حرية – (5/8/2023)
اشترك في قناة حرية الاخبارية على التيليكًرام ليصلك كل جديد
تستضيف السعودية اليوم السبت 05/08/2023 محادثات حول الحرب في أوكرانيا وتستمر غدا الأحد، في مسعى سياسي جديد للمملكة الراغبة بلعب دور دبلوماسي على الساحة الدولية، رغم عدم وجود توقعات بأن تحقّق هذه الاجتماعات اختراقا في النزاع مع روسيا.
وأعلنت الرياض مساء الجمعة عقد “اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول” السبت في جدة الساحلية من أجل بحث “الأزمة الأوكرانية”، وفق ما جاء في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وأكد البيان “استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم”.
وأفاد دبلوماسيون في الرياض اطلعوا على الاستعدادات، وكالة فانس برس بأنّ الدعوات وجّهت إلى حوالي 40 دولة، وروسيا ليست من بينها.
وأشاد الرئيس الأوكراني، الجمعة، بجهود السعودية لاستضافة هذا الاجتماع، مشيراً إلى أن دولاً عدة من قارات مختلفة ستشارك فيه، وقال في كلمة نشرها عبر حسابه على تويتر: إنه أمر مهم للغاية لأنه في قضايا مثل الأمن الغذائي، يعتمد مصير ملايين الأشخاص في أفريقيا وآسيا وأجزاء أخرى من العالم بشكل مباشر على مدى سرعة العالم في تنفيذ صيغة السلام.
وأعرب، عن أمله في أن تكون محادثات جدة خطوة نحو عقد القمة في الخريف المقبل، حيث يعمل وفريقه لحشد دعم واسع لها، وقال لدبلوماسيين أوكرانيين في خطاب نُشر على موقع الرئاسة، إن نحو 40 دولة ستكون ممثلة في الاجتماع، مضيفاً: الخريف قريب جداً، لكن لا يزال هناك وقت للتحضير، وإشراك معظم دول العالم.
وتعول كييف على إقناع المزيد من الدول بدعم صيغتها للسلام، ويبدو أن كييف تريد بناء تحالف يتجاوز داعميها الأساسيين من خلال التواصل مع دول الجنوب العالمي مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، والتي ظل الحياد هو موقفها المعلن
ومن النقاط العشر التي طرحتها كييف في الخريف الماضي، الاستعادة الكاملة لوحدة أراضي أوكرانيا، والدعوة لحماية إمدادات الغذاء والطاقة، والسلامة النووية، والإفراج عن كل الأسرى.
حضور “صيني وهندي”
وتشارك الصين في محادثات جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا لي هوي، وقد أبدت بكين تصميمها على مواصلة لعب دور بناء من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية، كذلك أبلغت جنوب إفريقيا أنها ستشارك في الاجتماع.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، أن المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا، لي هوي، سيزور جدة لحضور المحادثات، وأكد وانغ ون بين، المتحدث باسم الوزارة، في بيان أن بلاده على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لتواصل لعب دور بناء في دعم حل سياسي للأزمة.
والهند من الدول التي أكدت حضورها في جدة، وتصف حضورها بأنه يتماشى مع موقفها الراسخ بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل إلى الأمام.
يأتي ذلك في أعقاب المحادثات التي أجريت في حزيران/يونيو في كوبنهاغن والتي لم تشارك فيها الصين ولم تسفر عن بيان رسمي.
السعودية “وسيط عالمي”
وتستند السعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، إلى علاقاتها مع الجانبين الاوكراني والروسي، للسعي إلى لعب دور وسيط في الحرب التي مضى عليها الآن ما يقرب من عام ونصف.
يتماشى ذلك مع خطوات دبلوماسية إقليمية شهدت مؤخرًا العمل على إصلاح الخلافات مع قطر وتركيا ثم إيران وسوريا.
لكن أزمة الطاقة التي تسبّبت بها الحرب على أوكرانيا عزّزت أهمية المملكة على الصعيد العالمي.
وقال هيلترمان إنّ الرياض “تريد أن تكون في الخندق ذاته مع الهند أو البرازيل، لأن هذه القوى المتوسطة إن عملت كفريق فيمكن أن تأمل في أن يكون لها تأثير على المسرح العالمي كقادة لحركة عدم الانحياز المتجددة”.
ويذكر أنّ المملكة أيدت قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وكذلك ضم روسيا لأراض في شرق أوكرانيا.
ومع ذلك، ندّدت واشنطن العام الماضي بتخفيضات إنتاج النفط التي قادتها الرياض وموسكو للمساعدة على رفع الأسعار والتي تمت الموافقة عليها في تشرين الأول/أكتوبر، ووصفتها بأنها ترقى إلى “التحالف مع روسيا” في الحرب.
وفي أيار/مايو الماضي استضافت المملكة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم بعض القادة العرب بـ”غض الطرف” عن أهوال الغزو الروسي.