حرية – (20/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
قُتل ما لا يقل عن 16 شخصاً وأُصيب العشرات من المدنيين، ليلة الخميس، جراء هجوم لقوات «الدعم السريع» بطائرة «مسيّرة» في العاصمة السودانية (الخرطوم)، وفقاً لأهالي الضحايا الذين وصفوا الحادثة بــ«المجزرة المروعة» التي تتعرض لها المنطقة.
وقال شهود لـ«الشرق الأوسط»: إن المجزرة وقعت عقب خروج عفوي للمواطنين للاحتفال مع قوات الجيش بعد اشتباكات مع قوات «الدعم السريع» في ضاحية العزوزاب، جنوب العاصمة الخرطوم.
وقال شهود عيان: إن الطائرة «المسيّرة» استهدفت تجمع المدنيين وقوات الجيش، مضيفة أن أعداد الضحايا تجاوز 16 قتيلاً والعشرات من الجرحى جار حصرهم.
وذكر الجيش السوداني في بيان أمس، أن قوات «الدعم السريع» استهدفت مواطنين تجمعوا لتحية قواتنا في منطقتي العزوزاب وودعجيب، أدى إلى مقتل 14 وإصابة 15 من المدنيين.
وأضاف أن قواته تواصل توجيه الضربات الجوية على مواقع تحتشد فيها قوات «الدعم السريع» بمختلف المناطق مع استمرار الرص والمتابعة. وفي رواية أخرى، أن القتلى هم من المتطوعين الذين استنفرهم الجيش للقتال في صفوفه.
قتال في الخرطوم الأُبيّض
وشهدت مدن العاصمة السودانية الثلاثة (الخرطوم، أمدرمان وبحري) الكثير من المجازر الدامية أسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المواطنين جراء القصف الجوي لطيران الجيش السوداني والقصف المدفعي المتبادل بين طرفي القتال.
وشهدت مدينة الأبيّض، الاستراتيجية الواقعة على بُعد 350 كيلومتراً جنوب العاصمة السودانية، الخميس، قصفاً صاروخياً ومدفعياً، بحسب ما أكّد سكّان لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحد سكان الأبيّض، وهي حاضرة ولاية شمال كردفان: إنّ «قصفاً مدفعياً يستهدف قواعد لقوات (الدعم السريع)» في المدينة. وقال آخر: إنّ «سلاح الجوّ يقصف قوات (الدعم السريع) التي تردّ بنيران مضادات الطائرات».
ومنذ اندلاعها في 15 أبريل (نيسان) الفائت، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقلّ وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين آخرين.
وظهر البرهان الثلاثاء في مقطع فيديو نادر، بعد وقت قصير من تسجيل صوتي لمنافسه دقلو. وفي هذا المقطع القصير (مدّته أقلّ من دقيقة) حيّا البرهان قواته من غرفة في مقرّ الجيش، وقد تمنطق مسدساً وتدلّى رشّاش على كتفه.
وما زال مقرّ القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم يشهد اشتباكات، ولم يخرج البرهان خارج هذا المقر منذ بدء الحرب. ولم يؤكد أيّ من الطرفين سيطرته الكاملة على المقر بعد.
وشوهد دقلو لبضع ثوانٍ فقط في مقطع فيديو صوّره أحد أفراد قواته في بداية النزاع. ومنذ ذلك الحين، ينشر «حميدتي» تسجيلات صوتية فقط، ويشاع على نطاق واسع بمقتله أو حتى إصابته في المعارك.
وأكّدت تقارير كثيرة من منظمات إغاثة وأخرى أممية وقوع فظاعات في دارفور، بما فيها عنف جنسي؛ ما دفع بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة. ودعا المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى عدم السماح لـ«التاريخ بأن يُعيد نفسه».
تقرير أممي
وفي موازاة ذلك، قالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان (يونيتامس)، الخميس: إن نحو نصف سكان البلاد (نحو 20 مليوناً) في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأضافت في تعميم صحافي على صفحتها بـ«فيسبوك»، أن أعداد النازحين جراء الصراع ارتفعت إلى 3.3 مليون نازح داخل البلاد وخارجها.
وتعرقل المعارك والاشتباكات المستمرة بين طرفي القتال في السودان الجيش وقوات «الدعم السريع» وصول المساعدات الإنسانية إلى الآف المدنيين العالقين في مناطق الصراع بالعاصمة الخرطوم وولايتي دارفور وكردفان.
ولم يلتزم الطرفان بإعلان المبادئ واتفاقات للتهدية ووقف إطلاق النار التي وقّعت في منبر «جدة» بوساطة سعودية وأميركية، تتضمن ترتيبات إنسانية لإيصال المساعدات من مواد غذائية وأدوية للمتضررين في مناطق القتال، بالإضافة إلى ترتيبات لحماية المدنيين والعاملين في مجال العون الإنساني والصحي.
ويعاني الآلاف من السودانيين أوضاعاً إنسانية كارثية بسبب انقطاع خدمات الكهرباء والمياه، وتوقف أكثر من نصف المستشفيات والمرافق الطبية وخروجها عن العمل في الخرطوم جراء القصف الجوي والاشتباكات المتواصلة.
ووفقاً لإحصائيات غير محدثة لوزارة الصحة السودانية الاتحادية قتل أكثر من 1136 شخصاً وأصيب 120 ألفاً آخرون حتى مطلع يوليو (تموز) الحالي.