حرية – (24/7/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
أوديسا، تواصل القوات الروسية لليوم السادس على التوالي قصف مدينة أوديسا الساحلية، وأطلقت أمس الأحد فقط أكثر من 19 صاروخا من البر والجو والبحر على المدينة الأوكرانية الاستراتيجية.
وكانت مدينة أوديسا -المنتجع السياحي المتعدد الثقافات في البحر الأسود- أحد الأهداف الرئيسية للعملية الروسية الخاصة في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير 2022، إلا أن المدينة الأوكرانية استطاعت الصمود منذ بدأ الاقتتال وقاومت بكل ما لديها للبقاء ضمن أوكرانيا حتى وقتنا هذا.
معلومات عن مدينة أوديسا الاستراتيجية وسر تمسك روسيا بالسيطرة عليها
أوديسا هي مدينة من المدن الكبرى في جمهورية أوكرانيا تقع على ساحل البحر الأسود، ويتحدث أهل المدينة اللغة الأوكرانية والروسية ويوجد فيها جامعات كثيرة يزيد عددها عن الـ 20.
وترتيب أوديسا هو الثالث بعد كييف وخاركوف من ناحية المساحة، ويتخطى عدد سكانها المليون نسمة ويوجد فيها أربع مواني وتعتبر العاصمة الاقتصادية والسياحية لكييف.
بالإضافة إلى ذلك يوجد في أوديسا، مطار دولي ودار أوبرا وعدد من المسارح وتتميز بالطبيعة الخلابة والشوارع القديمة.
متى تأسست مدينة أوديسا الأوكرانية ؟
تأسّست مدينة أوديسا بمرسوم من الإمبراطورة الروسية كاترين العظيمة سنة 1794، بعد سقوط الدولة العثمانية في حربها الكبرى مع روسيا سنة 1792، وخلال الحقبة السوفياتية كانت أوديسا أهم ميناء للتجارة في الاتحاد السوفياتي، وقاعدة للبحرية السوفييتية.
وفي القرن التاسع عشر كانت أوديسا رابع أكبر مدن الإمبراطوريّة الروسيّة بعد كلٍّ من موسكو وسانت بطرسبورج ووارسو، وهندستها المعماريّة التاريخيّة أقرب إلى البحر المتوسط منها إلى الروسيّة بعد أن تأثّرت بشدّة من جرّاء الأساليب الفرنسيّة والإيطاليّة.
تعتبر أوديسا أدفأ مدن أوكرانيا في فصل الشتاء لوجودها على البحر، واللغة الرسمية في المدينة هي الروسية.
يوجد في أوديسا عدد من الكنائس وتوجد أربعة مساجد للمسلمين، ويقطن فيها عدد كبير من الأجانب من مختلف دول العالم من الطلاب والتجار.
ووجدت دراسة أجراها المعهد الجمهوري الدولي عام 2015 أن 68 ٪ من أوديسا هم من أصل أوكراني، و25 ٪ من أصل روسي. ويوجد فيها عدد كبير من اليهود. وتشتهر بكونها مدينة صناعية وزراعية.
بالإضافة إلى أن أوديسا تمثل مركزا رئيسيا للنقل من خلال خطوط السكك الحديدية. ويتمّ توصيل النفط من أوديسا إلى الاتحاد الروسي والدول الأوروبية عبر شبكة خطوط أنابيب استراتيجيّة.
وعلى الرغم من الأغلبية الأوكرانية في أوديسا، فإن الجزء الأكبر من سكان أوديسا يتحدثون اللغة الروسية في المنزل. إلا أن اللغة الأوكرانية تكتسب شعبيتها ففي عام 2021، زادت نسبة اللغة الأوكرانية كلغة رئيسية يتحدث بها المواطنين في المنزل تقريبًا 5 مرات من 6٪ في عام 2015 إلى 29٪ في عام 2021.
الجيش الروسي يعلن تدمير كل الأهداف المحددة في مدينة أوديسا
وفي وقت سابق من أمس الأحد، أعلنت روسيا، أنها دمرت “كل الأهداف المحددة” في مدينة أوديسا الأوكرانية، مؤكدة أن المواقع المستهدفة كانت تعد “لهجمات إرهابية” على الأراضي الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن “القوات المسلحة الروسية شنت هجومًا صاروخيًا بأسلحة بحرية وجوية بعيدة المدى وعالية الدقة، على أماكن إنتاج وتدريب الزوارق المُسيَّرة في منطقة أوديسا، وكان يجري الإعداد لهجمات إرهابية ضد روسيا، وكان هناك مرتزقة أجانب في المنشآت المستهدفة”.
وأشارت الوزارة إلى أن جميع الأهداف المخطط لها دُمرت.
وأوردت البيان: قامت القوات المسلحة الأوكرانية بمحاولات فاشلة للعمليات الهجومية في اتجاهات دونيتسك وكراسني ليمان وجنوب دونيتسك وزابوريجيا”.
وأضاف بيان وزارة الدفاع: “في اتجاه دونيتسك، نتيجة للإجراءات المنسقة لقوات مجموعة (الجنوب) الروسية والغارات الجوية ونيران المدفعية، تم صد 14 هجومًا للعدو بنجاح في مناطق عدة في جمهورية دونيتسك الشعبية».
وتابع البيان: “بلغت خسائر العدو خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما يصل إلى 370 جنديًا أوكرانيًا، و6 مركبات قتالية مدرعة، و24 مركبة، ومدفع (إم 777) أميركي الصنع، بالإضافة إلى مدفع (هاوتزر) ذاتي الدفع (جفوزديكا)”.
وأشار البيان إلى أنه “تم تدمير 3 مستودعات ذخيرة للألوية الآلية 22 و24 و54 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق بجمهورية دونيتسك الشعبية”.
وجاء في البيان: “تم تدمير مستودع ذخيرة لواء الهجوم رقم 95 المحمول جوًا التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، بالقرب من منطقة سيريبريانكا في جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وأردف البيان: “بلغت خسائر العدو في هذا الاتجاه أكثر من 130 جنديًا أوكرانيًا، و10 مركبات قتالية مدرعة، و4 شاحنات صغيرة، ومدفع ذاتي الدفع من طراز (أكاسيا)، بالإضافة إلى مدفعي (دي 30) و(هاوتزر دي 20)”.
تدمير البنية التحتية والقضاء على مخزون أوكرانيا من الحبوب ومحاصرتها
القصف الروسي العنيف على أوديسا وصفه الجانب الأوكراني بالذريعة من أجل تدمير البنية التحتية ومخزون كييف من الحبوب، بينما يرى الجانب الروسي أن الاستهداف جاء ردا على الهجمات الأخيرة ضد شبة جزيرة القرم.
وارتكز تصعيد نيران الحرب خلال الأسبوع الماضي وحتى الآن في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 وفي مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا.
وبحسب شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية، يقول فوروجتسوف ستاريكوف الباحث في مؤسسة “فولسك” العسكرية الروسية، إن أوديسا هي أهم المنافذ البحرية لأوكرانيا على البحر الأسود، وخروج هذا المنفذ البحري من العمل سيؤدي إلى خنق أوكرانيا تقريبًا؛ فهي لن تتمكن بعد ذلك من استقبال أو إرسال أي بضائع عبره، فالنقل عبر الطرق البرية سيكون أكثر صعوبة وأعلى كلفة.