حرية – (20/8/2023)
أظهرت بيانات تتبع أن ناقلة نفط مملوكة للولايات المتحدة يُشتبه منذ فترة طويلة في أنها تحمل نفطاً خاماً إيرانياً خاضعاً للعقوبات، بدأت في تفريغ حمولتها بالقرب من تكساس في وقت متأخر من يوم السبت، حتى في الوقت الذي هددت فيه طهران باستهداف الشحن في مياه الخليج.
وكان مصير شحنة النفط على متن سفينة «سويز راجان» التي ترفع علم جزر مارشال، مجهولاً وسط التوترات الواسعة بين الولايات المتحدة وإيران، حتى في الوقت الذي تعمل فيه البلدان على صفقة لإطلاق سراح خمسة سجناء أميركيين احتجزوا في إيران مقابل الإفراج عن 6 مليارات دولار من أصول طهران المجمّدة في كوريا الجنوبية.
وأظهرت بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة أنباء «أسوشيتد برس» أن سفينة «سويز راجان» بدأت في نقل نفطها إلى سفينة أخرى بالقرب من مدينة غالفستون في تكساس، الأمر الذي من المحتمل أن يسمح بتفريغ الحمولة.
ولم يرد المسؤولون الأميركيون ومالكو «سويز راجان»، على الفور، على طلبات للتعليق.
يأتي ذلك بعد أن هدد قائد القوات البحرية بـ«الحرس الثوري» الإيراني علي رضا تنكسيري، في يوليو (تموز)، باتخاذ إجراءات رادعة ضد أي شخص يفرغ حمولة «سويز راجان».
وقال تنكسيري في ذلك الوقت: «نعلن أننا سنحمل أي شركة نفط سعت إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية كما نحمل أميركا المسؤولية. لقد انتهى عصر الضرب والهرب. إذا ضربوا، يجب أن يتوقعوا الرد».
وعززت البحرية الأميركية وجودها بشكل مطرد في الأسابيع الأخيرة في الشرق الأوسط، ونشرت السفينة الهجومية البرمائية «يو إس إس باتان» وسفينة الإنزال «يو إس إس كارتر هول»، وفكرت في وضع أفراد مسلحين على متن سفن تجارية تسافر عبر مضيق هرمز لمنع إيران من الاستيلاء على سفن إضافية.
وبدأت التوترات حول سفينة «سويز راجان» في فبراير (شباط) 2022، عندما قالت منظمة «متحدون ضد إيران النووية» إنها تشتبه في أن الناقلة كانت تحمل النفط من جزيرة خرج الإيرانية، محطة توزيع النفط الرئيسية في الخليج العربي.
ولعدة أشهر، استقرت السفينة في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة قبل أن تبحر فجأة إلى خليج المكسيك دون تفسير.
في غضون ذلك، احتجزت إيران ناقلتين قرب مضيق هرمز، إحداهما تحمل شحنة لشركة النفط الأميركية العملاقة «شيفرون كورب».
وفي رسالة بتاريخ الأربعاء الماضي، طلبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين من البيت الأبيض تحديثاً لما سيحدث بشحنة «سويز راجان»، التي تقدر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار. وقالوا إن الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة في الولايات المتحدة، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) ومن أزمة الرهائن في إيران عام 1979 وغيرها من الهجمات المسلحة.