حرية – (30/8/2023)
اعتمدت وكالة ناسا الأميركية، بحثاً عراقياً اختص بمجال الطاقة الشمسية والمتجددة، وحظي باهتمام إعلامي واسع، فضلاً عن ترحيب من قبل وزارة الكهرباء بالاستعانة به في تطوير قطاع الطاقة.
يقول صاحب البحث المنشور في المجلة العالمية، الباحث في رئاسة جامعة بغداد باسم حميد العگليلي، في تصريح للوكالة الرسمية (30 آب 2023)، إن “أغلب البحوث في هذا الاتجاه هي بحوث علمية حديثة تختص بالنانوتكنولوجي، أي تقنيات النانو، وهي التقنيات الخضراء والتي تعد صديقة للبيئة وطاقة مستدامة”.
استثمار الشمس في معالجة المخلفات الصناعية
وأوضح العگليلي، أن “العراق يعاني من مصدرين رئيسيين للطاقة، مصدر الطاقة الكهربائية ومصادر المياه”، مبيناً أن “البحث يتضمن الاعتماد على استثمار أشعة الشمس في معالجة المخلفات الصناعية، خاصة وان بعض الدول جوار العراق كالأردن تستخدم المياه الثقيلة في الزراعة، وذلك من خلال المحفزات الضوئية يتم استخدامها في تنقية وتعقيم هذه المياه الثقيلة لتكون صالحة للزراعة، علاوة على أن طاقة الشمس نظيفة ويمكن استخدامها في توليد الطاقة الكهربائية عبر الخلايا الشمسية”.
ناسا أرشفت البحث في مواقعها
وأضاف، أن “البحث والعلوم الحديثة تعتمد تقنيات تكنولوجية”، لافتاً إلى أن “البحث تم نشره في المجلة العالمية الأمريكية (انفيرمنت رسيرج)، ووكالة ناسا أخذت البحث واعتمدته وأرشفته في مواقعها”.
وأعرب، عن “فخره بنشر البحوث العراقية في المجلات العالمية”، داعياً الحكومة والمسؤولين إلى “استثمار هذه البحوث والطاقة العلمية في خدمة المجتمع”.
آلية وتفاصيل البحث المنشور
بدوره أوضح أحد علماء ومتخصصي علوم النانوتكنولوجي في العراق، زيد حازم الخفاجي، أن “البحث تضمن تصنيع مركب هجين ثلاثي نانوي متناه في الصغر يتكون من ثلاثة أشباه موصلات تعمل كمحفز ضوئي”، مبيناً أن “هذه المحفزات الضوئية تقوم بامتصاص الضوء المرئي من أشعة الشمس أو أي مصدر ضوء آخر وتحرر مؤكسدات كيميائية مثل الهيدروكسيد راديكل والسوبر أوكسيد راديكل والهيدروجين بيروكسايد”.
وأضاف الخفاجي، أن “هذه المؤكسدات، تقوم بتحليل المواد العضوية السامة الناتجة من المخلفات المائية من مصانع الأدوية مثل الانتيبايتك وبالتالي معالجة المياه بصورة علمية وتحويل المواد السامة والمسرطنة إلى مواد صديقة للبيئة مثل ثنائي أوكسيد الكاربون والماء”.
معالجة المياه بطرق صديقة للبيئة
ولفت، إلى أن “هذه الطريقة تعد من الطرق الحديثة والصديقة للبيئة كونها تستخدم ضوء الشمس وهي طاقة مستدامة ومتجددة ولا تنظب، فضلاً عن كونها تستطيع معالجة مياه المصانع مثل مصانع الأنسجة والجلود والورق والبلاستك وغيرها وبالتالي الحفاظ على البيئة والموارد المائية”.
الاستفادة من الطاقة الشمسية في الزراعة والصناعة
وأردف، أن “العراق يعاني من شح وتلوث المياه من المصادر الصناعية، بالإضافة إلى شح الطاقة، خاصة الطاقة الكهربائية، وبالتالي تعتبر هذه الطريقة أحد الحلول الممتازة في استهلاك الطاقة الشمسية والحفاظ على الموارد المائية عن طريق تدوير مياه المصانع والاستفادة منها مرة أخرى في الزراعة أو الصناعة أو طرحها في مجاري الأنهار”.
اهتمام عالمي بالبحث العراقي
وتابع، أن “العالم اليوم، يركز بصورة كبيرة على الاهتمام البيئي وبالأخص استخدام التكنولوجيا الخضراء أو الطرق الصديقة للبيئة”، مؤكداً أن “المجلات العالمية والجامعات الرصينة تولي اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي والإنجاز العراقي”.
ودعا الخفاجي، رئيس الوزراء ووزارة التعليم العالي إلى “دعم واستغلال الكفاءات من أجل خدمة البلاد”.
فريق جامعي يبحث معالجة المياه الملوثة
من جانبه، ذكر البروفيسور في قسم الهندسة الكيمياوية بجامعة النهرين، سعد حنش عمار، أن “البحث، هو من ضمن سلسلة بحوث فريق من عدة جامعات وجهات في مجال معالجة المياه الملوثة بالمواد العضوية الخطرة بطريقة التحفيز الضوئي”.
طرق البحث تعد صديقة للبيئة
وتابع عمار، أن “الطرق المستخدمة تعتبر صديقة للبيئة وغير مكلفة ولا تتضمن طرح مواد ثانوية”، منوهاً إلى أن “طريقة المعالجة أثبتت تحللاً كاملاً وفعالاً للملوثات العضوية وبدون آثار جانبية وبزمن قياسي قصير نسبياً”.
واستطرد قائلاً، إن “سلسلة البحوث مستمرة لتطوير مواد حفازية متراكبة جديدة، من أجل استخدامها في معالجة المياه بهذه الطريقة واستثمار الضوء المرئي الشمسي المتاح”.
نتائج البحوث تخدم وزارتي النفط والبيئة
وأوضح، أنه “يمكن لوزارتي النفط والبيئة الاستفادة من نتائج البحوث عن طريق تبني تطبيق البحث على نطاق صناعي، من خلال بناء منظومات مفاعلات ضوئية لمعالجة المياه الملوثة بطريقة صديقة للبيئة وغير مكلفة واستثمار فقط الطاقة الشمسية كمصدر للضوء وبالتالي توفير كلف إضافية لتحلية وتنقية المياه”.
الكهرباء ترحب بالمقترحات العلمية لتطوير قطاع الطاقة
بدوره رحب المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، “بالأفكار الجديدة المبتكرة والتكنولوجيا الحديثة لتطوير قطاع الكهرباء”، مؤكداً أن “أبواب الوزارة مفتوحة أمام جميع الأفكار والاطروحات والمقترحات العلمية لتطوير قطاع الطاقة”.
وأضاف موسى، أن “وزارة الكهرباء تعمل بشكل جدي لسد النقص الحاصل ما بين العرض والطلب أي ما بين الإنتاج المتحقق والإنتاج المطلوب للطاقة، إضافة إلى معالجة مشاكل وتحديات كبيرة أبرزها الخطة الوقودية والاختناقات الحاصلة في خطوط النقل، وعودة المحطات التحويلية إلى مواصفاتها الفنية العلمية المدروسة”.
وأكد أن “هناك تحديات ونقصاً كبيراً في الطاقة، وبالتالي العراق بحاجة إلى مثل هذه الأفكار والمقترحات”، لافتاً إلى أن “الوزارة ستتوجه إلى هذه الابتكارات والآراء العلمية التي تطرح، وبكل تأكيد ستجد هذه الأفكار صداها وسيتم العمل بها، وسيجد أصحابها ترحيباً كبيراً بما يطرحونه”.