حرية – (27/8/2023)
حسن حسين جواد الحميري
أعتقد أن النسب نافع ومحبذ بل وواجب المعرفة به… لعدة اسباب منها حاجة الإنسان لمعرفة والديه لغرض معرفة حقه عليهما في الصغر وحقهما عليه في الكبر كذلك معرفة الاخوان والحقوق المتربية بينهم وخاصة فيما يتعلق بالميراث والحرمة من حيث الزواج وكذلك من حيث النسب يفضي إلى السلام الذاتي والاجتماعي من خلال الانتماء إلى عائلة او أسرة.
كذلك معرفة حقوق ذوي الارحام من حيث حصص الميراث.. وعليه النسب له دواعي شرعية تتعلق بالحل والحرمة ومالية.. لذا وجب على الفرد التمسك به..
اما العشيرة فهي صلة الأقارب الاباعد لامور كانت مهمة قبل نشوء الدولة المركزية الحديثة التي اخذت دور العشيرة في تحقيق مصالح المنتمين إليها في السلم والامن المجتمعي والدفاع عن حقوقهم أموالهم اذا ماتعرضوا لغزو اجنبي… بل أصبح الاخير أمرا طارئا وثانويا في حياة الشعوب المعاصرة واذا ماحصل فإن الدوله تنازع في مقاومة المحتل حتى الرمق الاخير كما في أوكرانيا وروسيا او فلسطين والكيان المحتل.. ففي فلسطين أصبح الضامن لحقوق الشعب الفلسطيني ليست العشرة بل المنظمات الفلسطينية واخيرا أنشأت دولة فلسطين باعتراف اممي..
عليه فإن العشيرة اصبحت كيان اجتماعي قديم مشلول القدرات لتوفر أجهزة وأنظمة اجتماعية وسياسية افضل منها تلتزم حقوق المواطن ومصالحه..
ومهما يكن من شي فإن نظام العشيرة الذي يعاني من الضعف والهزال لابد وان يتبدد ويتلاشى نتيجة التطور الحضاري والحداثة، العشيرة في الواقع حاليا هي أقرب إلى النشاط الفلكلوري منها إلى النشاط الفعال.. فالدولة في الوقت الحاضر مهما كان ضعفها الا ان لها اليد الطولى في خدمة المواطن، إذ يلاحظ في أكثر النزاعات العشائرية ان العشيرة يكون لها دورا بعد أن يعتقد اَاحد طرفي الخصوم ان الدوله ستنزل به العقاب وانه ملاقيه لا محالة ان يحصل على تنازل الخصم الاخر..
كان من محاسن ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ رغم اني لست من أشعر بميل إلى هذه الثورة، انها اضعفت القبلية في العراق خلال بضعة سنوات الي حد كبير. وهذا مايؤكد الدور الفاعل للدولة الحديثة وتراجع النفوذ القبلي، نلاحظ ان المجتمعات التي غادرت الفكر البدائي القبلي وانتقلت الي فكر المواطنة المتمثل بالانتماء الحقيقي للدوله والوطن قد تقدمت اشواطا بعيدة في الصناعة والزراعة والعلوم وأصبح يحسب لها ألف حساب بخلاف تلك الدول التي لازالت للعشائرية فيها شي من حياة تراها مفككة و متخلفة وتعاني من ويلات التخلف.