حرية – (3/9/2023)
قال موقع Axios الأمريكي، في تقرير نشره الجمعة 1 سبتمبر/أيلول 2023، إن مخازن بذور “نهاية العالم” يزداد انتشارها في الوقت الحالي باعتبارها أداة في السباق لتأمين الإنتاج العالمي للمحاصيل ضد التأثيرات الضارة لتغير المناخ، إذ إنه وفي عصر الكوارث المناخية المتزامنة، تكتسب الحلول طويلة المدى التي تعزز مستقبل الإمدادات الغذائية زخماً بين الحكومات والعلماء وصغار المزارعين.
والهدف هو التأكد من إمكانية إحياء المحاصيل التي اندثرت في منطقة معينة بمكان آخر، وأحد الأمثلة البارزة على ذلك هو مخزن سفالبارد العالمي للبذور، وهو عبارة عن محمية مدفونة في أعماق أحد الجبال النرويجية التي تناسب “نهاية العالم”، وتُخزِّن أكثر من 1.2 مليون نسخة مكررة من عينات البذور.
مخزن عالمي لحفظ البذور
أُنشِئ المخزن في عام 2008 لحماية إمدادات البذور وتلبية الاحتياجات المتزايدة في المستقبل ضد التهديدات مثل تغير المناخ والأحداث الجوية القاسية والحروب.
ومن منشأة في شمال كولورادو إلى حديقة ريفية بجبال الأنديز، هناك مخازن “نهاية العالم” مماثلة، حيث يجمع العلماء نسخاً احتياطية من المحاصيل المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
وبعض هذه المخازن، مثل معهد فافيلوف لأبحاث صناعة النباتات في روسيا، عبارة عن مستودعات نشطة موجودة منذ أكثر من قرن من الزمان. في حين هناك مؤسسات أخرى حديثة؛ مثل بنك الجينات لبذور المستقبل في كولومبيا الذي أُنشِئ العام الماضي.
المحاصيل أساس النظام الغذائي العالمي
قال المبعوث الأمريكي الخاص للأمن الغذائي العالمي كاري فاولر -الملقب بـ”الأب المؤسس” لمخزن سفالبارد العالمي- لموقع Axios في رسالة بالبريد الإلكتروني: “المحاصيل هي أساس النظام الغذائي العالمي”.
وأشار إلى أنَّ حماية المحاصيل والاستثمار فيها أمر بالغ الأهمية لبناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المستمرة الناجمة عن الصراع والطقس المتطرف.
وأوضح فاولر في رسالته: “ببساطة، يمكننا من خلال الاستثمار في البذور زيادة الإنتاجية والتغذية باستدامة وتأمين مستقبلها ضد تبعات الحرارة والجفاف والآفات والأمراض”.
بنظرة أقرب، يوجد أكثر من 1700 بنك جينات تضم مجموعات من المحاصيل الغذائية في جميع أنحاء العالم، أو مواقع تخزين لجينات أجزاء من الكائنات الحية، ومنها البذور الزراعية.
وفي المملكة المتحدة، يمكن العثور على مجموعة تحت الأرض تضم أكثر من 2.4 مليار بذرة في بنك بذور الألفية بحدائق كيو في لندن.
وفي الوقت نفسه، تحتفظ وزارة الزراعة الأمريكية بـ20 بنكاً للجينات على مستوى البلاد من خلال نظام يتولى رعاية أكثر من 600 ألف عينة فريدة من الموارد الوراثية النباتية، تمثل أكثر من 15 ألف نوع.
الحفاظ على الموارد الوراثية
قالت جايل فولك، عالمة فسيولوجيا النبات في المختبر الوطني للحفاظ على الموارد الوراثية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، لموقع Axios، إنَّ مثل هذه البنوك توفر التنوع الجيني الذي يحتاجه الباحثون لتحسين وتطوير أصناف جديدة، أو أصناف تُزرَع من أجل سمات محددة.
وأكدت فولك: “الموارد الوراثية النباتية مهمة للبشرية جمعاء، لأنها تشكل اللبنات الأساسية لإمداداتنا الغذائية؛ لذا نحن بحاجة إلى هذه المخازن من الموارد الجينية من أجل المستقبل”.
في سياق متصل، لا تؤدي الظواهر المناخية المتطرفة إلى انتشار أمراض النباتات فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى انخفاض حجم الإنتاجية وندرة المياه في المناطق المنتجة الرئيسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي.
من جانبه قال غابرييل كامبل، مدير برنامج الحفاظ على النباتات في جامعة ولاية بورتلاند: “إنَّ تغير المناخ يزيد بالتأكيد من أهمية بنوك البذور. فهناك كثير من النباتات المتوافرة لنا، وإذا لم نفعل أي شيء لمساعدتها، فمصيرها مهدد إلى حد كبير”.