حرية – (16/8/2023)
يقول مطوّرو لعبة فيديو مرتقبة Cities Skylines 2 إنهم يحاولون صنع “أكثر ألعاب محاكاة المدن واقعيةً على الإطلاق”، وهي لعبة فيديو ستتضمن مشكلات التشرد، وإفلاس الجيل زد، وحوادث السيارات الكارثية، حسب ما ذكره موقع Business Insider الأمريكي الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2023.
حيث كتب المطورون في منشور مدونة بتاريخ الإثنين 14 أغسطس/آب أن الأسر الموجودة في اللعبة قد تقع في فخ التشرد إذا كانوا من الفقراء، أو عجزوا عن العثور على شقة جديدة، أو كانوا يفتقرون إلى الأموال الكافية لمغادرة المدينة.
كما أوضح ستوديو Colossal Order، الذي يعمل على تطوير اللعبة: “في هذه الحالة، تستطيع تلك الأسر العيش في متنزهات المدينة حتى تتغير ظروفهم المعيشية”.
لعبة فيديو لن تكون سوداوية
لكن اللعبة لن تكون سوداويةً وكئيبة بالكامل إذا كانت المدن مخططةً بصورة جيدة؛ حيث تقدم اللعبة هذه المشكلات باعتبارها قابلةً للحل.
على الجانب المقابل، قد يؤدي سوء إدارة المدينة الافتراضية إلى عاصفةٍ من المشكلات الاقتصادية. وتبدأ المشكلات بعجز العائلات عن دفع الإيجار، وصولاً إلى تسريح الموظفين وإفلاس الشركات بالجملة وفقاً للمشاهد التي نشرها المطورون.
من المتوقع أن تصدر اللعبة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، وستسمح للاعبين ببناء ومحاكاة مدنهم الخاصة التي “تتطور وتتفاعل” مع خيارات اللاعب. كما أن خيارات كل لاعب ستجعل كفة مدينته تميل إما نحو الفضيلة أو الواقع المرير.
فيما “تتفاعل” المحاكاة في لعبة Cities Skylines 2 مع قرارات اللاعب من خلال زيادة حوادث المرور، وذلك إذا أخفق اللاعب في صيانة طرقات المدينة جيداً.
كما قد تتراكم القمامة في مكبات النفايات بالمدينة، وربما يخنقها التلوث نتيجة حرق الوقود غير المتجدد. علاوةً على احتمالية أن تلوث مياه الصرف الصحي إمدادات الماء في المدينة، وذلك إذا تم التخلص منها بطريقةٍ سيئة.
واقعية عناصر لعبة فيديو
نشر المطورون في وقتٍ سابق بعض اللقطات التي تُظهر واقعية عناصر اللعبة، ومنها إفلاس الجيل زد والعمل في السجن.
بينما أوضح المطورون في منشور مدونة بتاريخ يونيو/حزيران: “يمثل المال العنصر الأهم بالنسبة للمراهقين: إذ يبحثون عن خيارات رخيصة عند السفر سواءً في ما يتعلق بوسائل النقل أو سلوك وقوف السيارات”. وأشار المطورون إلى الحاجة لبناء مرافق نقل رخيصة في المدينة، وذلك لاستيعاب شبابها المفلس.
يُذكر أن الجزء الأول من لعبة Cities Skylines، التي أنتجها استوديو Colossal Order أيضاً، صدر عام 2015 وباع أكثر من 12 مليون نسخة حتى منتصف 2022. وأصبحت تلك اللعبة موضوعاً للعديد من مقاطع الفيديو الرائجة على يوتيوب.
حيث ظهر صانع محتوى في مقطع فيديو على يوتيوب عام 2018 وهو يغرق بركاناً بمياه الصرف الصحي الخاصة بمدينته. وحصد ذلك الفيديو أكثر من 10 ملايين مشاهدة.
في ما جمع مقطع فيديو آخر لمُخطِّط مدن محترف أكثر من 7.5 مليون مشاهدة؛ حيث ظهر فيه وهو يستخدم اللعبة لتصميم مدينته المثالية، ويشرح المبادئ الأساسية للتخطيط الحضري الجيد.
يبدو أن لعبة فيديو هذه تحاكي العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بشباب اليوم؛ حيث يكافح الجيل زد بسبب أزمة الإسكان ميسور التكلفة، والمستقبل المالي المعقد، والمدن التي تعاني من التلوث ومياه الشرب غير النقية.