حرية – (20/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
في وقت يراقب فيه العالم مدى جدية التهديد الروسي بالتعامل اعتباراً من اليوم الخميس مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بوصفها ناقلات “عسكرية محتملة”، أصيب 20 شخصاً في قصف ليلي نفذته القوات الروسية واستهدف مدينتي ميكولايف وأوديسا الأوكرانيتين، وفق ما أفاد مسؤولون محليون في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
وصعدت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والمناطق المحيطة بها منذ انسحابها يوم الاثنين من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة قبل عام يسمح بالمرور الآمن لشحنات الحبوب الأوكرانية.
وكتب حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم على “تيليغرام” أن “الروس ضربوا وسط المدينة. النيران مشتعلة في مرآب ومبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق”.
وأضاف أن “18 شخصاً في المجموع جرحوا أدخل تسعة منهم، بينهم خمسة أطفال، المستشفى وانتشل شخصاً من تحت الأنقاض”. ولم يعط كيم تفاصيل أكثر عن الهجوم.
وكان سلاح الجو الأوكراني أعلن في وقت سابق حالة تأهب جوي في ميكولايف ومناطق أخرى.
وكتب رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش على “تيليغرام” أن “هناك حفرة كبيرة في الأرض بالقرب من مبنى سكني من ثلاثة طوابق”، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ تعمل في الموقع. وأضاف “لحقت أضرار بما لا يقل عن خمسة أبراج سكنية”.
وذكر أن النيران اشتعلت في “مرائب عدة” في عنوان آخر من دون الخوض في التفاصيل.
وتقع ميكولايف على البحر الأسود وتبعد نحو 170 كيلومتراً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وكانت مراراً هدفاً للقوات الروسية منذ شن الحرب على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال كيم، الثلاثاء، إن “منشأة صناعية” في المدينة تعرضت للقصف في هجوم ليلي تم شنه بعد ساعات من رفض الكرملين تمديد اتفاق التصدير الآمن للحبوب من أوكرانيا.
من جهته، كتب حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر أن “مدينة أوديسا تتعرض لهجوم”، من دون أن يحدد طبيعته.
وأضاف “حدث دمار في وسط أوديسا نتيجة هذا الهجوم الروسي”، متابعاً أن السلطات لديها معلومات عن “ضحيتين في المستشفى”، دون الخوض في التفاصيل.
هجوم أوكراني
في المقابل، أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الخميس، أن الجيش الأوكراني أسقط خمسة صواريخ كروز و13 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها القوات الروسية الليلة الماضية خلال القصف على منطقتي ميكولايف وأوديسا بالجنوب.
وقال سلاح الجو، إن روسيا أطلقت 19 صاروخ كروز و19 طائرة مسيرة، لكنها لم تحدد بالضبط مكان سقوط الصواريخ الأخرى.
وقتلت فتاة في هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم ليل الأربعاء الخميس، كما ذكر الحاكم المحلي الذي عينته موسكو.
وقال سيرغي أكسيونوف على تطبيق تيليغرام “في أعقاب هجوم شنته طائرة مسيرة معادية ، تضررت أربعة مبان إدارية، في شمال غربي شبه جزيرة القرم”. وأضاف “للأسف لم يمر (الهجوم) من دون سقوط ضحايا وقُتلت فتاة”.
معلومات استخبارية
من جهة أخرى، أعلن مسؤول بارز في البيت الأبيض، الأربعاء، أن روسيا تدرس إمكانية شن هجمات ضد سفن شحن مدنية في البحر الأسود، لتتهم بعد ذلك القوات الأوكرانية بتنفيذها.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “الجيش الروسي قد يوسع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات ضد سفن الشحن المدنية” و”من ثم اتهام أوكرانيا بشن هذه الهجمات”. وأضاف أن هذه المزاعم تستند إلى معلومات استخبارية رُفعت عنها السرية، أخيراً.
تدمير زراعة الحبوب
ويأتي ذلك في أعقاب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة شنتها روسيا على ميناء أوديسا، وأيضاً انسحاب الكرملين من اتفاق دولي يسمح بالمرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية.
وأعلنت موسكو أن صواريخها استهدفت مواقع عسكرية في أوديسا، لكن هودج أيد الاتهامات الأوكرانية بأن الهجمات الروسية دمرت “بنية تحتية زراعية و60 ألف طن من الحبوب” المعدّة للتصدير.
واعتبر المسؤول في البيت الأبيض أن هذا النوع من الهجمات يمكن أن يمتد ليشمل سفناً مدنية، لافتاً إلى أن روسيا تعد عملية لجعل مثل هذه الهجمات تبدو وكأنها من تنفيذ أوكرانيا.
وأشار هودج إلى نشر روسيا فيديو يظهر قواتها وهي تدمر “لغماً بحرياً أوكرانياً مزعوماً” الأربعاء.
وقال “تشير معلوماتنا إلى أن روسيا زرعت ألغاماً بحرية إضافية عند مداخل الموانئ الأوكرانية. ونعتقد أن هذا جهد منسق لتبرير أي هجمات ضد السفن المدنية في البحر الأسود وتحميل أوكرانيا مسؤوليتها”.
وأكدت روسيا انها ستتعامل اعتباراً من الخميس مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بوصفها ناقلات “عسكرية محتملة”، مع اعتبار الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها أطرافاً في النزاع.