كارل ساجان، في مقابلة عام 1996: “نحن نعيش على قطعة كبيرة من الصخور والمعادن التي تدور حول نجم رطب” عندما طُلب منه إعطاء وصف أساسي للأرض. وبالنسبة لمنظري “الأرض الجوفاء” فهم أكثر من مجرد وصف طفولي لنواة الأرض. إذ يعتقدون أن هناك شمساً موجودة داخل الكوكب، تجلب الضوء والحياة إلى العالم الداخلي.
وهذا ما يفسر كذلك بالنسبة لهم الحرارة الشديدة التي يطلقها لب الأرض.
البشر الأسمى يعيشون في سلام
لكن “من يعيش في الأرض الجوفاء؟”، لا يحمل المؤمنون بهذه النظرية إجابة واحدة. يقول البعض إن قبائل إسرائيل المفقودة قادها الله إلى جوف الأرض للعودة في الأيام الأخيرة. يعتقد البعض الآخر أن مستعمرات الفايكنغ المفقودة في غرينلاند وجدت طريقها إلى هناك. حتى إن البعض يزعم أن النازيين الفارين من الحرب العالمية الثانية كانوا يعرفون البوابات الخفية التي تقود إلى جوف الأرض، واستخدموها للاختفاء وتجنب العقاب على جرائمهم.
ومع ذلك، فإن معظم منظري الأرض الجوفاء يقترحون أن العالم الداخلي تسكنه حضارة متقدمة من الكائنات العليا. يُعتقد أن هذه الكائنات قد تطورت إلى ما وراء الصراعات الموجودة في عالمنا السطحي، وتعيش في وئام وسلام.
القارة الداخلية مثل جنة عدن
في عام 1811، ادعى أولاف يانسن أنه دخل باطن الأرض أثناء الإبحار مع والده وعاش بين العمالقة “الخارقين” لمدة عامين قبل أن يعود إلى السطح. وفقاً لجانسن، فإن العالم الداخلي جنة حقيقية لا يمكن مقارنتها إلا بحدائق عدن. إذ يتم الاعتناء بالنباتات المورقة والأنهار الصافية والحياة البرية من قبل هؤلاء البشر الذين يبلغ طولهم 12 قدماً (3.7 متر).
حراس الكوكب
وفقاً للمؤمنين بـ”الأرض المجوفة”، لدينا بالفعل حراس لهذه المجرة، وهم أشخاص يعيشون في العالم الداخلي كأوصياء على هذا الكوكب. وهناك العديد من الأشخاص الذين يزعمون أنهم زاروهم أو عاشوا بينهم.
يستخدم حراس الكوكب معرفتهم العميقة وتقنياتهم المتقدمة لحماية الأرض من التهديدات الخارجية، والحفاظ على توازنها الدقيق. غالباً ما يكون لدى دعاة “الأرض الجوفاء” إحساس بالتبجيل للقوى غير المرئية التي تحمي كوكبنا من الداخل. بالنسبة إلى دعاة حماية البيئة، يقود هذا إلى السؤال: “إذا كان هدف هؤلاء الحراس هو حماية الأرض، فلماذا يتركون البشر يدمرون الكوكب؟”. الجواب -وفقاً للعديد من أصحاب نظرية الأرض الجوفاء، بسيط: حكومات العالم تقوم بمنعهم.